خلال زيارة إلى المستشفى السلطاني للوقوف على جهود مكافحة الفيروس التاجي

وزير الصحة: المنحنى الوبائي لـ"كورونا" في السلطنة تحت السيطرة.. وتجهيز 200 سرير عناية مركزة

 

 

السلطنة بدأت الاستعداد لاحتواء "كورونا" منذ يناير

تسيير 16 طائرة إلى الصين لتوفير معدات طبية

ندعو إلى عدم القلق من زيادة الإصابات.. وجهود التصدي للوباء متواصلة

أغلب الحالات المسجلة لوافدين.. والتزام الجميع يساهم في جهود الاحتواء

السلطنة لا تزال في مرحلة تصاعد الوباء.. ولا أحد يعلم موعد انتهاء الأزمة

الإجراءات الاحترازية تهدف للحد من سرعة تفشي الفيروس

التباعد الجسدي يضمن الحد من انتشار الفيروس.. وعلى الجميع البقاء في المنزل

لدينا مخزون كاف من المستلزمات الطبية

نبدأ في توظيف التقنيات الحديثة لتتبع المصابين والمعزولين

اللواتية: البلازما أحد مشتقات الدم.. ونستخلصها من المتعافين لنقلها إلى المصابين

 

 

مسقط - الرؤية

نقل معالي الدكتور أحمد بن مُحمد السعيدي وزير الصحة، إشادة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بجميع العاملين في القطاع الصحي، وأكد معاليه أن جلالة السلطان المعظم يتابع تطورات فيروس كورونا متابعة حثيثة ويقدم دعمه المستمر للقطاع الصحي.

جاء ذلك خلال زيارة لمعاليه أمس للمستشفى السلطاني، والتي هدفت إلى الاطلاع عن كثب على الجهود التي يقوم بها العاملون بالمستشفى لمجابهة فيروس كورونا "كوفيد 19" للاطمئنان على سير العمل بالمستشفى.

وكشف معاليه أنَّه تمَّ تسيير 16 طائرة إلى جمهورية الصين الشعبية لجلب المستلزمات الطبية وكواشف ومعدات لفحص الحالات.

ووجه معالي الوزير شكره لكافة العاملين الصحيين، مؤكداً أن الجميع بذلوا مجهودهم من أجل مكافحة الوباء الذي بدأ مع نهايات العام الماضي. وكشف معاليه أنَّ وزارة الصحة بدأت التحضيرات والاستعداد للفيروس منذ النصف الأول من يناير الماضي، بهدف الحد من انتشار الفيروس، وأن نتائج التحضيرات عكست التوقعات. وأوضح السعيدي أنَّ السلطنة بدأت التحضيرات والاستعدادات لكورونا منذ وقت مبكر، لكنها واجهت تحديات شبيهة بما واجهته دول العالم الأخرى، مثل عدم القدرة على الحصول على كافة الاحتياجات المطلوبة من مستلزمات طبية وصحية. وأضاف أن لدى السلطنة ما يكفي من مستلزمات طبية لمدة 3 أشهر، مشيرًا إلى أنَّه حتى الآن لا أحد يستطيع أن يعلم إلى متى يستمر هذا الوباء، لكنه أوضح أنَّ الأرقام الحالية تشير إلى توقع مزيد من التصاعد، داعيا إلى عدم القلق إذا زاد العدد أو انخفض، مؤكدا أن السلطنة لا تزال في مرحلة تصاعد الوباء. ودعا معاليه الجميع إلى ضرورة الالتزام بكافة التوجيهات الصحية التي من شأنها الحد من انتقال المرض المتمثلة في التباعد والبقاء في المنزل وغسل اليدين، وعزل من يُعاني من أعراض تنفسية.

ونوَّه معاليه إلى أنَّ أغلب الحالات المسجلة بفيروس كورونا خلال الأيام الأربعة الأخيرة كانت بين الوافدين، وتابع أنه لولا التزام المواطنين والمقيمين بالتوجيهات بالبقاء بالمنزل لكان الوضع أسوأ مما هو عليه اليوم، ولكان عدد الوفيات أيضاً أكثر مما هو عليه اليوم.

وشملت زيارة معاليه وحدة العناية المركزة ووحدة العناية بعد العمليات للأطفال ووحدة العناية الفائقة وجناح الولادة وأقسام المختبرات والصيدلية، وأمراض النساء وقسم عزل المرضى المصابين بفيروس كورونا، وأقسام المركز الوطني لعلاج الأورام، وعدد من الأقسام الأخرى بالمستشفى.

والتقى معالي الدكتور وزير الصحة خلال زيارته بإدارة المستشفى وبالعاملين الصحيين فيه، واستمع إلى مقترحاتهم وآرائهم حول تحسين جودة الخدمات المقدمة لعلاج المرضى، كما زار معاليه عددا من مرضى فيروس كورونا "كوفيد-19" الذين يخضعون للعلاج واطمأن على صحتهم وعلى سير العملية العلاجية.

ووجه معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي، وزير الصحة، كلمة شكر لكافة العاملين الصحيين، قائلاً: "إني سعيد جدًا بأن أتواجد في هذا الصرح الصحي المهم بالسلطنة بين عدد من الزملاء العاملين في القطاع الصحي". وأضاف معاليه أن الهدف من زيارته للمستشفى يأتي لتقديم شكر وتقدير لكافة العاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين وفئات طبية مساعدة ومهندسين وإداريين.

وأضاف أنَّ الهدف من كل الإجراءات التي تمت في الفترة الماضية للحد من تفشي وانتشار هذا الفيروس، الذي لا يُمكن إيقافه، وإنما الحد من سرعة انتشاره، وأنه بتوفيق من الله تعالى وجهود كافة العاملين بالقطاع الصحي وبتعاون المواطنين والمقيمين، فإن المنحنى الوبائي في السلطنة لا يزال تحت السيطرة ويمكن التحكم فيه، رغم أن هناك تزايدا مستمرا في عدد الحالات، مشيرا إلى أنَّ هذا التصاعد متوقع.

وأضاف معاليه: "نما إلى علمنا أن هناك بعض المواطنين يتساءلون لماذا نبقى في المنازل طالما أن الحالات في تزايد"، مشيرًا إلى أنَّ تزايد هذه الحالات ناتج عن أن بعض الأفراد غير ملتزمين بالبقاء في المنازل وتحقيق التباعد الجسدي، علاوة على أن الوزارة قامت بتكثيف الفحوصات الطبية، ولذا الزيادة كانت متوقعة.

وطالب معالي وزير الصحة الجميع بالبقاء في منازلهم، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، مشيرا إلى أن عدد الحالات في السلطنة حتى يوم الأربعاء لم يتجاوز 910 حالات، وأن عدد المنومين في مستشفيات السلطنة لم يتجاوز 35 حالة، وعدد الوفيات 4 حالات، مشيداً بجهود كافة العاملين الصحيين والفئات الطبية التي كان لها الدور الكبير في ذلك، مقدمًا الشكر والتقدير لها من كافة الجهات بالسلطنة.

وأضاف معاليه: "يكفينا فخرا أنَّ حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في اجتماع جلالته الأول باللجنة العليا أشاد وشكر كافة العاملين الصحيين، وأنَّ جلالته- أيده الله- يتابع وبشكل مستمر الوضع كاملاً، وذلك حافز للموظفين في القطاع الصحي لمواصلة العطاء والعمل المخلص لهذا الوطن العزيز".

ولفت معاليه إلى أنَّ المستشفى السلطاني يملك القدرة الجيدة على استيعاب أكثر من 150 إلى 200 سرير عناية مركزة إذا استدعى الأمر لذلك، مشيرا إلى استمرار تقديم خدمات صحية أساسية مثل خدمات النساء والولادة وخدمات أمراض السرطان وخدمات أمراض القلب والعمليات الحرجة المستعجلة.

وأعرب معالي وزير الصحة عن تمنياته للجميع بالصحة والسلامة، مؤكدًا أنَّ الكوادر البشرية في القطاع الصحي هم أهم ما يملكه القطاع، مناشدا إياهم بضرورة الاهتمام بصحتهم ونصحهم باتباع الإرشادات الصحية وارتداء الملابس الواقية حسب الإرشادات التي صدرت من الجهات المعنية.

وأكد السعيدي: "لدينا مخزون كافٍ في الوقت الحالي، وأن الأدوية المستخدمة للعلاج في كافة الدول متوافرة بالسلطنة، كما أننا بدأنا في استخدام التقنيات الحديثة في التعامل مع هذا المرض، وسيتم الإعلان عنها الأسبوع المقبل بهدف تتبع الحالات المصابة والحالات الخاضعة للحجر المؤسسي أو المنزلي".

من جانبها، أوضحت الدكتورة فريال بنت علي بنت خميس اللواتية استشاري أمراض معدية بالمستشفى السلطاني أنَّ البلازما عبارة عن أحد مشتقات الدم، وأن البلازما المناعية تستخدم منذ سنوات عديدة في علاج المرضى الذين يعانون من الالتهابات وخاصة الفيروسية. وأضافت اللواتية أن هذه التقنية تعتمد على استخلاص البلازما مع الأجسام المضادة من دم المتعافين، ومن ثم حقنها- بحسب بروتكول معين- للمرضى الذين يعانون من "كوفيد-19". وأضافت أن التقنية أجريت عليها أبحاث وتجارب سريرية منذ أيام مرض "سارس"؛ حيث أثبتت فعاليتها، معربة عن أملها في استخدامها لعلاج مرضى الحالات الحرجة، إذ يتم إعطاء المريض جرعة بحوالي 200 مل، ومن بعدها إذا وجدت الاستجابة يتم تكرار الجرعة خلال 24 ساعة. وتابعت أن وزارة الصحة بادرت بهذه التقنية بالتعاون مع بنك الدم المركزي، معربة عن أملها في أن تتزايد أعداد المتبرعين حتى تتمكن الوزارة من توفير البلازما المناعية لكافة مستشفيات السلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك