أشادت بالاستجابة الحاسمة من مؤسسات الدولة تجاه "كورونا"

"أكسفورد": السلطنة مقبلة على نمو استثمارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع تسارع "الرقمنة"

 

 

◄ إجراء معظم الأعمال التجارية عبر الإنترنت يُعزز التحول الإلكتروني

◄ 59% ارتفاعا بأعداد وثائق التأمين عبر الإنترنت

◄ الحزمة التحفيزية من "المركزي العماني" توفر إغاثة مهمة للاقتصاد

 

 

لندن- العمانية

رصدت مؤسسة "أكسفورد بيزنيس جروب" البريطانية البحثية الدولية "فرصًا واعدة" لنمو قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في السلطنة جراء فيروس كورونا "كوفيد-19"، متوقعة جذب مزيد من الاستثمارات في هذا القطاع مع تسارع وتيرة التحول إلى الرقمنة.

وقالت المؤسسة- في تقرير لها- إنَّ السلطنة استجابت بشكل حاسم للوباء، فبعد تسجيل أول حالتي إصابة بكوفيد-19 في 24 فبراير، لمواطنين عائدين من إيران، أعلنت الحكومة الوقف الفوري للرحلات الجوية من إيران، كما اتخذ المسؤولون إجراءات واسعة النطاق تحد من دخول البلاد وتنقل المواطنين داخل السلطنة. ونقلت المؤسسة عن المكرمة لجينة بنت محسن حيدر درويش نائبة الرئيس التنفيذي لمجموعة محسن حيدر درويش التجارية تأكيدها أن السلطنة ردت سريعًا على جائحة كوفيد-19، بوقف دخول السفن السياحية بالكامل وفرض حظر على التأشيرات السياحية، على الرغم من التأثير الاقتصادي الفوري لذلك على قطاع السياحة. وذكرت أنَّ عدداً من قادة الأعمال ينظرون إلى الفرص الناشئة من المصاعب الحالية، ومنها نمو قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، ونقلت عن ريشي كيمجي، مديرة مجموعة كيمجي أجيت قولها إن الشركات تجني فوائد العمل عن بُعد وخفض تكاليف السفر، مضيفة أنه من المرجح أن يستمر ذلك حتى بعد انتهاء الوضع الراهن.

وأفادت "أكسفورد بيزنيس جروب" بأنَّ ضرورة إجراء معظم الأعمال التجارية عبر الإنترنت قد تؤدي إلى تسريع الرقمنة وجذب الاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مؤكدة أنَّ هذا التحول سيتماشى مع الاستراتيجيات الحالية، لدعم تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهي ركيزة أساسية لرؤية 2040، وهي خطة التنمية طويلة المدى للبلاد.

وأوضحت أنَّه على خلفية الاستثمارات المنفذة من الصندوق العماني للتكنولوجيا، شهد الشهر الماضي إطلاق منصة إلكترونية باسم «بحار» لشراء الأسماك عن بعد بهدف تسهيل عمليات شراء المنتجات السمكية بالجملة، مضيفة أنَّ برنامج "بحار بلاس"، سيسمح لبائعي الأسماك والمتاجر ببيع المنتجات مباشرة للزبائن الأفراد، بما يتماشى مع إرشادات "البقاء في المنزل".

وأشارت إلى أنَّ الإغلاق الحادث للحد من انتشار كوفيد-19 يجب أن يساعد أيضًا على تسريع الاتجاه نحو عمليات الشراء عبر الإنترنت في قطاع التأمين، مبينة أنه في العام الماضي، ارتفع عدد وثائق التأمين التي تم شراؤها عبر الإنترنت بنسبة 59 بالمائة، وفقًا للهيئة العامة لسوق المال، التي أشارت إلى أنَّ غالبية شركات التأمين العاملة في السلطنة تقدم الآن قنوات توزيع إلكترونية، لافتة إلى أنَّ الهيئة تعمل على تعزيز التوجه نحو المعاملات الإلكترونية، والتي من المتوقع أن ترتفع بشكل أكثر حدة في ضوء هذا الوباء.

وقالت المؤسسة إن هذه التطورات تأتي وسط جهود كبيرة بذلت في الأشهر الأخيرة لتحديث البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات في السلطنة، مع توقع المزيد من التحسينات بعد أن ينحسر فيروس كوفيد-19.

ونقلت المؤسسة عن عزان بن قاسم البوسعيدي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات "إثراء" قوله إنه "بالنظر إلى ثروة المواهب التقنية داخل البلد، فإن التطور الطبيعي بالنسبة لنا بعد الوباء سيكون التركيز الأكثر حدة على قطاع التكنولوجيا العالية المتنامي في عُمان، والتي تولد بالفعل اهتماماً واستثماراً أجنبياً، وبناءً على ذلك، أعتقد أننا سنشهد زيادة ملحوظة في وجود منتجات وخدمات تقنية من صنع عُماني في الأسواق الدولية".

وذكرت مؤسسة أكسفورد بيزنيس جروب" أنه على الرغم من الفرص المتوافرة للتوسع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فإنَّ الاقتصاد العماني على نطاق أوسع يواجه سلسلة من التحديات المتعلقة بفيروس كوفيد-19، وانخفاض أسعار النفط العالمية من 66 دولارا للبرميل في بداية العام إلى أدنى مستوى لها عند 25 دولارا في أوائل أبريل، قبل أن ترتفع إلى حوالي 33 دولاراً عقب الاتفاق على خفض الإنتاج.

وأشارت إلى أنَّ البنك المركزي العماني كشف النقاب عن حزمة تحفيز اقتصادي بقيمة 20.78 مليار دولار في 18 مارس، ما يُوفر السيولة التي تشتد الحاجة إليها في وقت بدأ فيه أصحاب الأعمال الصغيرة، على وجه الخصوص، يشعرون بالتأثير. وقالت إنِّه في حين أن حزمة التحفيز ستوفر إغاثة مُهمة، إلا أنه يجب نشر موارد أخرى على المدى الطويل.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z