الرؤية- نجلاء عبدالعال
قالَ الدُّكتور ناصر بن راشد المعولي عميد كلية الدراسات المصرفية والمالية والأستاذ المشارك في الاقتصاد: إنَّ القراءة الأولية لاتفاق "أوبك بلس" تُشير إلى أهمية هذا الاتفاق لدعم استقرار السوق النفطية، وأهميته في إنقاذ أسعار النفط من التدهور، لكنه أكد أنَّ المعضلة الحقيقية حاليا تكمُن في تراجع الطلب العالمي.
وأوضَح المعولي- في تصريح خاص لـ"الرؤية"- أنَّ توصُّل دول مجموعة "أوبك بلس" إلى اتفاق بالإجماع على خفض إنتاج النفط بواقع 9.7 مليون برميل يوميا (أي 10% من المعروض العالمي)، يعدُّ بالفعل "اتفاقا تاريخيا". وأشار إلى أنَّ هذا التخفيض يعدُّ أكبر تخفيض على الإطلاق لإنتاج النفط؛ إذ يتجاوز التخفيض المتفق علية أربعة أمثال التخفيضات التي اتُّفق عليها أثناء الأزمة المالية في 2008.
وأضاف المعولي أنَّ تفاهمات "أوبك بلس" تمثل مُنطلقا جيدًا لاستقرار السوق النفطية، موضحا أنه في ظل تراجع الطلب العالمي على النفط -بسبب خمول الاقتصاد العالمي الناجم عن تأثيرات فيروس كورونا- فإنَّ توافق دول "أوبك بلس" الأخير على خفض الإنتاج جاء في الواقع في الوقت المناسب، وله أهمية كبرى في إنقاذ أسعار النفط من المزيد من الانحدار إلى مستويات 20 دولار أو حتى أدنى من ذلك، مُعتبرا أن هذا الاتفاق "التاريخي" بداية لتصحيح الأسعار، وإعادة التوازن، واستقرار الأسعار في الأسواق العالمية.
ووصف المعولي الاتفاق بأنه "جيد وفي الاتجاه الصحيح"، لكنه أكد في نفس الوقت أنه "غير كاف لمعالجة التخمة النفطية وتنامي المخزونات النفطية إلى مستويات قياسية"، مشيرا إلى أن الاتفاق الذي جرى على تخفيض حوالي 10 ملايين برميل يوميا سيكون بحاجة إلى زيادة تعميق التخفيض في المستقبل، خاصة وأن المؤشرات تؤكد على أن تراجع الطلب على النفط بسبب أزمة كورونا كان بنسبة 30%، وأن التخفيض الذي تم الاتفاق عليه 10% فقط؛ مما يعني أن هناك 20% سيكون على المنتجين تخفيضها ليتناسب العرض مع الطلب؛ حيث إنَّ الاستهلاك النفطي قبل أزمة كورونا كان 100 مليون برميل تقريبا، فيما يبلغ في الوقت الراهن نحو 70 مليون برميل يوميا، في حين أن التخفيض شمل 10 ملايين برميل كمرحلة أولى.
وفيما يتعلق بمستوى الأسعار في الفترة المقبلة، أوضح الدكتور ناصر المعولي أن الأسعار يمكن أن ترتفع إلى حوالي 35 دولارا خلال الثلاثة أشهر المقبلة، وهذا يعتمد على مدى سرعة انحسار كورونا وإنهاء إغلاق الأسواق وفتح حركة الطيران... وغيرها من الأنشطة الاقتصادية التي توقفت بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد.
واختتم المعولي حديثه بالقول: إنَّ الحفاظ على أسعار النفط عند مستويات جيدة يتطلب توازنا بين العرض والطلب، وضبطا للإنتاج المعروض في السوق، ومراقبة للأسعار، خصوصا بما يتناسب ووضع الأنشطة الاقتصادية في ظل تأثيرات كورونا، وأكد المعولي على ضرورة أن يكون الإنتاج قادرا على التعامل والتوازن مع تهاوي الطلب الكلي بسبب فيروس كورونا، متأملا أن "أوبك بلس" تواصل محادثاتها لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط، وبتعاون من دول أخرى خارج "أوبك بلس" مثل كندا والنرويج... وغيرها من الدول.
