الرؤية - نجلاء عبدالعال ووكالات
ازداد غموض فيروس كورونا والتخوفات منه بعد أن تأكد أنه يمكن أن يصيب الإنسان أكثر من مرة، وبحسب تقارير مؤكدة وردت من كوريا الجنوبية فإن التحاليل أثبتت أن الفيروس عاد للظهور مجددا لدى متعافين من المرض.
وقال جيونغ أون كيونغ مدير مركز مكافحة الأوبئة في كوريا الجنوبية إنه يرجح فرضية أن الفيروس يعاود نشاطه مرة أخرى في بعض المصابين بعدما انتهت أعراض الإصابة وظن الأطباء أنهم تعافوا بينما لا يرجح فرضية تعرض هؤلاء للإصابة مرة ثانية، لكن الفحوصات التي أجرتها وزارة الصحة الكورية في مدينة دايغو الأكثر تأثرا بالوباء في كوريا الجنوبية أثبتت بالفعل إصابة عشرات الأشخاص بالفيروس بعد شفائهم، وحتى الآن بلغ عدد كان قد أُعلن تعافيهم من فيروس كورونا المستجد ثبتت إيجابية تحاليلهم مجددا أكثر من 116 شخصا.
وقالت جيونج إيون-كيونج، مديرة المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن الفيروس ربما نشط مجددا وإن المرضى لم يصابوا به من جديد، فيما قال خبراء آخرون إن الفحوص الخاطئة ربما تلعب دورا في ذلك، أو قد تكون هناك بقايا للفيروس في أجسام المرضى دون أن تكون معدية أو تمثل خطورة عليهم أو على غيرهم.
وتزيد المخاوف من حقيقة أن الإصابة بفيروس كورونا المستجد لا تعني اكتساب مناعة في الدول التي اعتمدت في مكافحة الفيروس على سياسة "مناعة القطيع" والتي تقوم على فكرة ترك الفيروس ينتشر بين أكبر عدد ممكن من السكان بحيث يصل إلى إصابة 60% من السكان، وكانت بريطانيا قد بدأت بهذه السياسة في مواجهة الفيروس، حيث أعلن كبير المستشارين العلميين للحكومة البريطانية السير باتريك فالنس بأنه كلما توسعت دائرة انتشار الوباء فستصبح هناك مناعة وطنية أوسع لأجيال، وأن ترك فيروس كورونا يصيب نحو أربعين مليونا من سكان المملكة المتحدة، أي 60% من السكان، سيساعد في الوصول إلى "مناعة القطيع".
والآن مع هذه الحقيقة الصادمة فإن ضبابية الفيروس المستجد تزداد، ويتراجع في المقابل التعويل على تزايد أعداد المتعافين منه، ويتعلق العلماء حاليا بآمال أن يكون هناك خطأ ما في تحاليل كوريا الجنوبية خاصة وأنها تعد الدولة الوحيدة تقريبا التي أظهرت هذه النتائج، مع الأخذ في الاعتبار في نفس الوقت أنها من أعلى دول العالم في معدلات التحاليل على الفيروس لدى السكان.