أسواق عمان الاستهلاكية

التعاونيات كواقع
 
د.يوسف الملا
 
 
 
"التسويق الجيد يجعل الشركة تبدو ذكية، بينما التسويق الرائع يجعل المستهلك يشعر بالذكاء". (جو شيرنوف)

 
الوعي العام بأهمية بناء مؤسسات أهلية هو وعي متقدم وبنّاء ويشي بفهم واسع تجاه مستقبل الاقتصاد الوطني وحراك التجارة الداخلية والدولية.
ومنذ عام 2014 ونحن نسير في هذه الطريق الوعرة متجاوزين العقبات والظروف القاسية والتحديات المتوقعة والغير متوقعة.. ونحن نحمل شعلة الأمل في طريقنا نحو بناء سلسلة استهلاكية تعاونية بالشراكة مع المجتمع المحلي.
 
"العمل في قطاع التجزئة ليس نزهة" هكذا عبّر أحد خبراء الاستثمار في واحدة من الاجتماعات التي عقدت حول الشراكة والتمويل، لكن هذا لم يزدنا إلا إصرارا على مواصلة المسير. لم تكن المهمة سهلة قط .. فقبل أن نبدأ كنا نقف خارج حدود هذا العالم -قطاع التجزئة- ونحدق في تفاصيله الهائلة وحدوده التي لا تتناهى، كان المشهد أشبه بوقوفنا على حافة جرف سحيق بينما البحر كان هائجا والرياح عاتية. كنا نرى البعيد ولكننا نركز وعيَنا في ما هو متاح الآن ذلك أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة .. ثم إن البحر الهاديء لا يصنع بحّارا ماهرا، وبعد ساعات العمل الطويلة .. الليالي التي مرت دون أن يغفو لنا جفن .. الاجتماعات المكثفة مع البنوك والوكلاء والموردين المحليين والرحلات المكوكية التي قطعناها كفريق في سبيل خلق سلسلة توريد دولية وإنشاء علاقات تجارية مع مختلف المصانع والمنتجين في الصين وباكستان وإيران وتركيا وصربيا وكرواتيا .. استطعنا بفضل الله من تثبيت أقدامنا وترسيخ نموذج تجاري جديد في عمان ليتحول مشروع أسواق عمان الاستهلاكية من مجرد مغامرة تجارية إلى مصير مجتمعي مشترك.
إن تغيير خارطة الأعمال لقطاع التجزئة في وطننا ليست مسئولية الآخرين بل إنها مسئوليتنا نحن، ولأن الأمر كذلك فإنه لا يحتاج أكثر من أن نثق في ما نريد وما نود أن نحقق كمجتمع.
لقد كان تفاعل الحكومة إيجابيا للغاية متمثلا في موقف وزارة التجارة والصناعة فالوزير ووكيل الوزارة لم يدخرا جهدًا في دعمنا من خلال التسهيلات والتوصيات التي قدماها لدى الجهات الممولة ناهيك عن البلدية والجهات ذات الصلة، كما لو أن الحكومة كانت تنتظر أي بادرة مجتمعية في هذا القطاع.
 
إن الأيام المقبلة حُبلى بالكثير من الخير والفرص السانحة وعلينا كمجتمع أن نكون يقظين ومنتبهين لحقيقة أننا جميعا في مركب واحد وأن نمو الشركات الأهلية في قطاع التجزئة هو النمو الحقيقي الذي يمكن أن تمتد آثاره الإيجابية في حياة الإنسان العماني وتمنحه فرصة التحول الجذري من مجرد مستهلك إلى مستثمر ومساهم فعلي في قطاع التجزئة وحماية المكتسبات الاقتصادية الوطنية والأمن الغذائي.
 
 

تعليق عبر الفيس بوك