الاقتصاد الأمريكي يفقد 700 ألف وظيفة.. و10 ملايين يطلبون إعانات بطالة

ترجمة - رنا عبدالحكيم

خَسِر الاقتصادُ الأمريكيُّ -خلال شهر مارس الماضي- وظائف أكثر مما وفرها على مدى عقد من الزمان، فبحسب إحصاءات مكتب العمل، فقد خسر الاقتصاد 701000 وظيفة خلال الشهر الماضي.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يفقد فيها الاقتصاد وظائف على أساس شهري منذ سبتمبر 2010، وهو أسوأ شهر بالنسبة للوظائف الأمريكية منذ الركود الكبير في مارس 2009. وارتفعَ معدل البطالة إلى 4.4% من أدنى مستوى له منذ 50 عامًا عند 3.5%. وكان أعلى معدل للبطالة منذ أغسطس 2017 وأكبر تغيير في شهر واحد في معدل البطالة منذ يناير 1975.

وجاءتْ مُعظم معدلات فقدان الوظائف تحديدا في المطاعم والحانات؛ حيث فقد الاقتصاد 417.400 وظيفة. وقام تجار التجزئة بإلغاء 46200 وظيفة وانخفضت وظائف الرعاية الصحية بمقدار 43000 وظيفة؛ حيث انخفضت الزيارات الروتينية في أطباء الأسنان ومكاتب الأطباء.

لكنَّ الجزء الأكبر من عمليات التسريح كان مُؤقتا، فنحو 1.8 مليون شخص عاطلون مؤقتًا عن العمل في الشهر الماضي، ارتفاعًا من مليون شخص في فبراير. ويُمكن أن يصبح وضع الوظائف أسوأ بكثير، لكن من المحتمل أيضًا أن يسجل سوق العمل أداءً أسوأ بكثير، اعتبارا من مايو المقبل.

وتستندُ الأرقام الواردة في تقرير الوظائف على استبيانين: مسح لنحو 60000 أسرة، ومسح لحوالي 145000 شركة وهيئة حكومية. ويتم إجراء هذه الاستطلاعات خلال الأسبوع بما في ذلك اليوم الثاني عشر من الشهر، والذي كان في هذه الحالة هو الأسبوع الثاني في مارس. كانت عمليات إغلاق الأعمال والبقاء في المنزل فقط في بداية ذلك الأسبوع فقط، ولم تكتسب زخمًا كبيرًا حتى الأسبوع التالي.

ومن المرجَّح أن يتضمن تقرير الوظائف لشهر أبريل، الذي لن يتم إصداره قبل 8 مايو، ما يقرب من 10 ملايين أمريكي ممن تقدَّموا للحصول على إعانات البطالة لأول مرة؛ حيث أجبر تفشي المرض الشركات على الإغلاق والأفراد على البقاء في منازلهم.

وقال دانيال تشاو كبير الاقتصاديين -في موقع جلاسدور على الإنترنت- في حين أن قطاعات مثل الضيافة والسياحة والترفيه جاءت -بشكل غير مفاجئ- في المقدمة في حالات التسريح من العمل، فإنَّ فقدان الوظائف خلال الأسابيع المقبلة سيأتي من مجموعة أوسع من القطاعات.

فما مدى سوء الأمر؟

يَأتِي أحد أسوأ التوقعات من بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، الذي توقع أن ترتفع البطالة فوق 30% على سبيل المثال. وفي حالة حدوث ذلك، فسيكون أعلى مما كان عليه خلال الكساد الكبير. وبلغ معدل البطالة ذروته عند 24.9% في العام 1933، وفقًا للتقديرات التاريخية لمكتب إحصاءات العمل.

ويتنبَّأ كبير الاقتصاديين في Stifel Lindsey Piegza أيضًا بحدوث ذروة بطالة تصل إلى 30%.. قائلاً: "مع استمرارنا في إبقاء الاقتصاد مغلقًا، من المتوقع أن يفقد أكثر من 45 مليون أمريكي وظائفهم". وكان أعلى معدل للبطالة منذ الركود الكبير هو 10% في أكتوبر 2009. وقال مكتب الميزانية بالكونجرس إنَّ معدل البطالة سيرتفع إلى ما بعد 10% في الربع الثاني من العام الجاري.

تعليق عبر الفيس بوك