5 أسئلة تجيب عن: متى وكيف تنتهي جائحة الفيروس التاجي؟

ترجمة - رنا عبدالحكيم

مَع تَجاوز أَعدَاد الحَالات المُصابة المؤكدة بمرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) على مستوى العالم مستوى المليون وأكثر، في مُختلف دول العالم، والتي أعلن عدد منها حظرا للتجوال وإغلاقَ القطاعات، فإنَّ السؤال المطروح الآن: متى سينتهي كل هذا؟

تعتمدُ الإجابة في جزء كبير منها على حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الفيروس التاجي، بما في ذلك ما إذا كان يُمكن الإصابة به لأكثر من مرة، ومدى سرعة إنتاج علماء العالم للقاح. كما أنَّ تكلفة وفوائد الإغلاق المطول، وما تستطيع الدول المختلفة تحمله من تبعات، لا سيما من وجهة النظر الاقتصادية والسياسية.

(1) فكيف ينتهي هذا؟

بحَسْب تَقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الإخبارية، فثمَّة إجماع على أنَّ الوباء سينتهي فقط بتطبيق ما يسمى بـ"مناعة القطيع". ويحدث هذا عندما يكون عدد كافٍ من الأشخاص في المجتمع محميًّا من المرض. وهناك طريقان لتلك النتيجة؛ الأولى عن طريق التحصين، وهنا سيتعيَّن على الباحثين تطوير لقاح يثبت أنه آمن وفعال ضد الفيروس التاجي، وسيتعين على السلطات الصحية توصيله إلى أكبر عدد كاف من الاشخاص. أما الطريقة الثانية لتحقيق مناعة القطيع، فهي أكثر قَتَامة؛ إذ يمكن الوصول إليها بعد إصابة أعداد هائلة من المجتمع بالمرض وتطور مقاومة الأفراد في أجهزتهم المناعية.

(2) كيف نتدبَّر أمرنا حتى ذلك الحين؟

بالنِّسبَة للعديد من البُلدان، تتمثَّل الإستراتيجية في مَنع حركة الناس وتنقلاتهم لإبطاء الانتشار بشكل كبير، وإغلاق الشركات والمدارس، وحظر التجمُّعات وإبقاء الأفراد في منازلهم؛ وذلك لمنع حدوث زيادة ضخمة في الإصابات، ومن ثمَّ تفادي الضغط على أنظمة الرعاية الطبية، مما يتسبَّب في وفيات بأعداد أكبر في ظل العجز الصحي. وبذلك يتم "تسطيح المنحنى"؛ حيث تتراكم الحالات على مدى فترة أطول من الزمن، وتتمكَّن السلطات ومقدمو الرعاية الصحية من بناء قدراتها على تجاوز الأزمة، من خلال تعقب المصابين، وعلاج المرضى، وتوسيع مرافق المستشفيات، بما في ذلك أجهزة التنفس الصناعي ووحدات العناية المركزة.

(3) متى يمكن تخفيف القيود؟

رَفْع القيود في وقت مبكر للغاية من شأنه أن يتسبَّب في زيادة جديدة بأعداد المصابين؛ فمثلا السلطات الصينية بدأت إعادة فتح مدينة ووهان، بؤرة الوباء، بعد شهرين من عزلها عن العالم، في اللحظة التي تأكدت فيها توقف انتقال العدوى فعليًّا. لكن إجراءات الصين كانت أكثر صرامة من أي مكان آخر حتى الآن، وعادت مقاطعة واحدة على الأقل إلى الإغلاق. وقالت جيني هاريس نائبة رئيس الأطباء في إنجلترا: إنَّ إجراءات الإغلاق يجب أن تستمر لمدة شهرين أو ثلاثة، بشكل مثالي، تصل إلى ستة أشهر. يوصي أنيليس وايلدر سميث أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي، بفرض قيود على البقاء حتى تنخفض الحالات اليومية باستمرار على مدى أسبوعين على الأقل.

(4) وماذا بعد؟

تُشِير خارطة طريق أعدها مجموعة من المتخصصين في الصحة الأمريكية؛ بما في ذلك مفوض إدارة الغذاء والدواء السابق سكوت جوتليب، إلى مرحلة متوسطة يتم فيها إعادة فتح المدارس والشركات، لكنَّ التجمعات ستظل محدودة. وسيستمر تشجيع الناس على الابتعاد عن بعضهم البعض، ويُنصح أولئك المعرضون لمخاطر عالية بتحديد وقتهم في الأماكن العامة. إذا بدأت الحالات في الارتفاع مرة أخرى، سيتم تشديد القيود.

(5) هل هناك متغيرات أخرى؟

مِنَ المحتمل أن نكون محظوظين، ويمكن أن يتلاشى الفيروس مع بداية الصيف في نصف الكرة الشمالي؛ حيث توجد معظم الحالات، تمامًا مثل تلاشي تفشي الإنفلونزا العادية مع التغيرات الموسمية. لكن لا يزال من غير المعروف ما إذا كان الطقس الدافئ سيسهم بدور في ذلك الأمر أم لا. وحتى لو تلاشى التفشي، فقد يعود مجددا في الخريف، لكن البعض يعلق الآمال على علاج فائق الفاعلية.

تعليق عبر الفيس بوك