عواقب ما بعد كورونا

 

بتول علي العبدوانية

رائدة أعمال

Batool.abduwani@gmail.com

 

في ظل تداعيات أزمة كورونا وفي سويعات قليلة وجدنا أنفسنا عالقين بمنازلنا مجبرين وملتزمين بالابتعاد عنن كانوا حولنا ومرغمين على الاقتراب ومشاكسة الشاشات الذكية باستمرار لمتابعة العالم من حولنا، وحيث تتغلغل فينا مشاعر الخوف والقلق من مراقبة سرعة انتشار هذه الجائحة الغربية وصعوبة تكهن الدول في تحديد حجم التأثيرات الاقتصادية وتحديد الخسائر في ظل المعطيات الظرفية والمكانية المتغيرة. فهل أنت صاحب عمل قلق بشأن خسارة عملائك؟ خسارة الموردين لعدم تمكنك من إيفاء المستحقات بهذا الوقت؟ قلق من عدم تمكّن العملاء من تسديد المتأخرات؟ غير متقين بكيفية إعادة الفعاليات التي تم إلغاؤها؟ إضطرارك إلى تسريح العمال لعدم إمكانية دفع رواتبهم؟ والاحتمال الأكبر بالنسبة لك هو خسارة عملك التجاري؟

أسئلة تراودنا بين الحين والآخر في هذه الفترة الحرجة، ولكن كن على يقين بأنّك لست وحدك فـ 90 % من أصحاب الأعمال يعانون من مواجهة هذه المخاوف نفسها. فهل لنا أن نأخذ خطوة إلى الوراء ونستعرض أحداثا مضت وإنجازات حققت وإخفاقات رصدت في ذاكرتنا إلى هذا الوقت. فلنقف ونتهيأ للغوص في أعماقنا لنستكشف أنفسنا على مرأى من خططنا لما تبقى من 2020 التي طالما عملنا عليها بجهد وتحد والتي استنفذت منا الكثير من الوقت.. فلنقهر هذا الفيروس الذي اجتاز حدود الدول ليصلنا في عقر دارنا ويقلب موازيننا وخططنا رأسا على عقب. فمن نحن الآن؟ وما هي المسؤوليات التي استجدت علينا في ظل هذه الأزمة الراهنة؟ وكيف لنا أن نعيد صياغة خططنا 2020 -2021؟  فلنثق أنّ هناك تغييرات إيجابية كثيرة في انتظارنا وبإمكاننا الحصول على سنة مربحة في عملنا وعلاقتنا الاجتماعية على الرغم من معاناتنا في الوقت الراهن يقينا منا بأنّها ستنعكس إيجابيًا على الأزمة الاقتصادية الراهنة والمتوقعة خلال الفترة المقبلة. فمن مسؤوليتنا استغلال الوقت والتفكير في وضع خطط لتسريع أعمالنا إلى الأمام ومعرفة خطواتنا التالية لتحصين وتقوية مواردنا ولتكون أكثر انسجاما مع متطلباتنا الاجتماعية عندما تستقر الظروف. كورونا تحدى العالم بسرعته وفتكه لمن هم ذوو حصانة ومناعة ضعيفة. فهل نضع أنفسنا فريسة لهذا الفيروس؟  

فمهمتك اليوم أن تكون واضحا بشخصك حول ماهية رد فعلك تجاه الأزمة وماهيّة استجابتك للتغيرات المتسارعة ولماذا؟ وكيف عليك إدارة الأزمة على الصعيد الفردي بفعالية وتحويلها إلى تحديات تطويرية لتتمكن من الاستفادة من حزم الحلول الاستباقية التي تطرحها الحكومة في الوقت الراهن وبشكل متسارع والتي تهدف إلى التقليل من آثار العواقب المحتملة ومواجهة التهديدات المعروفة في الفترة المقبلة. فكن القائد التحويلي ذو الرؤية والعقلية التصورية الثاقبة، ساعيا لقيادة عملك التجاري نحو مستقبل أفضل مما كان عليه قبل الأزمة وأن تعي بأنّ هناك علاقة طردية بين الاتصال والالتزام فكلما زدات عملية الاتصال المفتوح مع عائلتك وموظفيك وشركائك عبر قنوات التواصل الاجتماعية المختلفة كلما تمكنت من تعزيز شعور الانتماء لديهم وأشعرتهم بالثقة والأمان، وهذا يعتبر العامل الرئيسي في استهدافك التغيير. ويجدر بك أن تعمل على خطتك التصورية للعمل الجديد والتي  يجب أن تكون مبنية على التغييرات والحلول البديلة التي تتطلع لها للخروج من الأمور العالقة وهذا بالطبع لا يمكن أن يكون فعّالا وقابلا للتنفيذ إلا إذا قمت بتقييم الاستراتيجيات الحالية لتتماشى مع الحلول المطروحة حاليا وإشراك موظفيك بتلك الحلول والتغييرات والأخذ باقتراحاتهم ومن ثمّ إيقافهم على حقيقة الأوضاع الراهنة للتنبؤ بوضع العمل الجديد، وإمكانية تعاونهم في تذليل التحديات والعمل على إعادة هيلكة عملك التجاري واتخاذ القرارات لتخفيض التكاليف دون فقدان موظفيك الأساسيين وكيف لك أن تستجيب للمتغيرات واغتنام الفرص للبحث عن زبائن جدد ليس فقط خلال فترة الأزمة وإنّما لما بعد الأزمة وتجنبك أسوأ السيناريوهات المالية.

وهنا الخيار المطروح والفاصل هو أن تغوص بأعماقك لتبحث عن الجديد مستجيبًا للمتغيّرات المتسارعة لتقهر الفيروس وأن تقود الطريق متوكلا على الله بغض النظرعن مقدار الإجهاد الذي تشعر به حاليا على المستوى الشخصي.

تعليق عبر الفيس بوك