.. وماذا بعد؟!

 

هنادي عبدالهادي

في بداية حديثي أحبُّ أن أقول إننا قد نختلف وقد نتفق، قد أكون مُصيبة وقد أكون مُخطِئة، لستُ بداعية، ولست بعالمة، إنما أبحث عن أسئلة وأجوبة.

الفيروس أو المرض أو الوباء.. كورونا هذا الاسم الذي غزا العالم، وأصبح على لسان الصغير قبل الكبير، تحدثنا عن مصدره، تناولنا أسبابه أعراضه، والعلاج مع وقف التنفيذ لا يزال البحث جاريا.

غيَّر كورونا حالنا، استقرارنا، وظائفنا، بيوتنا.. غيَّر كل شيء، باختصار: قلب كل موازين الحياة، لكن: هل فكرنا أنه عقاب من الله علينا؟! هل فكرنا أننا أخطأنا، قصَّرنا، ضعفنا، تناسينا أنَّنا سنجتمع أحباء وخصوم أمام محكمة الآخرة التي تختلف عن محاكم الدنيا، وقاضي السماء لا يعطي مجالًا للاستئناف او الطعن؟!

هل فكرنا أنَّ كورونا يريد أن يُعيدنا إلى الله عز وج؟ أن يردنا إليه؟ يريد أن تعود أخلاقنا التي ضاعت وتساقطت منا؟ كورونا يريد أن ينقينا من ذنوبنا؟

إذا تخيلنا أن كورونا نهاية العالم، أو إبدال قوم أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات بقوم آخرين، فهو القادر القاهر.

إذا كانت هذه نهاية العالم، هل أنتَ وأنتِ وأنتم مستعدون؟ جاهزون؟

للأسف، لسنا جاهزين.. هناك من ظلم، هناك من سرق، هناك من أكل أموال الناس بالباطل، هناك من نطق لسانه بشهادة الزُّور، وهناك وهناك.... القائمة طويلة.

كورونا جاء ليعيد تهذيبنا، جاء لنستشعر ضعفنا، جاء حتى نعيد حساباتنا مع كل الأشياء، جاء ليعلمنا أولوياتنا، أنَّ هناك الأهم والمهم، جاء لنفض الغبار عن أخلاقنا.

كورونا جاء ليظهر عجزنا وخوفنا، لقد انفرطنا كحبات سبحة، تساقطنا حبَّة حبَّة، قد يكون كورونا شيئًا من الغيب لا يعلمه إلا الله، لا نعلم متى سيوقف، ولا متى سينتهي!!  لكن الشيء الأكيد أننا بين يدي الله ورحمة الله فقط.

ماذا بعد كورونا؟

إذا لم تتغيَّر للأفضل، وإذا لم تُغيِّر الأخطاء التي ارتكبتها قبل كورونا، فاعلم أنك لم تتعلم شيئًا غير أنك حظيت بفرصة التغيير وحظيت بشرف البقاء دون فائدة من هذه الفرصة، وهذا الشرف يتمناه كل من أصبح تحت التراب، لا تغيِّر العالم ولكن غير نفسك.

ماذا بعد كورونا؟

تساؤلات ومحاولات ومحاورات مع النفس لا أحد يملك الإجابة عنها إلا أنت تماما كحال الصلاة والصوم لا أحد يستطيع أن يصلي عنك.. أنت فقط من يملك الإجابة.

ماذا تعلمنا؟ ماذا استفدنا؟ ماذا بعد؟

تعليق عبر الفيس بوك