آبي أحمد يحذر من عودة الفيروس لمطاردة دول أفريقيا

رئيس وزراء أثيوبيا يكتب لـ"فايننشال تايمز": يجب هزيمة "كورونا"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

خص رئيس وزراء أثيوبيا آبي أحمد صحيفة فايننشال تايمز بمقالة أكد فيها إن ثمة خلل كبير في الاستراتيجية للتعامل مع جائحة الفيروس التاجي, حيث تكشف الاقتصادات المتقدمة النقاب عن حزم التحفيز الاقتصادي غير المسبوقة، لكن على النقيض من ذلك، تفتقر البلدان الأفريقية إلى الإمكانات اللازمة لإجراء تدخلات ذات مغزى مماثل، ومع ذلك، إذا لم تتم هزيمة الفيروس في إفريقيا، فسوف يرتد إلى بقية العالم فقط.

وهذا هو السبب في أن الاستراتيجية الحالية للتدابير غير المنسقة الخاصة بكل بلد، على الرغم من أنها مفهومة، فهي غير مستدامة، وقد تؤدي إلى نتائج عكسية. ويمكننا هزيمة هذا الخصم الخفي والوحشي، ولكن فقط في إطار القيادة العالمية. وبدون ذلك، قد تعاني أفريقيا الأسوأ، لكنها لن تكون الأخيرة. نحن جميعًا في هذا معًا، ويجب علينا العمل معًا حتى النهاية.

والاقتصادات الأفريقية الهشة والضعيفة في أفضل الأوقات تقترب من الهاوية. لكن إثيوبيا أحرزت تقدما مضطردا في تقديم الخدمات الصحية على مدى العقدين الماضيين. غير أن لا شيء أعدنا للتهديدات السابقة مثل تلك التي يشكلها "كوفيد-19". ويظل الحصول على الخدمات الصحية الأساسية هو الاستثناء وليس القاعدة. حتى اتخاذ مثل هذه الاحتياطات المنطقية مثل غسل اليدين غالبًا ما يكون ترفا لا يمكن تحمله لنصف السكان الذين يفتقرون إلى المياه النظيفة.

وحتى التباعد الاجتماعي الذي يبدو غير مكلف فإنه صعب التنفيذ. وأسلوب حياتنا مشترك للغاية؛ حيث تشترك العائلات الممتدة تقليديًا في أعباء وخيرات الحياة على السواء، وتناول وجبات الطعام من نفس الطبق. كما تملي زراعتنا التقليدية المعتمدة على الأمطار الأطر الزمنية الثابتة لدورات الطقس التي يجب أن نزرع فيها ونزيل الأعشاب الضارة ونبدأ بعد ذلك موسم الحصاد. ويمكن لأدنى خلل في هذه السلسلة، حتى لفترة وجيزة، أن يؤدي إلى كارثة، مما يزيد من تعريض الإمدادات الغذائية الضعيفة بالفعل والأمن الغذائي للخطر.

ولنأخذ شركة الخطوط الجوية الإثيوبية، أكبر شركة في البلاد، والتي تمثل 3% من الناتج القومي وهي مصدر رئيسي للعملة الصعبة. والآن هي تتجه إلى حافة الهاوية حيث إن الوباء دمر أعمالها. وسيجعل نقص العملة الصعبة من المستحيل الحصول على الإمدادات والمعدات الطبية الأساسية من الخارج. وغالبًا ما تكون تكلفة خدمة ديوننا بالفعل أعلى من ميزانياتنا السنوية. والقائمة تطول.

هذه الحقيقة القاتمة ليست فريدة من نوعها بالنسبة لإثيوبيا، فهي حقيقة قائمة في معظم البلدان الأفريقية. لكن إذا لم يتخذوا التدابير المناسبة للتصدي للوباء، فلا يوجد بلد في العالم في أمان.

إن الانتصار اللحظي لبلد غني على الفيروس، إلى جانب حظر السفر وإغلاق الحدود، قد يحقق ما يشبه الإنجاز، لكننا نعلم جميعا أن هذه فجوة مؤقتة، فالنصر العالمي هو وحده القادر على إنهاء هذا الوباء.

تعليق عبر الفيس بوك