"المجموعة الذهبية" تضع فندقين تحت تصرف وزارة الصحة

الغزالي: أزمة "كورونا" تعيد للعالم إنسانيته.. و"الفزعة العمانية" تعيننا على مُواجهة التحدي

 

 

 

  • إعلاء مصلحة الوطن على المصالح الشخصية المحدودة سبيلنا لعبور الأزمة

 

الرؤية - نجلاء عبدالعال

"الكلمة الطيبة.. صدقة"، بذلك بدأ الشيخ سالم بن أحمد الغزالي - رئيس مجلس إدارة المجموعة الذهبية حديثه مع "الرؤية"، لافتاً إلى أنَّ أزمة فيروس كورونا قد تكون أفضل فرصة للعالم بأسره ليعود إلى إنسانيته، ولننتبه إلى أننا على اتساع المسافات والفروق في اللون والجنس والدين والعرق أبناء بيت صغير هو كوكب الأرض. وأوضح الشيخ الغزالي تفاصيل أول مُساهمة من مجموعة الذهبية بفندقين لوضعهما تحت تصرف وزارة الصحة.

وقال الغزالي إن العالم كان في حاجة إلى تلك الهزة من داخله ليتذكر أنَّ الجميع سواسية، وأن التقدم بالنسبة لتصنيف دولة ما أو أرصدتها المالية لا يعني شيئاً أمام اهتمامها بالإنسان الذي يفترض أن يكون هو مقياس التقدم، لذلك رأينا دولاً تسقط في امتحان الحفاظ على من يعيشون فيها، وتعرَّت دول كان يطلق عليها دول عظمى بعد أن اكتشفنا أنها لم تجهز لصحة الإنسان فيها أية تجهيزات تتوازى ولو بنسبة 1% مع ما تجهزه لأوراقها المالية وقوة عملاتها، وعندما جاءت عاصفة كورونا أطاحت بتلك الإنجازات الوهمية في طرفة عين.

وأشار الغزالي إلى "ثقافة الفزعة" المغروسة غرسا في الروح العُمانية الحقيقية التي أظهرتها أزمة كورونا، وكيف بدأ الجميع في "الفزعة" عند الأزمة يتسابقون لتقديم ما يستطيعون، حتى وإن كانت كلمة طيبة لأنهم يثقون في أن "الكلمة الطيبة.. صدقة" وأنه كما وعد الرسول الكريم "لا ينقص مال من صدقة"، لذلك كان الجميع وعلى رأسهم جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- في مُقدمة من يبذلون، وكل مقدر على قدر وسعه، وليس فقط لمواطني عُمان، فهذا وقت لا فرق فيه بين أبيض أو أسود أو مسلم أو غير مسلم، وعمان التي كانت وما زالت أرضاً تحتضن الجميع وتعرف أن الإنسانية حق لا يمنح ولا يسلب، لذلك فإنَّ الخطاب الذي وجهته المجموعة إلى وزارة الصحة، تعهدت فيه باستعدادها لأن تكون كل فنادق المجموعة الذهبية بالكامل تحت تصرف الوزارة إذا لزم الأمر وليس فندقين فقط لاستيعاب من يحتاج للعزل المؤسسي من مُواطنين ومقيمين.

وأضاف الشيخ الغزالي أن حالة التضافر التي تعيشها السلطنة هي بالتحديد الصورة التي نريدها لمستقبل وطننا، لأنَّ هذا التضافر هو ما يمكننا من تجاوز أية أزمة؛ حتى على مستوى الأزمة الناجمة عن تراجع أسعار النفط، التي ورغم تأثيراتها القوية على كثير من القطاعات في الاقتصاد العماني، إلا أن التحدث معاً للوصول إلى قرارات سريعة، وتقديم كل طرف ما يمكنه، وإعلاء مصلحة البلد على المصالح المحدودة، هو الطريق الأمثل لتخطي أية عقبة، ومع نجاحنا إن شاء الله في تجاوز عقبة كورونا فإننا سنتمكن - بعون الله- من تخطي أية صعوبة مستقبلية، داعياً الجميع لأن يبقى على نفس مستوى المسؤولية، من التزام بما عليه خاصة في موضوع المساهمة في التباعد المجتمعي لوقف انتشار المرض.

ووجه الشيخ سالم الغزالي رسالة شكر إلى صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه-، على قيادته الماهرة لجهود مواجهة الأزمة العالمية، مؤكدًا أنَّ الجهود التي تبذلها اللجنة العليا لمكافحة الفيروس برئاسة معالي وزير الداخلية، إلى جانب جهود وزارة الصحة وكافة الجهات التي تترابط في سلسلة قوية، تمثل مرساة الأمان لسفينتنا في ظل تلك الأمواج الهادرة، وهي جهود تستحق الاحتفاء بها، بعد أن تهدأ الأزمة وتعود الحياة لطبيعتها.

تعليق عبر الفيس بوك