السويد تعزز التوجه نحو "مناعة القطيع" بـ"استراتيجية ضخمة"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

أصبحت السويد دولة تغرد خارج السرب في إجراءاتها بخصوص تفشي فيروس كورونا التاجي من خلال إبقاء المدارس مفتوحة واعتماد عدد قليل من القيود الأخرى، فيما وصفه أحد خبراء الصحة بـ "تجربة ضخمة".

وحسبما نشرت صحيفة فايننشال تايمز، فمنذ أن تم إغلاق المملكة المتحدة مساء يوم الإثنين، أصبحت السويد هي أكبر دولة أوروبية التي يمكن للناس الذهاب إليها والقيام بما يشاؤون. فلا تزال المدارس حتى سن 16 عامًا مفتوحة، ويستمر العديد من الأشخاص في الذهاب إلى العمل وتم الإبلاغ عن قطارات وحافلات ركاب مكتظة هذا الأسبوع في العاصمة ستوكهولم. وقال كارل بيلدت رئيس الوزراء السابق: "من الواضح أن السويد تسلك نهج مختلف في الوقت الحالي".

وحظرت السلطات السويدية التجمعات العامة لأكثر من 500 شخص، وأغلقت الجامعات وكليات التعليم العالي، ونصحت العمال بالبقاء في المنزل إن أمكن. وأمرت السلطات يوم الثلاثاء المطاعم والحانات فقط لخدمة الأفراد على الطاولات.

وامتلأت وسائل الإعلام المحلية بقصص الآلاف من الأشخاص الذين يتجمعون في منتجعات التزلج السويدية، والتي أبقت حتى ساعات الليل مفتوحة، رغم أن الفيروس انتشر بسهولة في المنتجعات الجبلية في كل من النمسا وإيطاليا.

ودافع يوهان كارلسون رئيس وكالة الصحة العامة السويدية، الأسبوع الماضي عن نهج بلاده، قائلاً إن السويد "لا يمكنها اتخاذ إجراءات قاسية ذات تأثير محدود على الوباء فتدمر قطاع الوظائف". لكنه اعترف بأن عدد الأشخاص الذين يموتون سنويًا في السويد ويبلغ عددهم 90000 "سيرتفع بشكل كبير" إذا أصبح نظام الرعاية الصحية الخاص بها مثقلًا.

وتم تسجيل أكثر من 2000 حالة إصابة بكوفيد-19 في السويد و33 حالة وفاة. ويقارن ذلك بأكثر من 6000 حالة وفاة في إيطاليا، البلد الأكثر تضررا في أوروبا.

وقال أندرس تيجنيل عالم الأوبئة في السويد، الذي أصبح أحد الوجوه العامة "لازلنا قادرين على إدارة المستقبل". وجادل بأن المدارس بحاجة إلى أن تظل مفتوحة لتوفير رعاية الأطفال للعاملين الصحيين، مشيرًا إلى أن الشباب لديهم معدلات إصابة أقل بكثير. لكن عددًا كبيرًا من خبراء الصحة السويديين لا يوافقون على ذلك. وواجه تيجنيل وابلا من الانتقادات بعد تسريب تفاصيل تكتيكات مكافحة الفيروسات في البلاد إلى التلفزيون السويدي في نهاية الأسبوع.

وقال يواسيم روكلوف عالم الأوبئة في جامعة أوميا، إن السلطات السويدية تخاطر بشدة بالصحة العامة عندما لا يزال الكثير غير معروف بشأن الفيروس التاجي.

وقال لصحيفة فاينانشال تايمز "إنها تجربة ضخمة... ليس لدينا فكرة هل يمكن أن تنجح أو أنها يمكن أن تسير بشكل جنوني في الاتجاه الخاطئ".

وقالت السلطات السويدية إنها لا تتبع بشكل صريح استراتيجية "مناعة القطيع"، حيث يصاب شريحة كبيرة من السكان بالفيروس من أجل اكساب المجتمع للمناعة. وأشار كبير المستشارين العلميين في المملكة المتحدة الأسبوع الماضي إلى أن بريطانيا تبنت مثل هذا النهج قبل أن تتراجع الحكومة.

وتسعى السويد بدلاً من ذلك إلى إبطاء انتشار العدوى والتأكد من عدم إرهاق نظامها الصحي. وقال بيلت إن الوضع في شوارع ستوكهولم قد تغير "بشكل كبير" في الأسابيع الأخيرة على الرغم من عدم وجود قيود قانونية، مع خروج عدد أقل من الاشخاص إلى الخارج. ويتناقض نهج السويد المريح مع جيرانها في الشمال؛ حيث أغلقت الدنمارك والنرويج وفنلندا المدارس وأغلقت حدودها وفرضت قيودًا أخرى.

تعليق عبر الفيس بوك