الحركة الكشفية

 

 

القائد/ عبدالله بن ابراهيم بن عبدالله الزدجالي

 

هناك الكثير منا حتى اليوم لا يعرف ما هي الحركة الكشفية رغم ذلك يتعدى عمر الحركة الكشفية لاكثر من ١١٣ سنة حتى يومنا هذا. ولكي نتعرف على الحركة الكشفية فهي منظمة عالمية تم تأسيسها من أجل الشباب وتنمية وتشجيع مهارات الشباب ومعارفهم في مختلف النواحي العقلية والفكرية وتقوم الحركة الكشفية بتوجيه الشباب أخلاقيا وفكريا وثقافيا.

بدأت الحركة الكشفية في المملكة المتحدة عام ١٩٠٧ م حيث اسسها اللورد بادن باول وهو سير انجليزي ويحكى ان اثناء خدمتة العسكرية حدث حصار للمعسكر الانجليزي قامت به عصابات البوير ” مهاجرين من أصل هولندي ” فلم يجد امامه حل للتخلص من هذا الحصار الا عن طريق الشباب الذين ساعدوه بالفعل على التخلص من هذا الحصار في مدة بلغت حوالي سبعة شهور. ومن هنا جاءته فكرة منظمة الكشفية وتم تشيدها بالفعل في أغسطس عام 1907 وضمت الشباب حتى سن 20 سنة وبعد مرور وقت قليل توسعت الكشفية لتضم الاناث ايضا وحدث ذلك على يد الاخت الشقيقة لبادن باول وكان ذلك في عام 1910 وبحلول عام 2007 قامت منظمة الكشفية بالاحتفال بالذكرى المئة لها وبلغ اعضائها أكثر من 38 مليون عضو في 216 بلد كما ان الكشافة العربية تاسست في عام ١٩١٢م وتم الاحتفال بالمؤوية العربية في سنة ٢٠١٢م في محافظة الاسكندرية بجمهورية مصر العربية.

 

ما هي هذه الحركة وكيف استمرت لمدة ١١٣ سنة الى يومنا هذا وما هي الطريقة التي جعلتها الحركة الشبابية الاولى في العالم

الحركة الكشفية هي حركة تربوية تطوعية غير سياسية مفتوحة للجميع دون تفرقة في الاصل والجنس والعقيدة وذلك وفق المبادئ والطريقة التي وضعها مؤسس الحركة الكشفية.

المبادئ التي وضعها اللورد بادن باول

هي ثلاثة مبادئ ترتكز على ثلاثة واجبات كالاتي :

الواجب نحو الله والواجب نحو الذات والواجب نحو الاخرين.

وبالنظر إلى هذه المبادئ نجد أنها تمثل في ارتباط ذاتي بين الفرد وخالقه وهو ارتباط روحي ووجداني. واجب الفرد نحو المجتمع الذي يحيى فيه ونحو من يشاركونه هذا المجتمع كما يرتبط الفرد بواجب نحو ذاته وهو الواجب نحو الله سبحانه وتعالى. وتعتبر الحركة الكشفية القيم الخلقية والروحية التي أتت من المصادر السماوية جزءاً من حياة الفرد، كما هي جزءاً أساسيا في ثقافته وبتأكيد أن الحركة الكشفية تؤكد على الاهتمام والتركيز على التربية الدينية كأساس جوهري في مبادئ الحركة الكشفية ، فقد اهتمت بالوسائل المعتمدة لتحقيق ذلك مثل ممارسة الشعائر الدينية والتمسك بها والقدوة الصالحة من القادة وحياة الـخلاء والالتزام بممارسة وتطبيق الوعد الكشفي.

 

الواجب نحو الذات

يعرف هذا الواجب بأنه مسئولية تنمية الذات ، والذات الإنسانية ومسئولية تنميتها مسئولية هامه يقوم عليها المبدأ الأخر من مبادئ الحركة الكشفية. والحركة الكشفية لا تتركز على مبدأ الواجب نحو الله والآخرين فقط، بل تؤكد على أن يتحمل الفرد مسئولية ذاته واكتساب المعارف والحقائق وتنمية القدرات والمهارات وذلك كله من أجل الوصول إلى ذات واعية بذاتها وواقعها متكيفة في جميع علاقاتها وهذه هي التربية الاستقلالية الذاتية النامية التي تعتمد عليها مناهج وبرامج وأنشطة الحركة الكشفية من أجل إعداد النشء والشباب .

 

الواجب نحو الآخرين

ويمكن تعريف الواجب نحو الآخرين بأنه ولاء الفرد لوطنه، والمشاركة في خدمة وتنمية المجتمع، وبالنظرة الفاحصة لذلك المبدأ نجد انه يؤكد على ولاء الفرد للوطن حيث أن الفرد يكتسب من مجد أمته مجداً ومن عظمتها عظمة وفخر ، ومن الوسائل التي تستخدمها الحركة الكشفية لتحقيق ذلك تنظيم الرحلات والمعسكرات والمسابقات الثقافية والندوات .

ومن ذلك نخرج بعدة أهداف ترى أن الحركة الكشفية ترمي إليها وهي :

1- إعداد الكشافين إعدادا سليما كاملا من الناحية التربوية والاجتماعية والثقافية والبدنية والعمل على تنمية التربية الجمالية.

2- تعويد الكشاف على مواجهة الحياة بثقة وإيمان حتى ينمو نافعاً لأمته .

3- ارتباط الكشاف مع إخوانه الكشافين بروابط المحبة والإخوة .

4- تعويد الكشافين على البذل والتضحية والإيثار والفداء وتلبية نداء الجهاد .

5- اكتساب الكشافين الخبرات التي عن طريقهم يستطيع الاستفادة منها في حياته العلمية ومعرفته كيفية الاستفادة من الوقت ومن البيئة وكيفية الاستفادة من العلاقات الاجتماعية الحسنة .

6- تعويد الكشافين على خدمة أنفسهم والأسرة والمجتمع والوطن ولكي يتم الوصول إلى تلك الأهداف تتبع الطريقة الكشفية.

 

وسنذكر ايضا في هذا المقال الوعد الكشفي والقانون ويتلخص في التالي :

وعد الكشافة

أعد بشرفي ان أبذل جهدي في أن أقوم بواجبي نحو الله ثم الوطن، وأن أساعد الناس في كل وقت، وأن اعمل بقانون الكشافة.

 

قانون الكشافة: ( عشر صفات لابد ان يتصف بها الكشاف) وهي:

مخلص ، مطيع ، مؤدب ، مقتصد ، نافع ، نظيف ، باش ، ودود ، رفيق ، صادق

 

 

ونتفرد في هذا المقال للكتابة عن فخر الكشافة العمانية الكشاف الاعظم للسلطنة جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه وغفر له ذنوبه وتقبله من الصالحين.

لقد شهد عام 1975م الانطلاقة الحقيقة للحركة الكشفية والإرشادية على هذه الأرض الطيبة حيث تفضل وانعم ابن عمان البار حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم طيب الله ثراه بإصدار مرسوم سلطاني خاص ينظم قانون الحركة الكشفية بالسلطنة وإنشاء الهيئة القومية للكشافة والمرشدات وذلك من الإيمان العميق وحرص جلالته حفظه الله تعالى ورعاه وجعله ذخرا وفخرآ لهذا الوطن العزيز وشعبه الأوفياء بان الحركة الكشفية والإرشادية لها الدور الريادي والإنمائي الفعال في بلورة مفهوم التعاون والتآزر الخدمي في المجتمع كما انها تساهم في دفع عجلة التنمية الشاملة وترسيخ مبادئ الولاء والطاعة في نفوس شبابنا اللذين هم عماد الوطن وحماته للدفاع عن حياضه ومقدساته ومبادئه القويمة المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف وتحقيق التوازن بما أنجز وما سيتم انجازه وفق السياسة الرشيدة لحكومتنا الرشيدة كما انه يدعم ويسعى لإرساء مفاهيم و مبادئ أوجه التعاون المشترك لتحقيق المساواة و العدالة الاجتماعية في الدول العربية في إطار الحركة الكشفية والإرشادية .

وعندما أنبلج فجر يوم 20/نوفمبر/ 1983م وعماننا الحبيبة تحتفل بعامها الوطني (عام الشبيبة ) اطل علينا فجرا جديدا بل قبسا من نور كنا على موعدا مع رجل السلام الرجل العظيم ذو الفكر المستنير والرأي الثاقب والقيادة الحكيمة حيث شهد هذا اليــــوم ( تنصيب حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم طيب الله ثراه كشافا أعظم.

ومن البرامج التي وضعها جلالته طيب الله ثراه مسابقة التفوق الكشفي والارشادي، حيث تبث هذه المسابقة روح التنافس الشريف وتخلق وتعزز و تحفز الإبداع والتفاني وتشحذ الهمم للعمل الجاد الدؤؤب المخلص وبالتالي تحقق بين أفراد منتسبي الحركة الكشفية الفائدة المرجوة وهي بلورة الكفاءات الجادة التي سوف ترتكز وتعتمد عليها الحركة لتمثيلها داخليا وخارجيا بحيث أن العمل الكشفي الإرشادي يرتكز على مقومات العمل التطوعي الذي يسعى لتحقيق الهدف الاسمي الذي يتمثل في تقديم الخدمة العامة للمجتمع ويتم ذلك من خلال زرع التكاتف والتعاضد والتعاون والتراحم في مختلف الاتجاهات ومختلف الحقول الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية بين منتسبي الحركة الكشفية الإرشادية وشرائح المجتمع بكافة فئاتهم لتحقيق العدل والمساواة بين أفراده بمختلف تطلعاتهم وتوجهاتهم وأجناسهم .

كما لا يفوتنا أن نتطرق للتغيرات والتطورات الإدارية والمالية والفنية التي طرأت على الحركة الكشفية والإرشادية العمانية منذ نشأتها، حيث كانت لها تبعيتها الإدارية والمالية والفنية المستقلة إلا أن التقدم الإنمائي الشامل و التطور والحداثة اوجب خلق حراكا في العمل الكشفي والإرشادي يتماشى مع رسم السياسات والخطط الحثيثة في هذا المجال التي تسير على نهج الخطى السديدة الرشيدة لمولانا صاحب الجلاله التي تواكبها البلاد في ظل النهضة الشاملة المباركة فقد اصدر المرسوم السلطاني (41/2007م) بنقل تبعية كشافة ومرشدات عمان إلى الحقل التربوي في وزارة التربية والتعليم ليصبح مسماها الجديد( المديرية العامة للكشافة والمرشدات) وتضم في هيكلتها خمسة دوائر وهي دائرة الكشافة ودائرة المرشدات ودائرة العلاقات العامة والاعلام الكشفي ودائرة الشؤون الادارية والمالية ودائرة الفرقة الموسيقية الكشفية.

وفي ختام هذا المقال نؤكد نحن كشافة ومرشدات عمان بالولاء والانتماء لهذا الوطن ولقيادته الجديدة، والعرفان لجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ رحمه الله ـ والوفاء له بالسير على عهده ونهجه، ووفق إرادته، وتعزيز التلاحم والتكاتف والالتفاف خلف جلالة السلطان هيثم بن طارق ـ أيده الله.

تعليق عبر الفيس بوك