< "الحب في زمن الكوليرا" من بين روايات اهتمت بزمن "الأوبئة"

< ترشيحات لكتب وروايات يُمكنكم الاطلاع عليها في بيوتكم

< روايات جوخة الحارثية وهدى حمد وبشرى خلفان الأبرز

< أعمال نجيب محفوظ وطه حسين وكلاسيكيات الأدب العربي

< 6 روايات عربية حديثة ترشحت للقائمة القصيرة للبوكر

الرؤية - محمد البرمي

لا أحد يُحب الإجازات الإجبارية، لكن بالتأكيد إذا كانت في صالحه وفي الصالح العام، فالالتزام بها فرض عين؛ لرفع الضرَّر عن الجميع، كما أنَّ لها جانبًا إيجابيًّا؛ حيث يُمكن استغلالها في اكتشاف العديد من الجوانب الشخصية لدينا، والتي لا نَستطيع الكشف عنها في زحمة العمل والمشغوليات الكثيرة، كالموسيقى والقراءة وهوايات أخرى.

خلال أيام الحجر المنزلي، يُمكنك أيضًا أن تقرأ العديد من الكُتب بكل أنواعها: الرواية، والتاريخ، والمجموعات القصصية، والشعر، وتقدِّم "الرؤية" ترشيحات يُمكنكم قراءتها خلال فترة العزل المنزلي.

موسوعة عمان عبر الزمان

مع انطلاق النسخه الماضية من معرض مسقط الدولي للكتاب، دشَّن صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد مستشار جلالة السلطان، موسوعة "تاريخ عُمان عبر الزمان"، وتعتبر واحدة من دُرر الموسوعات العُمانية، وتتكون من خمسة أجزاء وثلاثة مواجيز بمجموع صفحات بلغ 2136 صفحة من القطع الكبير.

وصدرت الموسوعة عن مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية، وتتناول تاريخ عُمان من عصور ما قبل التاريخ إلى آخر يوم في حياة فقيد عُمان والأمة جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- الذي خُصص لعهده الزاهر مجلد كامل. وقبيل صدور الموسوعة أضيف لها فصل أخير عن وفاة السلطان الراحل.

وتُبحِر الموسوعة عبر الزمن لتتعرَّف على تفاصيل "عمان" منذ أول إنسان خطا بقدميه على أرضها واستخدم أدواته الحجرية، إضافة إلى المزارعين، والرعاة الذين طوَّروا العالم من حولهم ومن أنفسهم، فكوَّنوا المدن الحديثة كما يقول البروفيسور جيفري روز في تقديمه للموسوعة.

وتعتمد الموسوعة -خلال جميع فصولها- على الآثار، بعيدا عن الافتراضات الإنشائية، لكنها تضع الحقائق التي اكتشفها علماء الآثار والتنقيب والجينات الذين لعبوا دورا كبيرا في اكتشاف عُمان عبر الزمان، وبهذا المعنى فإن الكتاب عبارة عن رحلة مثيرة وممتعة عبر الزمن تقدم عُمان في سياقها التاريخي.

"عُمان من السماء".. لوحة مصورة للسلطنة

يعدُّ كتاب "عُمان من السماء" أحد الكتاب المهمة، التي يُمكن الاعتماد عليها في معرفة جماليات السلطنة؛ فالمؤلف الشيخ أحمد بن سويدان البلوشي، خاض الكثير من الصعوبات والتحديات للوصول إلى مناطق متفرقة من السلطنة ليغوص في مكامن الجمال والدلالات التاريخية العريقة والقديمة، ليقدم للقارئ المحلي والخارجي صورة من مكنونات عمان الغنية بالمقومات.

ويمنحُك كتاب "عُمان من السماء" فرصة لاكتشاف جمال السلطنة المتنوِّع بين الأودية والقلاع والحصون والبيوت القديمة والجبال والتضاريس وبين الحياة البدوية والعصرية والشواطئ والرمال الناعمة... وغيرها من المقومات والجماليات التي حبا الله بها السلطنة.

روائيون عُمانيون.. إبداع مستمر

وبحسب الكاتب عادل بن سالم الحمداني في مقال له بعنوان "روائيون عُمانيون"، يرجع بعض الباحثين بدايات الكتابة الروائية إلى رواية "ملائكة الجبل الأخضر" للكاتب عبدالله الطائي في العام 1963، ومن بعدها روايته "الشراع الكبير" في العام 1981، وبعده روايتا "خريف الزمن" و"جراح السنين" للكاتب سيف السعدي في العام 1988، ورواية "همس الجسور" للكاتب علي المعمري في العام 2007. وهناك رواية "الوخز" لحسين العبري، و"تبكي الأرض يضحك زحل" لعبدالعزيز الفارسي.

كاتبات من عُمان

تعدُّ ريم داوود أحد أبرز المُترجِمات العُمانيات بما قدَّمته حتى الآن من روايات وكتب مترجمة حققت نجاحًا كبيرًا؛ مثل: التطهير، ودكان الساري، وفندق الغرباء، والتطهير وسحر.

وهنا.. نرشِّح لها عمليْن؛ أحدثهما: رواية "التعساء" للكاتب البلجيكي ديميتري فيرهولست، والكتاب الآخر هو "زيارة لمكتبات العالم" لمؤلفه خورخي كاريون، خلفيات القراءة السرية والمجهولة، من خلال عرض فكرة "المكتبة" باعتبارها حالة مكانية تستمد قوتها من أهمية التراث ضد تآكل الماضي والذاكرة والكتب، ويعرض رؤيته للكتب؛ باعتبارها حركات مقاومة تكافح من أجل عدم احتلال مكانها في تاريخ المعرفة البشرية.

وتعدُّ جوخة الحارثية إحدى أبرز الروائيات في عُمان والعالم العربي، ولعلَّ فوزها بجائزة المان بوكر العالمية شهادة على قوة الأدب العماني. وتعمل الحارثية أستاذة للأدب العربي في جامعة السلطان قابوس، وحائزة على الدكتوراه في الأدب من جامعة أدنبرة بأسكتلندا، أصدرت ثلاث روايات ومجموعتين قصصيتين، وكتاب نصوص مفتوحة، وقصتين للأطفال، إضافة لكتب ومقالات أكاديمية تُرجِمت بعض نصوصها إلى الإنجليزية ونُشِرت في مجلة بانيبال، وإلى الألمانية ونُشرت في مجلة لسان، وإلى الكورية والصربية والإيطالية ونُشِرت في مجلات متخصصة. ستصدُر روايتها "سيدات القمر" (2010) قريبا بالإنجليزية في أسكتلندا، كما فازت روايتها "نارنجة" (2016) بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب عام 2016.

وتدُور أحداث الرواية في قرية "العوافي"؛ وتتناول حياة ثلاث شقيقات يعشن مرحلة التحول التي شهدها المجتمع العماني ذو الطابع التقليدي المحافظ خلال الحقبة التي تلت مرحلة الاستعمار.

وتعد بشرى خلفان أيضًا بين أبرز الكاتبات العُمانيات، وصدر لها "رفرفة" مجموعة قصصية و"غبار نصوص"، ومجموعة صائد الفراشات الحزين، وأخيرًا الباغ التي تعدُّ أحد أبرز أعمالها وتتناول مرحلة مهمة من تاريخ عُمان.

وتعدُّ هدى حمد صاحبة سندريلا مسقط أحد أفضل الروائيات الشباب في سلطنة عمان بما قدمته من أعمال مهمة؛ مثل: "الأشياء ليست في أماكنها" التي فازت بالمركز الأول عن مسابقة الإبداع العربي بالشارقة، كما حازت على المركز الأول كأفضل إصدار عُماني للعام 2009، "التي تعد السلالم" رواية صدرت عن دار الآداب وكانت ضمن الروايات الست في ورشة محترف نجوى بركات عام 2014، و"سندريلات مسقط" (2016).

كُتب وروايات عن الأوبئة

اهتمَّت العديد من الروايات والكتب العالمية بأحداث تاريخية خاصة الأوبئة ونقل التجارب الإنسانية لنا، ولعل رائعة جابريل جارسيا ماركيز  "الحب في زمن الكوليرا" أبرز هذه الأعمال، إلا أنَّ هناك عددًا آخر مثل "مذكرات سنة الطاعون" لدانييل ديفو 1665، و"لا يوجد رصاصة سحرية" لآلان برانت 1987، و"أميركانا الجدري" لإليزابيث فن 2001، و"الكوليرا" لجون سنو 1936، و"نابولي في زمن الكوليرا" لفرانك سنودن 1995، وكتاب "الأوبئة والتاريخ.. المرض والقوة والإمبريالية" لشلدون واتس، و"صناعة الوباء الاجتماعي: السل في فرنسا القرن التاسع عشر" لديفيد بارنز 1995.

أما الروايات، فهناك "اليوم السادس" لأندريه شديد، وطبعاً "الطاعون" لكامو، و"الحب في زمن الكوليرا" لماركيز، و"العمى" لجوزيه ساراماغو.

البوكر 2020.. روايات للقراءة

وصلتْ إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية للعام 2020، روايات هي: "التانكى" لعالية ممدوح من العراق، "فوردقان" ليوسف زيدان من مصر، "حطب سرايفو" لسعيد خطيبى من الجزائر، "ملك الهند" لجبور الدويهى من لبنان، "الحى الروسى" لخليل الرز، "الديوان الإسبارطى" لعبدالوهاب عيساوى من الجزائر، وتعد جائزة البوكر أكبر الجوائز العربية والتي تمنح لفئة الرواية.

الأدب العربي.. إبداع دائم مهما مرت السنوات

ويمتازُ الأدب العربي الحديث بالقدرة على الاستمرار لسنوات طويلة، ولعلَّ أعمال كُتَّاب أمثال: نجيب محفوظ، وطه حسين، ويحيي حقي، ويوسف إدريس، وغسان كنفاني، وجبران خليل جبران، وأنسي الحاج، ومحمود درويش... وغيرهم في مجالات الرواية والشعر والتاريخ، كنوز معرفية يمكن البحث فيها، وقرأتها في تلك الفترة، وغالبيتها متاحة إلكترونيًّا.