أوصى الجميع بالتزام البيت لضمان "النجاة"

"حياتي تحولت لكابوس".. مصاب بـ"كورونا" يروي حكايته

◄ تسببتُ في نقل العدوى لأبي.. وما زلت في الحجر الصحي

◄ أعراض "كورونا" ظهرت عليّ بعد 5 أيام من عودتي من الخارج

◄ طالتني شائعات مؤلمة ومزعجة.. واتُهمت زورا بتعمدي نقل العدوى للآخرين

 

الرؤية– أحمد الجهوري

 

زيارة ترفيهية إلى إمارة دبي أجراها "ي.خ" تحولت إلى كابوس بعد أن ظهرت عليه أعراض الإصابة بفيروس كورونا، ليضطر على إثرها للذهاب إلى المستشفى ليتلقى العلاج.

يستهل "ي.خ" حديثه الذي خصَّ به "الرؤية" قائلاً: "الزموا منازلكم.. الزموا منازلكم"، وهي النصيحة التي تعلمنا درساً من خلال قصته بأنَّ على الجميع أن يلتزم بقاعدة "#خلك_بالبيت" وتحديدًا لجميع القادمين من خارج السلطنة، وأن يستشعروا بالمسؤولية ويكونوا يد عون للحد من انتشار المرض والذي يعد الأكثر انتشارا مقارنة بغيره من الأمراض، وأن حالة إصابة واحدة قد تتسبب في تضاعف الحالات ويكون أولهم أعزَّ الناس وأقربهم والدك وزوجتك".

بداية القصة عندما استغل (ي.خ) إجازته وذهب لزيارة صديقه المقيم في إمارة دبي في نهار يوم الثلاثاء تاريخ 10 مارس، وكعادة زوار دبي التنقل بين مواقعها التجارية السياحية والترفيهية المتنوعة، وبعد قضاء ليلتين في إمارة دبي جهز (ي.خ) نفسه للعودة إلى أرض الوطن وعند عودته برا تمَّ قياس درجة حرارته مع المنافذ الحدودية الإماراتية ولم يتبين عليه حينها أي أعراض من أعراض فيروس كورونا (كوفيد 19) والتي منها ارتفاع درجة حرارة الجسم.

استمر "المصاب" في مشواره الممتد إلى موطن سكن عائلته في ولاية السويق ومارس حياته الطبيعية في التنقل والمشاركات المجتمعية والتي كانت قبل فرض حزمة من القرارات من اللجنة العليا والتي منها تعليق التجمعات في الأماكن العامة، وبعد أن قضى (ي.خ) إجازة نهاية الأسبوع في ولايته عاد برفقة أسرته الصغيرة إلى منزله ومسكنه الدائم في محافظة مسقط مساء السبت.

ولكن صباح الأحد أي بعد 5 أيام من عودته من إمارة دبي لم يكن مثل أي يوم يمر على (ي.خ) والذي شعر يومها بحرارة في جسمه واحتقان الحلق مع السعال (الكحة)، وهي نفس الأعراض التي يراها في مختلف وسائل الإعلام المرتبطة بفيروس كورونا (كوفيد 19)، وسارع لحظتها (ي.خ) بزيارة مستشفى جامعة السلطان قابوس والذين طلبوا منه زيارة أقرب مركز صحي لإجراء الفحوصات المخصصة، وفعلا ذهب إلى أحد المراكز الصحية وتم متابعة حالته وأخذ الفحوصات اللازمة.

بعد مرور 24 ساعة تم التواصل معه وتأكيد إصابته بالفيروس فبادر مباشرة بعزل نفسه في منزله في مسقط واتخذ جميع طرق التدابير والوقاية بألا يساهم في نقل العدوى إلى أي شخص آخر في منزله أو خارجه، ولكن أمنياته لم يكتب لها التحقيق، حيث تبين بعد حجر نفسه أن زوجته تشعر بنفس أعراضه وبعد أخذ الفحوصات تبين إصابتها بفيروس كورونا "كوفيد-19".

هنا كان تصرفهما سريعًا بحماية أطفالهم الثلاثة من العدوى واتخذوا منزلهم ذا الطابقين مأوى لحماية الجميع على أن يكون الطابق العلوي للمصابين والطابق الأرضي للأطفال برفقة عاملة المنزل من دون أي اختلاط يؤدي إلى نقل العدوى، عازمين على أن سلامة أطفالهم حتى وإن كان بالابتعاد عنهم وعدم ملامستهم أمر صعب للغاية، لكنها الطريقة المؤقتة والأمثل لحمايتهم وتحديدا إذا كان بين الأطفال من هو بعمر سنة وثلاث أشهر!

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فمثلما قال المتنبي: "قد تتوالى المصائب والمحن على المرء ... فلا يصحو من مصيبة إلا والأخرى متشبثة بها !!" فقد تبين بعدها بأيام أخرى أن العدوى انتقلت أثناء تواجده (الإجازة الأسبوعية) في ولايته إلى أغلى الناس وأقربهم وهو والده والتي أثبتت الفحوصات أنه مصاب بالعدوى، وهذا ما كشفه الفريق الطبي في الولاية بعدما أدركوا إصابة (ي.خ) بفيروس كورونا "كوفيد 19".

ويستوطن الآن (ي.خ) وأفراد عائلته الحجر المنزلي وذلك لاستشعارهم بالمسؤولية التامة والرضوخ لقرارات وتوصيات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) وإيمانه بأن الدور الآن على المجتمع لانتشار أو حصار الفيروس والخروج من الأزمة بأقل الخسائر.

ولم يخفِ (ي.خ) بأن الإشاعات التي طالته كانت مؤلمة ومزعجة للغاية ويصوغها الكثير باتهامات باطلة والتي كان أشدها اتهامه بمعرفته المسبقة بإصابته بالفيروس وأنه تعمد التنقل وحضور المناسبات والتجمعات الأسرية وعدم التزامه بالحجر المنزلي، مؤكدًا أن القصة المصاغة هنا تبين الأحداث المتتابعة لحكايته والقارئ هو الحكم.

تعليق عبر الفيس بوك