كورونا يعصف بكرة القدم العالمية

 

حسين بن علي الغافري

 

ها نحن نعيش الاسبوع الثاني بعد توقف كافة الأنشطة الرياضية محليًا وعالميًا بسبب إنتشار جانحة فيروس كورونا المستجد ومحاولة الحد من إنتشاره.

 أوروبا اليوم تعيش واحدة من أسوء أوقاتها على مدى سنوات طويلة، حيث تسبب الفيروس في تعطيل الحركة والحياة بشكل كبير جدًا وخلّف ضحايا بأرقام هائلة ، خصوصًا في إيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا.

 جانحة الفيروس كانت ثقيلة جدًا ولعل أسبابها عديدة ما تسبب وساهم في إنتشاره  ، فربما طبيعة الأجواء الباردة هناك كان وراء انتشاره ،فضلا عن الكثافة السكانية ومعدلات الأعمار الكبيرة ،  فنحن اليوم مقبلين على توقعات أن تتضاعف أرقامه ويزيد إنتشاره اذا مضي بنفس المعدلات ، فالمستشفى لم تعد تستوعب مرضى جدد وحالة اليأس في إيطاليا مثلاً توحي بأن الموضوع خرج عن السيطرة ، وباتت الأمر بيد الله كما ذكرت الحكومة الايطالية .

 

 من جانب آخر فكرة القدم الأوروبية لم تتضح رؤيتها وما سيؤول عليه تعليق الأنشطة الرياضية حتى الرابع من إبريل.. لذلك ننتظر قرارات حاسمة جُديدة قد تمدد التعليق أو تنهي الموسم برمته ، فحياة اللاعبين والبشر أهم من ممارسة الرياضة وعودة الأنشطة الرياضية.

 

 

ولم يسلم من الفيروس احدا ، فالإصابات تتضاعف أكثر وأكثر ، فقبل فترة أعلن نادي آرسنال الإنجليزي إصابة مدربه الإسباني آرتيتا، ومنذ يومين صرّح الأرجنتيني ديبالا بإصابته ، ناهيك عن عدد من الأندية الإسبانية والإنجليزية والإيطالية والألمانية والفرنسية التي أعلنت إصابة لاعبوها وتأثرهم بالمرض ،فنحن أمام تحد صعب جدًا في إيقافه ، وفي ظل البحث العالمي عن لقاح، فإن الموضوع شائك ويتطلب الوقاية منه بالعزل الصحي والإبتعاد عن التجمعات والإختلاط ، كل ذلك قد يساهم في الحد من انتشاره .

 ومن هنا هي دعوة لتعزيز الجهود الوطنية للجنة العليا لإدارة هذه الأزمة والتي تسعى في الحد من التأثيرات التي صاحبها إنتشار فيروس كورونا والإلتزام بالتوجيهات التي تشير إلى ضرورة البقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، والإبتعاد عن الأماكن المزدحمة ، فهو تحدٍ يعكس مدى وعي المجتمع ونضجه وإستيعابه للأمر وخطورته.

وخلّف فيروس كورونا المستجد أضرار إقتصادية هائلة فضلاً عن الخسائر البشرية ، ولعل نادي برشلونة الإسباني وبحسب الصحافة المحلية هناك بدأ بطرق موضوع حساس للغاية تمثل في فكرة تقليص الرواتب على اللاعبين والمدراء الفنيين خلال هذه الفترة ، فالوجه يبدو منطقيا في هذه الأوقات الصعبة التي يعيشها العالم ، وعلقت على اثرها كرة القدم حتى اشعر اخر ما عطل المنظومة الإقتصادية للرياضة والتي تعتمد بالدرجة الأولى على المنافسات ، وحقوق النقل التلفزيوني والإعلانات والدعايات الأخرى ومحلات البيع المرتبطة بالأندية والتسويق الرياضي بكافة أنواعه.

 

كل ذلك متوقف، ما يعني بأن تجارة الرياضة مشلولة ولا يوجد مداخيل في وقت يطالب به العاملين في المنظومة إلتزام بالصرف ، فإن لم تنته المحنة خلال الفترة القادمة فإن ذلك سيكلف الأندية تبعات صعبة قد تحتاج لمزيد من الوقت لتصحيحها موازناتها ، ولذلك نتوقع بأن تستمر الحلول الصعبة في الطرح خلال المدة القريبة ومحاولة التفكير بطريقة تضمن الحد من الخسائر أكثر فأكثر وإلا فأن "كورونا" سيضعف إقتصاد كرة القدم وربما سنلاحظ أثره مستقبلاً في العقود الدورية للاعبين وعمليات البيع والشراء ، ناهيك عن ركود سوق الإنتقالات بالمبالغ الهائلة التي وصلت إليها . لننتظر ونرى.

--