عالم احترازي جدا

"كورونا" يضع العالم في عزلة طارئة.. ويجبر الدول المتقدمة على حظر التجوال

 

< ألمانيا تواجه أخطر أزمة منذ الحرب العالمية الثانية.. وفرنسا تغلق أبوابها

< الأشباح تتجول في المدن الأمريكية مع تزايد الإصابات

< حظر تجوال جزئي في مصر.. والإمارات تعزز إجراءاتها الاحترازية

 

الرؤية - فايزة الكلبانية

تحرُّكات قوية وقرارات قاسية اتَّخذتها العديد من الحكومات على مستوى العالم كإجراءات احترازية لمكافحة انتشار فيروس كورونا؛ فبعض الدول طبَّقت حظر التجوال كاملا، وغيرها أصدرت قرارات استثنائية بهدف كبح جماح الانتشار السريع لفيروس "كورونا".

ففي فرنسا، أعلن رئيس بلدية مدينة نيس -الواقعة في منطقة الريفييرا الفرنسية- مساء الجمعة، أنَّه سيتم فرض حظر تجوال في المدينة اعتبارا من السبت (أمس الأول). واعتبر الإجراء ضروريا لتنفيذ تدابير الحجر الصارمة، التي اعتمدتها الحكومة الفرنسية لمكافحة تفشي فيروس كورونا "كوفيد-19، ويبدأ الحظر من الساعة 11 مساء بالتوقيت المحلي (22:00 بتوقيت غرينتش) ويستمر حتى الخامسة صباحا.

 

ميركل: كورونا "أكبر تحد منذ الحرب العالمية الثانية"

ووصفتْ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل -في خطاب متلفز للألمان- فيروس كورونا المستجد بأنه "أكبر تحد منذ الحرب العالمية الثانية". كما تعهدت بتقديم دعم شامل للشركات والعاملين خلال أزمة كورونا. وحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل جميع المواطنين على المساعدة في مكافحة انتشار فيروس كورونا من خلال تنفيذ أحدث اللوائح التي تهدف للحد من التواصل الاجتماعي المباشر وتجنب حدوث إصابات جديدة قدر الإمكان.

وقالتْ ميركل: "الأمر خطير. فلنأخذه بجدية.. منذ الوحدة الألمانية في الواقع منذ الحرب العالمية الثانية لم يكن هناك أي تحد لبلدنا كان فيه العمل التضامني بالغ الأهمية مثلما هو الآن". وأضافت قائلة: "نستطيع، وسوف نقوم بكل ما يلزم من أجل مساعدة شركاتنا وعاملينا خلال هذا الاختبار الصعب". وكانت توقعات الكثير من رجال الأعمال والشركات المتوسطة في الفترة الأخيرة تشير إلى أن ميركل ستعلن عن مثل هذه الضمانة.

وطالبت ميركل الشركات والعاملين بالاستعداد لمواجهة أسابيع صعبة في مكافحة انتشار الفيروس، وقالت إن الأمر "الآن صعب للغاية بالنسبة للاقتصاد وللشركات الكبيرة، تماما كما هو الحال مع الشركات الصغيرة وللمحلات والمطاعم والعاملين المستقلين، وستكون الأسابيع المقبلة أكثر صعوبة". وأعلنت ميركل أن الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي قررت بالإجماع حظر دخول الأفراد المنتمين إلى دول من خارج التكتل لثلاثين يوما؛ بهدف الحد من تفشي وباء كورونا المستجد.

وقالت ميركل -في مؤتمر صحفي بعد اجتماع عبر الفيديو مع قادة الدول الأوروبية- إن الدول الأعضاء "وافقت كلها على فرض حظر "دخول" مع بعض الاستثناءات" الطفيفة، موضحة أنَّ هذا الحظر سيسري لمدة ثلاثين يوما.

 

أمريكا

تراجع إقبال الناس على وسط مانهاتن بولاية نيويورك الأمريكية، بعد أن دقَّت السلطات الأمريكية ناقوس الخطر بسبب انتشار فيروس كورونا.. تحوَّلت المدينة التي لا تنام إلى مدينة أشباح.

وأغلقتْ المتاحف والمسارح والمكتبات والمدارس، وهُجرت الساحات العامّة التي كانت تزدحم عادة بالسياح وموظفي المكاتب، وخلت المطاعم؛ حيث كان الموظفون يستعدون لأن تصبح خدمة تقديم الطعام مقصورة على الوجبات الجاهزة وخدمة التوصيل.

وتأثرت آلاف الوظائف، وتوقفت محلات الحلاقة وصالات الألعاب الرياضية والشركات الأخرى عن العمل في المستقبل المنظور. وأوردت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية، أن هناك مناقشات دائرة تؤيد احتمالية فرض حظر التجوال على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصدر بالإدارة الأمريكية، القول: "من المحتمل أن ينفذ الحظر على المراكز التجارية والمطاعم والحانات، على أن تعفى الصيدليات ومحال الخضراوات والفاكهة، وذلك أسوة بالنموذج الأوروبي". وأضافت أنه من المرجح أن يتم تأييد هذا المقترح خلال اتصال مشترك بين الرئيس دونالد ترامب وحكام الولايات الأمريكية في وقت لاحق من اليوم.

 

تونس

انضمَّت تونس إلى المغرب والأردن، وأعلنت عن حجر صحي عام وحظر للتجوال بسبب تداعيات فيروس كورونا. فيما لا تزال الإصابات ترتفع بالجائحة. وأعلن الرئيس التونسي قيس سعيد حجراً صحياً عاماً وطلب من أغلب المواطنين البقاء في بيوتهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، كما أعلن تعليق التنقل بين المدن في تشديد لإجراءات منع تفشي فيروس كورونا.

وأعلن المغرب حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة في البلاد لأجل غير مسمى. واشترطت وزارة الداخلية على المواطنيين الراغبين في الخروج الحصول على أذون خاصة. ووضع المغرب ثلاث حالات فقط للخروج من المنازل، الأولى التنقل للعمل بالنسبة لبعض القطاعات الضرورية، الثانية التنقل من أجل شراء المواد الأساسية، والثالثة هي تلقي العلاج أو اقتناء الأدوية. وكان المغرب قد أوقف منذ أيام الدراسة، وأعلن عن إغلاق كل المرافق غير الضرورية كما أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن إغلاق المساجد.

وأعلنت الحكومة الأردنية فرض حظر التجوال ابتداءً من السبت إلى إشعار آخر، ونزل الجيش إلى مدن المملكة لأجل تأكيد الحجر الصحي. وقد سبق للحكومة أن أعلنت غلق كل المنافذ البحرية والبرية ووقف حركة الطيران.

وبدورها، أعلنت السعودية تعليق جميع رحلات الطيران الداخلي والحافلات وسيارات الأجرة والقطارات لمدة 14 يوماً ابتداءً من السبت 21 مارس. وقامت دول عربية متعددة بإجراءات عاجلة لوقف انتشار كورونا؛ إذ أعلنت مصر إغلاق المقاهي والمطاعم والمراكز التجارية، والأندية الرياضية والشعبية ومراكز الشباب. وقد اتخذت السلطات المصرية تدابير مشددة تقضي بإغلاق المدارس والجامعات والمتاحف والمطارات.

وانضمَّت مصر إلى عدة دول عربية وإسلامية قرَّرت إغلاق المساجد وجميع دور العبادة على غرار الجزائر وتونس والأردن وتركيا ودول الخليج، وهو الإجراء ذاته الذي اتبعته دول أوروبية واسلامية.

وأصدر مجلس الوزراء الكويتي، قرارا بفرض حظر تجوال جزئي على البلاد من الساعة 5 مساء حتى 4 فجرا؛ في إطار تشديد الإجراءات لمواجهة تفشي كورونا. وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أنس الصالح -في مؤتمر صحفي: كنا نريد تجنب هذا الإجراء، لكن عدم الالتزام بالإجراءات المفروضة، دفعنا لاتخاذ هذا القرار".

 

قطر

وأعلن مكتب الاتصال الحكومي القطري، الجمعة الماضي، إغلاق قاعات السينما والمسارح والأفراح حتى إشعارٍ آخر؛ لمكافحة الفيروس. شمل القرار: "إغلاق قاعات عرض السينما، والمسارح، ومناطق ألعاب الأطفال (المفتوحة والمغلقة)، والقاعات الرياضية الخاصة، وقاعات الأفراح، سواء في الفنادق أو قاعات الأفراح".

كما أعلنتْ وزارة المواصلات القطرية إيقافاً مؤقتاً لخدمة مترو الدوحة، وخدمة حافلات النقل العام في البلاد، ثلاثة أيام، في إجراء احترازي ضد كورونا. وعززت دولة الإمارات إجراءاتها الاحترازية والوقائية الصحية والاستباقية ضد فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد 19)، لمنع الفيروس من الانتشار في الدولة، إذ علّقت جميع الرحلات الجوية القادمة والمغادرة إلى كل من لبنان وتركيا وسوريا والعراق اعتباراً من 17 مارس 2020، وحتى إشعار آخر، إلى جانب الإيقاف المؤقت لإصدار كل التأشيرات باستثناء حملة الجوازات الدبلوماسية. وأعلنت موانئ أبوظبي، وقف خدمات السفن السياحية القادمة من موانئ محلية وأجنبية إلى ميناء زايد، ومحطة شاطئ صير بني ياس للسفن السياحية، حتى إشعار آخر.

تعليق عبر الفيس بوك