التكنولوجيا تخفف الأضرار النفسية لـ"العزل".. وخبراء ينصحون بالرياضة والنوم والطعام الصحي

 

الرؤية- مدرين المكتومية

البقاء في المنزل برغبتك شيء، والبقاء فيه مجبرًا شيء آخر، قد تكون محبا للعزلة والبقاء في المنزل والهدوء، نعم هناك ظروف تجبرك على ذلك؛ لكن تكون سعيدًا بالتأكيد، أمّا الشخص الاجتماعي والذي يحب المخالطة والخروج ولا يحب البقاء في المنزل كثيرًا فهو الآخر سيكون تحت تأثير نفسي إذا ما اضطر أن يلزم البيت.

في أزمة مثل كورونا تكمن النجاة في البقاء بمنزلك، وأن تتجنب الاختلاط لأنه ينقل العدوى لكن البقاء أيضًا في المنزل قد يتركنا تحت ضغط نفسي وتأثير كبير وتبدأ تتسلل إليه الأفكار السلبية تجاه الكثير من الأشياء.

 وتحت ظل الأزمة العالمية التي تعيشها مختلف دول العالم ونحن جزء منها فإن اللجنة العليا لمتابعة مستجدات "كورونا" قد صاغت مجموعة من القرارات وأهمها الحجر المنزلي الذي من شأنه أن يحافظ على صحة الناس وعدم تفشي المرض، وتطبيق مفهوم التباعد الاجتماعي بدلا من التواصل الاجتماعي.

وتوقع عدد من الأطباء النفسيين نشوء حالات اضطرابات نفسية لدى الكثير من الأشخاص الذين اضطروا للبقاء في منازلهم بسبب الحجر الصحي المفروض عليهم، حيث توقع الطبيب النفسي سيرج إيفيز تسجيل حالات "قلق واكتئاب وأرق واضطرابات إدراكية".

وأجمع كثير من علماء النفس على عدد من النصائح لحماية الصحة العقلية أثناء الحجر الصحي منها إعداد روتين يومي، كالقيام بما تحب عمله، ومن ثمّ العمل على تجزئة اليوم بالبحث عن مهام يؤديها الفرد على فترات، وحيثما أمكن، ويفضل القيام بتغيير مكان تأدية الأنشطة المختلفة.

كما ينصح الخبراء بضرورة الاعتناء بالجسم وتناول أطعمة صحية والحصول على قسط جيد من النوم وممارسة الرياضة ومساعدة المحيطين بك إذا لم تكن في عزل صارم ووضعك يسمح بالخروج، فمساعدة المحتاجين تساهم في تحسين الحالة النفسية.

ويرى الخبراء أنّ وجود التكنولوجيا يساعد كثيرا في الحد من العزلة خاصة وأنّه يسهل التواصل والعمل من البيت عبر المكالمات الهاتفية والرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي ومؤتمرات الفيديو.

وينصح أطباء علم النفس بالحد من متابعة وسائل الإعلام حيث يفضل البقاء على اطلاع من خلال مصادر موثوقة، ولكن العمل على التقليل من متابعة الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي لتجنب الشعور بالإرهاق، والعمل على تجهيز المستلزمات الطبية في حالة الإصابة بمرض ما، ويُفضل الطلب من الطبيب توفير وصفة طبية ممتدة تكفي لفترات الحجر الصحي، والعمل على محاربة الملل من خلال تحقيق أقصى استفادة في متابعة المسلسلات التلفزيونية، والقراءة واستكشاف المشاريع التي كنت تؤجلها للتغلب على الملل والبقاء نشطًا ذهنيا.

وشدد الأطباء على العمل الجاد لتجنب الإرهاق النفسي من خلال وضع حدود صارمة للعمل لتجنب الإرهاق وإفساح الوقت للاسترخاء، والتركيز على الإيجابيات وعدم العمل على تضخيم القصص الإخبارية الجيدة وتكريم مقدمي الرعاية الذين يعملون بلا كلل لحل المشكلة، ويفضل الأطباء التركيز على اليوم دون التفكير في الغد والمستقبل المجهول، موضحين أنّه يجب أن يتذكر الفرد أنها إجراءات مؤقتة تم فرضها على الجميع دون أي استثناء.

وفي تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية دعت فيه إلى تجنب تناول الكحوليات والعقاقير ذات التأثير النفسي لأنّ تلك الاستراتيجيات قد تبدو مريحة وقتيًا للحد من التوتر، لكنها كارثية على المدى الطويل، لأنّ النشوة التي تسببها هذه المواد عادة ما تفسح المجال لهبوط ليس من السهل تجاوزه؛ خاصة بالنسبة لمن لا يمكنه مغادرة المنزل، وبالتالي من الأفضل التركيز على الحوار والاسترخاء من أجل الحد من القلق.

تعليق عبر الفيس بوك