متفهمون للأوضاع الطارئة.. ومقدرون للقرارات الحكومية للحد من انتشار المرض

أصحاب المؤسسات السياحية: "كورونا" يُهدد فرص رفع مساهمة القطاع في التنوع الاقتصادي

 

الحسني: مستعدون لتحمل كافة التحديات والمشاركة في جهود مكافحة الفيروس

شجنعة: الأزمة الحالية تؤكد حقيقة حساسية القطاع السياحي وسهولة تضرره

الكثيري: الإرشاد السياحي مثل موسم الصفيلح.. دعم المتضررين واجب في الحالتين

 

 

الرؤية - أحمد الجهوري

 

أكد عددٌ من أصحاب المؤسسات السياحية العاملة في السلطنة تضرر القطاع السياحي من الأوضاع العالمية الحالية، في ظل تفشي فيروس كورونا "كوفيد-19"، ما أدى إلى توقف العمل في القطاع بصورة شبه كاملة، لكنهم في الوقت نفسه أعربوا عن أملهم في انقشاع الغمة، وتلاشي التأثيرات السلبية في القريب العاجل. وقالوا- في تصريحات لـ"الرؤية"- إن القرارات الحكومية الأخيرة والصادرة عن مختلف مؤسسات الدولة، وعلى رأسها اللجنة العليا لمتابعة فيروس كورونا، تسهم في الحد من انتشار المرض، ومن ثم السيطرة عليه، والتعافي في أسرع وقت ممكن.

وقال عبدالعزيز بن راشد الحسني صاحب مخيم الريم الصحراوي: شهد مطلع العام الجاري مؤشرات إيجابية لبوادر التدفق السياحي مُقارنة بمؤشرات العام الماضي. ورغم ما مرَّ به العالم من تفشي فيروس كورونا (كوفيد19) لم يحد ذلك من ديناميكية التدفق السياحي بالسلطنة، حيث لم يكن بالحسبان أن ينتشر المرض عالميا مثلما عليه الوضع حاليا. وبرغم التحديات الأخرى التي تعصف بكافة القطاعات الاقتصادية حول العالم، لاحظنا في بداية فبراير وانتشار الفيروس في الدول المجاورة انخفاض معدل الحجوزات والتدفق السياحي بوتيرة مقلقة، لكن مع إعلان اكتشاف حالات لفيروس كورونا (كوفيد19) في السلطنة بدأت موجة إلغاء الحجوزات، مما شكل صدمة لم نشهدها من قبل، لذلك نفتقد إلى الخبرة الكافية للتعامل معها.

وأضاف الحسني: مع ضيق الوقت في التعامل مع الأزمة كان لزاما علينا إيجاد البدائل والحلول السريعة لتفادي أكبر قدر من الخسارة نظرا لأن مشاريعنا السياحية ومنها المخيمات تقوم بتجهيز وتوفير المخزون الغذائي والخدمات اللوجستية من نقل وإعداد لغرف الإيواء والحجوزات قبل الموسم السياحي، لكن الآن أصبحت مخيماتنا السياحية وشاليهاتنا فارغة مع سريان التكاليف التشغيلية اليومية.

 

وأوضح الحسني: نحن جزء لا يتجزأ من المنظومة الاقتصادية للدولة وتركيبتها للبنية السياحية ومستعدون لتقبل كافة التحديات التي تواجهها الدولة في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة وانتشار فيروس كورونا، ومستعدون لتفهم وتقديم مساهمتنا للدولة في هذه الظروف. وعلى سبيل المثال، قمت بتسخير كافة مخيماتي السياحية والشاليه في محافظة جنوب الشرقية تحت إمرة وزارة الصحة بكافة خدماتنا من إيواء وغذاء ونقل لإعادة استخدامها كمراكز إيوائية للحجر الوقائي لفيروس كورونا في حالة استدعى الأمر ذلك، والوضع الآن يحتاج إلى الكثير من التضحيات لتخطي هذه المرحلة الصعبة التي تعصف بجميع القطاعات عالمياً، وليس فقط محليًا.

 

 

قطاع حساس للغاية

 

وقال المرشد السياحي محمد سعيد رمضان شجنعة: لأول مرة يتم إغلاق أجواء السلطنة أمام الزائرين والسياح، حالها حال معظم دول العالم التي أغلقت حدودها تفادياً لانتشار فيروس كورونا (كوفيد19)، لذلك تم إغلاق المطاعم والمواقع السياحية والتاريخية وكل الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية والأدبية، الأمر الذي أثر سلبًا على جميع القطاعات المنتفعة من العمل السياحي، وذلك يؤكد حقيقة أنَّ القطاع السياحي حساس للغاية ويتأثر سريعاً بأي توتر سياسي أو وبائي أو حتى مناخي، ما يفتح أمامنا ملفات كثيرة يجب على الجهات المعنية بالدولة تدارسها ووضع الحلول المناسبة لها. وعلى سبيل المثال الشباب العمانيين الممتهنين لوظيفة الإرشاد السياحي والملتزمين بأقساط سياراتهم التي من خلالها يقومون بتوصيل المجموعات السياحية إلى المواقع المختلفة، ما هو مصيرهم في مثل هذا الوضع؟ وغيرها من الأمثلة والأزمات التي خلقها وضع الإغلاق للعديد من المتدربين.

وأضاف شجنعة: يجب تطمين فئة المرشدين السياحيين ضمن المنتفعين من صندوق الأمان الوظيفي الذي أمر به جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظة الله ورعاه-، حتى لا تتراكم الديون والأقساط عليهم. ومن جانب آخر يتضح بذلك أهمية التنسيق بين وزارة السياحة ووزارة الصحة لمعرفة الوضع الصحي للبلدان التي جاءت منها أفواج كبيرة للسلطنة، حيث تم منع مواطني هذه البلدان من دخول أراضينا، قبل الإغلاق التام حاليًا، وكذلك تفعيل دور سفارات الدولة في الخارج.

 

 

تدخل وزارة السياحة

 

ومن جانبه قال المرشد السياحي الدكتور سالم بن سهيل الكثيري: بدأت العمل في القطاع السياحي منذ ٢٠٠٨ وكنت على إيمان تام بأنَّ السلطنة متجهة إلى تنويع مصادر الدخل، وأن مؤسسات القطاع العام متجهة إلى التخلص من عبء الترهل الإداري، فالإيمان بأن القطاع السياحي سيكون مصدرا هاما لرفد الدخل الوطني هو المحفز الأساسي الذي جعلني أعمل كمرشد سياحي لأكثر من عقد من الزمن، أحمل على عاتقي تبيان أن أرض اللبان أرض كل المواسم، حيث حبى الله السلطنة بالتنوع البيئي المناسب لكل السياح. ويبدأ النشاط السياحي في المحافظة عادة من شهر سبتمبر إلى مايو خاصة للسياح الأجانب، حيث نستقبل في ميناء صلالة أكثر من 30 سفينة كل عام، لكن هذا العام كان مختلفا، فقد هبت جائحة كورونا لتعطل الحركة السياحية بالمحافظة، وأصبح فيروس كورنا العدو الأول لكل عناصر الجذب السياحي، وبسبب هذه التداعيات الصحية تم إلغاء رحلات جميع السفن السياحية التي أثرت على جميع العاملين والمختصين بالقطاع السياحي.

وقال الكثيري إن المرشد السياحي في المحافظة نوعان: مرشد متفرغ ومرشد جزئي حيث يعتبر الأخير الإرشاد السياحي دخل إضافي في ظل الغلاء المعيشي، وأنا أشبه موسم الإرشاد السياحي كموسم الصفيلح بالمحافظة، حيث ساءت الأحوال الجوية فإن وزارة الزراعة والثروة السمكية تدعم الصيادين الذين تأثروا من جراء ذلك، وهذا ما نتعشم فيه، أن تقوم وزارة السياحة بنفس المبادرة.

 

تعليق عبر الفيس بوك