الإجراءات الوقائية فريضة على الجميع

"العائدون من الحجر".. عبدالملك اليحيائي يروي يوميات النجاة من "كورونا"

الرؤية - أحمد الجهوري

لم يكن يعلم عبد الملك اليحيائي أن "كورونا" أو "كوفيد-19"- سمه ما شئت- ذلك الفيروس المنتشر والذي وضع العالم بأسره تقريبا في حجر صحي، سيكون تهديدا وشيكا له وأنه قد يُصاب به في أي لحظة، فهو شخصية اجتماعية يختلط بالعديد من الجنسيات ويحتفظ بصداقات مختلفة..

فذات يوم التقى اليحيائي صديقه الإيراني الذي تبين أنه مصاب بالعدوى، ومن ثم خضع اليحيائي للحجر الصحي لمخالطته مصابا بـ"كورونا"، وذلك كإجراء احترازي، رغم أنه لم يُصب به مطلقًا.

اليحيائي في خير حال بعدما خرج من الحجر الصحي ويمارس حياته بشكل طبيعي، والتقت "الرؤية" به ليستذكر يوميات النجاة من "كورونا" وما عاشه في الحجر الصحي، فيقول اليحيائي: "تحكمني الكثير من الصداقات من جنسيات مختلفة بالسلطنة ومنهم من الجالية الإيرانية وتربطنا لقاءات مستمرة، وشاءت الأقدار أن يغادر أحد أصدقائي الإيرانيين والمقيم مع عائلته بالسلطنة إلى بلاده لظرف طارئ لمدة أسبوع تقريبا".

ويضيف اليحيائي: "عند عودة صديقي قام بالإجراءات اللازمة من تعبئة الاستمارة كما لم يلاحظ أثناء وصوله أي أعراض مرضية تشير إلى إصابته بحمى أو زكام أو أي أعراض قريبة من أعراض مرض كورونا (كوفيد-19)، ولكن بعد مرور يومين تبينت أعراض المرض على المواطن الإيراني وكذلك على زوجته وكان أبرز الأعراض هي السعال (الكحة)، وكنت خلال وصوله التقي بهم ونسج في تفكيري بأنهم مصابون بأعراض مرض كورونا (كوفيد-19)".

ويزيد قائلا: "طلبت منهم مباشرة الذهاب لزيارة أقرب مركز طبي لإجراء الفحوصات الطبية وكشف حالتهم، ولكنهم في بداية الأمر كانوا مترددين بحكم جهلهم للإجراءات وكيفية التعامل معهم بصفتهم غرباء عن البلد والإجراءات التي ستتخذ في حقهم حالة تبين إصابتهم بالمرض".

ويتابع اليحيائي قوله: "بعد محاولات وتفهم للأمر وإدراك لخطورة الأمر وبصفتها مسؤولية مجتمعية واجب على الجميع المساهمة في الحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين بالسلطنة والحد من انتشار الفيروس قمت بالتواصل مع مركز صحي العذيبة والشرح لهم بتفاصيل الوضع بأكمله وبصفة مباشرة قاموا بالتجاوب السريع مع اتصالي وأنا قمت بدوري بتوفير الكمامات والقفازات لهم ولي وذهبنا معاً إلى مركز صحي العذيبة وقمنا بالفحص أنا والإيراني وزوجته الإيرانية وابنهم وتبين بعد أخذ الفحوصات وفي أقل من 24 ساعة إصابتهم بمرض كورونا".

ويمضي اليحيائي قائلا: "تم التواصل بعدها معي من مركز صحي العذيبة وطلبوا مني إحضارهم إلى المركز الصحي وفعلاً قمت بما طلب مني وأخذتهم إلى المركز الصحي وتم التعامل معهم بكل أريحية واحترافية ونقلوا إلى إحدى المستشفيات وبعد التأكد من عدم حاجتهم إلى التنويم تم حجرهم الحجر الصحي المنزلي".

ويستطرد بقوله:"بحكم تواجدي وقربي من المصابين كان لزاماً عليّ أن أقوم بالحجر الصحي على نفسي وهذا ما حدث بالفعل إلى أن أكملت 14 يوما ولله الحمد، وبالرغم من أنها فترة صعبة ولكنها تعد فرصة للاسترخاء واستغلال الوقت بالقراءة والمتابعة لكل ما هو مفيد، ولخدمة المجتمع والحكومة من الضروري التقيد بذلك والمساهمة من الجهات للحد من انتشار المرض والتي تعتبر مسؤولية الجميع وليست منوطة بجهات محددة".

ويُكمل اليحيائي حديثه لـ"الرؤية" قائلا: "كان التواصل والمتابعة دائمة معي من مركز صحي العذيبة والتعرف على ظروفي الصحية ولله الحمد لم تظهر عليَّ خلالها أي أعراض مرضية خلال المدة، وفي حقيقة الأمر أعتبر ما قمت به جزءًا بسيطًا مما يقوم به الآخرون من تضحيات وتحديدا العاملين في القطاع الصحي في السلطنة".

ويختتم اليحيائي قصته بالقول: "لله الحمد تماثل المصابون الإيرانيون للشفاء وانتهت عليهم جميع أعراض المرض وأصبحوا الآن هم من يطلبوا من أبناء جاليتهم الالتزام بمتابعة المنشورات التوعوية، ومن خلال تواصلي معهم أبدوا إعجابهم بالتعامل الطبي معهم وكيفية التعاطي مع حالتهم بداية من الطاقم الطبي بمركز صحي العذيبة إلى العاملين بالمستشفى، ومع استشعارهم بالمسؤولية قرروا الاستمرار بتواجدهم في منزلهم بعد شفائهم أسبوعين إضافيين".

تعليق عبر الفيس بوك