العُمانيون هم الأكثر انضباطاً في الأزمات

علي بن كفيتان بيت سعيد

alikafetan@gmail.com

أثبتتْ الأيام أنَّ العُمانيين هم الأكثر انضباطاً في الأزمات التي تمرُّ بها بلادهم؛ حيث شكَّلت الإدارة السياسية الفذة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- الكثير من سِمات تلك الشخصية غير الصاخبة التي تتعامل مع الأمور وفق المعطيات الفعلية على الأرض، وليس من خلال الشائعات والتكهنات التي يُطلقها المرجِفون والمتمصلِحون، وخير شاهد على ذلك هو الصُّمود المجتمعي في وجه الأعاصير والفيضانات التي اجتاحتْ البلاد في عدة مناسبات؛ حيث خرجتْ منها البلاد بأقل الخسائر البشرية، وفي الوقت ذاته رمَّم العُمانيون ما أصابه العطب، وعادوا إلى حياتهم اليومية المعتادة، وكأنه لم يحصل شيء؛ فالسلطان هو رأس الهرم في عُمان يتابع بعناية كل تلك الأزمات، يخطب فيهم مرات قبل حدوثها، وأخرى بعد زوالها، مؤكداً رسوخ مبدأ المواجهة الصريحة والشفافة مع الأزمات، ومقدراً لجهود الجهات الرسمية وأفراد المجتمع، الذين يُسهمون بصمت في تعافِي البلاد وعودتها إلى المسار الطبيعي.

كما أثبتت الأيام أننا الشعب الأكثر احتراماً للقانون، والالتزام به، خاصةً أثناء حدوث الجوائح والمحن؛ فقد جُبلنا في عُمان قابوس على حب الانضباط، وعدم المخالفة؛ حتى بات البعض يُشبِّهنا ببيانيو الخليج؛ ففي بلادي يستمع الناس لحكومتهم ويثقون فيها، ولا يعيرون اهتماماً للمتفقهين في الأزمات الذين يعملون على نشر الشائعات المغرضة والأرقام الكاذبة دون دليل بدافع الإثارة وتفشي الذعر والهلع بين الناس، وفي بلادي تقلُّ درجة الانتهازية النفعية في المِحن إلى درجاتها الدنيا رغم وجودها الذي لا نُنكره لدى بعض ضعفاء النفوس، لكنهم يظلون أقلية لا يمثلون السمت العُماني الأصيل.

وفي بلادي، يُعطي الفقير قبل الغني، ويضحي المواطن العادي بكل ما يملك دون تردُّد عندما يحتاج الوطن، وهذه سمة تجعلنا لا نخاف ولا نجزع في بلادنا؛ فالسواد الأعظم من الناس هم كرماء بالفطرة، ومخلصون بما يكفي لوطنهم، ومطيعون لتوجيهات سُلطانهم من منطلق عقائدي راسخ، يرتكز على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وأصالة الإنسان وفطرته السليمة؛ فالأيام أثبتت لنا في عُمان أنَّ القرارات التي يتخذها ولاة أمورنا منذ عهد النبي الكريم -صلى الله وعليه وسلم- وحتى اليوم راسخة ومستقلة، ولا تتأثر بجوار الجغرافيا، ولا بضجيج الباحثين عن أنفسهم؛ فالنفس العُمانية خالدة وهي من تمدُّ المحيط المجاور بريح الخير وسمو التسامح ونكران الذات؛ فلن تجِد فينا مطبلًا لمساعدات إنسانية نقدمها في داخل الوطن أو خارجه، ولن تجد فينا من يستغل ظروف العوز والكوارث والجوائح، وإن حصل فإنَّ المجتمع كفيل بعقابه قبل أن يعاقبه الله.

فبلادي يحمِيها الله ودعوة الرسول الكريم سيدنا محمد بن عبدالله -صلى الله وعليه وسلم- ونؤمن يقينا بأنَّنا في رعاية الله وحفظه وجوده وكرمه؛ لهذا نرقب بثقة ورضا كل الإجراءات التي اتخذتها اللجنة العليا المكلفة بمتابعة جائحة كورنا في بلادنا، ونحرص على اتباع كافة القرارات والإرشادات؛ فقد لاحظت ذلك بنفسي، وشهدته في حاضرة الجنوب مدينة صلالة؛ فالمحال مُغلقة ما عدا للضرورة، ولزم الناس بيوتهم حتى أصبحت الشوارع والطرقات شبه خالية، وهذا مؤشر حميد على سلامة المجتمع، ووعيه بما يُتخذ من إجراءات تنصب في النهاية في مصلحته الفرد، وتنعكس على سلامة المجتمع برمته.

في بلادي، لا يُعير الإنسان اهتماماً للناشطين السلبين في وقت الأزمات ممن يُشكِّكون في كل شيء، ويخترعون يوميًّا عشرات القصص الوهمية، ويضعون أنفسهم في وضع المراقب والمتتبع لما يجري رغم فقرهم للمعلومات الحقيقية والمؤشرات الطبيعة، فيطلقون صيحات الخوف والذعر والتشكيك عبر مسطحات التواصل الاجتماعية الآسنة.

في عُمان.. الأمور تَحْدُث بهدوء، وتعوَّدنا على اجتياز التحديات؛ لهذا أصبحنا أيقونة مميزة في العالم.

حفظ الله بلادي....،