المبادرات الوطنية لمساندة الحكومة.. متى ترى النور؟

 

سالم بن لبخيت كشوب

نكتب هذا المقال من باب العتب على الشركات الكبيرة ومختلف مؤسسات التمويل والبنوك، وكافة مؤسسات القطاع الخاص ذات السيولة، التي للأسف إلى تاريخ كتابة هذا المقال لم نرَ منها أي مبادرة لمساندة الحكومة والمواطن، وكنوع من ردِّ الدين تجاه هذا الوطن الذي لم يبخل عليها بشيء طوال سنوات النهضة المباركة، بل العكس الثروات والخيرات التي تتمتع بها -وبدون أي حسد- بفضل الدولة.

وهذا الوطن الذي كان يُنتظر منها أن تبادر برد الجميل ولو بنسبة بسيطة من أرباحها، ما يحزُّ بالنفس ما نراه من مبادرات من مختلف الشركات والمؤسسات في الدول التي تأثرت بفيروس كورونا؛ فالبنوك وشركات التمويل في بعض الدول بادرت من باب حسها ومسؤوليتها الوطنية بتأجيل الأقساط الشخصية وأقساط الشركات، لا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة، لمدة تصل إلى 6 أشهر دون أي فوائد، كما قامت بعض الشركات العقارية والمجمعات التجارية وأصحاب العقارات بتأجيل إيجارات الشقق والمحلات لمدة تصل إلى 3 أشهر كنوع من التضامن مع التداعيات الاقتصادية المصاحبة لهذا الفيروس، ومحاولة التخفيف على أصحاب الأعمال، لا سيما من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نظرًا للتاثير السلبي، إضافة إلى تسخير كافة مواردها وإمكانيتها لخدمة الجهود المبذولة من قبل الجهات الحكومية المختصة، والتخفيف من الأعباء المالية التي تتكبدها الدول للتعامل مع هذا الوباء عندما نرى هذا الصمت الغريب والمخيف من الشركات الكبيرة وكبار التجار والبنوك، دون أي مبادرات، بالطبع يتبادر إلى ذهننا تساؤل: إذا وقت الأزمة لم تقف هذه الجهات مع الحكومة والوطن، فمتى يحين دورها؟!

كُلنا نعلم تأثير الأزمة الاقتصادية على كافة القطاعات، ولكن هذا لا يعفي من وجود مبادرات ومساهمات لكبار التجار خدمة للمواطن ودعما ومساندة للجهود التي تبذلها الحكومة وما يصاحبها من إجراءات قد تترتب عليها خسائر مالية نتيجة بعض الإجراءات المتخذة للحد من تأثير فيروس كورونا على السلطنة الذي نسأل الله تعالى أن يبعده عن عماننا الحبيبة، ومن سكن فيها، مع إيقاف الدراسة نتيجة الظروف الحالية توقعنا مبادرات من شركات الاتصالات لتوفير حزم مجانية للبيانات للطلاب والأسر أو برسوم رمزية أو من خلال مُساهمة شركات الطيران في نقل الطلاب المبتعثين في الخارج، أو تقليل أسعار رسوم الطيران الداخلي إلا أنه للأسف لم نرَ إلى الآن أي مبادرة، فهل هذا الصمت والخجل غير المبرر له من الأسباب ما يمنع مختلف الجهات وكبار التجار والبنوك من المساهمة في هذا الظرف الذي يتطلَّب تضافر مختلف الجهود من أجل محاولة التخفيف قدر الإمكان من التأثيرات السلبية لفيروس كورونا؛ سواء من الجانب الصحي أو الاقتصادي.

أخيرا.. الوطن أعطى الكثير للجميع، ويستاهل رد الجميل له من قبل من استفاد من خيراته، ولو بأقل مساهمة، دون أي قرار أو أمر مُلزم من قبل الحكومة، وإنما عن قناعة بأنَّ وقت الأزمة لابد على الجميع أن يساند ويكون يدا واحدة، وليس فقط التركيز والمطالبة والنداءات لجهة واحدة فقط؛ فالمسؤولية مُشتركة، ليس من باب الدعاية أو الشهرة، وإنما من أجل هذا الوطن الذي يستاهل منا بذل قصارى جهدنا كما عرف عنا، ونقدم درسا وملمحة وطنية عن التكاتف والتعاون والخروج من الأزمات بكل إصرار وتحدٍّ وتطلع لمستقبل أفضل ومشرق لعماننا الحبيبة.