وثيقة سرية حصلت عليها "ذا جارديان"

"كورونا" يهدد حياة 7.9 مليون في بريطانيا.. ومخاوف من انهيار النظام الصحي

 

 

◄ انتشار الفيروس قد يستمر حتى ربيع 2021.. والعلماء يأملون في انحساره مطلع يونيو المُقبل

◄ إصابة 4 بين كل 5 يعانون من الأعراض.. والعزل الصحي الطريق الأفضل للوقاية

 

ترجمة – رنا عبدالحكيم

 

كشفت وثيقة سرية للصحة العامة في إنجلترا لكبار مسؤولي الخدمة الصحية الوطنية "NHS" أنَّ وباء "كورونا" قد يستمر حتى الربيع المُقبل ويمكن أن يؤدي إلى إدخال 7.9 مليون شخص إلى المستشفى.

واطلعت صحيفة "ذا جارديان" على الوثيقة، وهي المرة الأولى التي يعترف فيها رؤساء الصحة الذين يعالجون الفيروس أنَّ مدة تفشي الوباء قد تستمر 12 شهرًا وهو ما سيشكل ضغطا كبيرا على النظام الصحي المثقل بالفعل. وتشير الوثيقة إلى أنَّ رؤساء الصحة يستعدون للتعامل مع 80% من البريطانيين الذين قد يصابون بالفيروس خلال الفترة القادمة، ووصف البروفيسور كريس ويتتي، كبير المستشارين الطبيين للحكومة، هذا الرقم سابقًا بأنه أسوأ سيناريو واقترح أن يتحول الرقم الحقيقي إلى أقل من ذلك، لكن حاليًا فالإحاطة ترجح إصابة 4 من كل 5.

وتتقول الوثيقة: "من المتوقع أن يصاب 80٪ من السكان بـكوفيد-19 في الأشهر الـ 12 المُقبلة، وما يصل إلى 15٪ و7.9 مليون شخص قد يحتاجون إلى دخول المستشفى".

ويوضح التقرير أحدث تفكير رسمي حول مدى خطورة الإصابة بالعدوى على كل من صحة الجمهور وصحة العاملين في الخدمات الحيوية مثل الخدمة الصحية الوطنية والشرطة ورجال الإطفاء والنقل.

وقال بول هانتر، أستاذ الطب في جامعة إيست أنجليا: "لكي يسمع الجمهور أنه يمكن أن يستمر لمدة 12 شهرًا، سيشعر الناس بالضيق حقًا  ويقلقون جدًا بشأن ذلك". وأضاف هنتر: "فترة العام معقولة تمامًا، ولكن أعتقد أنها ستنخفض في الصيف، قرب نهاية يونيو، وتعود في نوفمبر، بالطريقة التي تنخفض بها الأنفلونزا الموسمية المعتادة، وأعتقد أنها ستبقى إلى الأبد، لكنها ستصبح أقل حدة بمرور الوقت، مع تزايد المناعة".

وتكشف الوثيقة أن ما يقدر بـ500000 من أصل 5 ملايين شخص يعتبرون حيويين لأنهم يعملون "في الخدمات الأساسية والبنية التحتية الحيوية" سيصابون بالمرض في أي وقت خلال ذروة شهر من انتشار الوباء، ويشمل الـ 5 ملايين 1 مليون من موظفي خدمة الصحة الوطنية و1.5 مليون في الرعاية الاجتماعية.

ومع ذلك، تثير الإحاطة تساؤلات حول الكيفية التي ستستمر بها بريطانيا في العمل بشكل طبيعي، محذرةً من أنه: "يُقدر أن 10% على الأقل من الأشخاص في المملكة المتحدة سيعانون من السعال في أي وقت خلال أشهر ذروة نشاط كوفيد-19".

وكشف بوريس جونسون، النقاب عن نصيحة صحية منقحة الخميس الماضي، أكد خلالها أنَّه ينبغي على أي شخص يعاني من السعال أن يعزل نفسه لمدة سبعة أيام على الأقل.

وتنص الوثيقة أيضاً على أنه لا يمكن أن تتعامل الخدمة الصحية مع العدد الهائل من الأشخاص الذين يعانون من أعراض لأنَّ المختبرات "تحت ضغط كبير على الطلب"، ومن الآن فصاعدًا، سيتم اختبار المرضى الذين يعانون من مرض خطير للغاية والذين هم بالفعل في المستشفى والأشخاص في دور الرعاية والسجون حيث تم الكشف عن الفيروس التاجي، كما ستخضع خدمات الاختبار لضغوط كبيرة لدرجة أنه حتى موظفي خدمة الصحة الوطنية لن يتم إجراء الاختبار لهم، على الرغم من دورهم الرئيسي وخطر نقل الفيروس إلى المرضى".

وقال أحد كبار موظفي خدمة الصحة الوطنية، إن معدل الإصابة بنسبة 80% يمكن أن يؤدي إلى وفاة أكثر من نصف مليون شخص، وإذا تبين أن معدل الوفيات هو 1% الذي يستخدمه العديد من الخبراء كافتراض عملهم، فهذا يعني 531100 حالة وفاة.

ويضيف الخبراء الذين ينصحون الحكومات في جميع أنحاء العالم بشأن طريقة نمو الأوبئة وينخفضون في نهاية المطاف أنه سيكون هناك ارتفاع سريع في الحالات إلى ذروتها ثم التراجع في الفترة من مايو إلى منتصف يونيو.

وتتمثل استراتيجية جميع البلدان في تأخير تلك الذروة وتمديدها على مدى فترة زمنية أطول، حتى تكون الخدمات الصحية أكثر قدرة على التأقلم، وهناك أيضًا إمكانية توفر علاجات جديدة بحلول ذلك الوقت.

تعليق عبر الفيس بوك