نثق في قرارات "اللجنة العليا" وجميعا يد واحدة لمواجهة "كورونا"

تربيون وأولياء أمور: "التعليم عن بُعد" يحافظ على صحة الطلاب.. ويمهد الطريق نحو المستقبل

...
...
...
...
...

 

< أكاديميون ومعلمون يتطوعون لتقديم الدروس للطلاب عبر الإنترنت

< تطبيقات الهاتف والمواقع الإلكترونية و"يوتيوب".. وسائل لتعليم الطلاب عن بُعد

< العاصمي: التعليم عن بُعد خطوة تساعد الطلاب على اكتساب المزيد من المهارات

< المعمري: تعليق الدراسة ليس إجازة للراحة والرحلات والترفيه.. وعلينا القيام بمسؤولياتنا

 

الرؤية - مريم البادية

رحَّب عددٌ كبيرٌ من التربيين وأولياء الأمور بقرار اللجنة العليا للتعامل مع "كورونا"، والتي يَترأسها مَعَالي السيِّد حُمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية، الذي نصَّ على "تعليق الدراسة في كافة المؤسسات التعليمية بالسلطنة لمدة شهر"، كإجراء احترازي.

وقالتْ وزارة التربية والتعليم -عبر حسابها الرسمي على "تويتر"- إنَّها ستُكمل رحلة العلم والتعلم مع الطلاب بكلِّ السبل المتاحة عن طريق "التعليم عن بُعد"؛ للوصول إلى الهدف الأسمى والغاية المثلى من التعليم. وأعلنت الوزارة أنَّها ستبدأ -وبالتعاون مع تليفزيون سلطنة عمان- ببث برنامج "درس على الهواء" للصف الثاني عشر على "قناة عُمان مباشر"، والذي سيتم من خلاله تقديم دروس تعليمية، وفق المناهج طوال فترة التعليق باستثناء يومي الجمعة والسبت من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا. كما يبث تليفزيون سلطنة عُمان -عبر قناة عمان الثقافية- سلسلة من الدروس التعليمية اعتبارا من اليوم الثلاثاء للصف 11 بواقع 4 مواد يوميًّا من 9 صباحاً وحتى 1 ظهراً، عدا الجمعة والسبت.

"الرؤية" استطلعتْ رأي عدد من الخبراء التربيويين وأولياء الأمور في القرار، وتجربة "التعليم عن بُعد"؛ إذ يقول محمد العاصمي مدير دائرة شؤون لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى: إنَّ التوجه إلى التعليم عن بُعد خطوة جيدة؛ وذلك حتى يستفيد الطلاب طوال مدة تعليق الدراسة طويلة. وأضاف العاصمي أنَّ جميع الطلاب في منازلهم، ومن الجيد الاستفادة من تلك الفترة، وتوفير تعليم يُساعد الطلاب على تحقيق المعرفة والتعلم واكتساب المهارات، مشيرًا إلى أنَّ توقف الدراسة سيُفقدهم عددًا من هذه المهارات؛ لذا فنحن بحاجة ماسة لهذا التحول، خصوصا في ظل تطورات الثورة الصناعية الرابعة، وكذلك مع توافر الأدوات والإمكانيات في البلد.

 وطالب العاصمي وزارة التربية والتعليم بتوفير الأدوات اللازمة خلال هذه الفترة من أجهزة لوحية ومشغل الإنترنت للطلاب ذوي الدخل المحدود، ومساعدتهم في الولوج للبرامج المقترحة؛ لمواصلة التعليم، كما يجب أن تتضافر هذه الجهود مع عدد من المؤسسات؛ منها: قطاع الاتصالات ورجال الأعمال.

من جانبها، ترى يُسرا العلوية مديرة مدرسة اليُسر الخاصة، أنَّ القرار تأخر كثيرًا، والأفضل كان صدوره وقت ظهور إصابات في السلطنة؛ كي نضمن عدم انتشاره بين أوساط المجتمع. وقالت العلوية: إنَّ مدرسة "اليُسر" بدأت التفكير في التعليم الإلكتروني منذ أول تعليق في الدول المصابة، فأدخلت عددا من البرامج المساعدة والمهيئة لتكوين بيئة عمل إلكترونية؛ حيث سيستوعب الفصل الدراسي أكثر من 25 طفلا. وأكدت العلوية أن هذا التوجه كان صائبا لضمان سلامة الطلاب، على الرغم من أنهم كمدارس خاصة سيتأثرون سلبًا بهذا القرار، وتأمل من الحكومة أن تجد حلا سريعا لمواجهة هذه الازمة.

بدورها، قالت هيفاء الهاشمية مديرة وادي محرم للتعليم الأساسي: إنَّ تعليق الدراسة قرار حكيم ومدروس، ونحن كتربويين شغلنا الشاغل هو المناهج، وكيف سنكمل التعليم في ظل المدة الزمنية القصيرة لهذا الفصل بالذات، ولكن هذا إجراء احترازي ولابد منه، وسيكون في مصلحة الطالب. وأضافت الهاشمية أنَّ خطورة الفيروس تستلزم ذلك، خاصة وأنَّ أعراض المرض لا تظهر على المصاب إلا بعد أسبوعين؛ لذا فنحن لا ندري من هو الطالب الحامل للمرض، ولكن نحن نتابع تطورات الحالة في المدارس مع الممرضة التي تتابع الطلاب الذين يعانون من أي مؤشر للفيروس، أو مُخالطين لأحد أفراد الاسرة ممن زار أحد البلدان الموبوءة.

وأبدتْ الهاشمية استعداد وادي محرم للتعليم الأساسي، في التحول للتعليم الإلكتروني حتى يستطيع المنتسبون للمدرسة الحصول على الدروس من منازلهم.

وقال يعرب المعمري،  تربوي وولي أمر: إن أزمة كورونا ستمر بسلام وأمان على وطننا الغالي عُمان، وتعليق الدراسة أمرٌ لا مفر منه؛ من أجل ضمان سلامة الجميع وللحد من الخطر، وعلينا أن ندرك مسؤوليتنا الآن كآباء وأولياء أمور. وأضاف أنَّ الغرض من تعليق الدراسة ليس إجازة للراحة والرحلات والترفيه، فعلينا تجنب كل ما يمكن أن يعرقل مسألة الحد من انتشار فيروس كورونا، من جانب آخر لابد من تحول المنازل إلى مدارس، ولا نهمل التعليم ونتوقف بمجرد توقف المدارس.

وأشار المعمري إلى ضرورة التخطيط لتقديم برامج تعليمية وترفيهية لأطفالنا داخل المنزل، فلا يُمكن لفيروس كورونا أن يُوقف التعليم، وإن استطاع توقيف المدارس مؤقتًا، والمجتمع العُماني لديه من المعرفة والثقافة ما يجعله قادرًا على التعامل مع هكذا ظروف، وسيعمل الجميع بحذر وسيتعاطون مع المؤشرات بكل وعي وإدراك.

وذكر المعمري عددًا من التطبيقات التي تساعد التربويين في نقل دروسهم من خلال التعلم عن بعد، والتي من بينها تطبيق "easygenerator"؛ حيث يُساعد المعلم في تصميم منهج إلكتروني للدرس بسهولة ويُسر، ومشاركة عدد من الوسائط التعليمية التي تساعد الطلاب على فهم الدرس بسلاسة، والتطبيق الآخر "Adobe Captivate"؛ وهو أداة تأليف تستخدم لإنشاء محتوى التعليم الإلكتروني؛ مثل: عروض البرامج ومحاكاة البرامج والسيناريوهات المتفرعة والمسابقات المختلفة.

وقالت منيرة الحضرمية ولية أمر، إنَّ المسؤولية تنتقل إليَّ كأم بعد تعليق الدراسة، وذلك بإلزام أبنائي داخل المنزل وتفادي كل التجمعات الاجتماعية وارتياد الأماكن العامة، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى. واقترحت الحضرمية عند استتباب الأمن وقلة انتشار الفيروس خلال الشهور القادمة، أن تعوض الوزارة الطلاب عمَّا فاتهم من دراسة خلال فترة التعليق؛ وذلك من خلال  تقليص المناهج؛ بحيث تستوفي الباقي من العام الدراسي، والبحث عن آلية لتطبيق الاختبارات النهائية بعيدة عن تجمعات الطلاب داخل الفصول، كاختبارات عبر التعلم عن بُعد، وهو أحد الحلول الأكثر أمنا وتفاديا من التجمعات.

وقالت يسرى الرواحية ولية أمر: من جهتي  لن أُبادر بالتأييد لو كان الأمر اختياريًّا، ولكن الأمر خارج عن إرادتنا، وبهذا القرار علينا كأولياء أمور تحمُّل عبء هذه المسؤولية العظمى، كما أننا مع قرار التعليم عن بُعد حتى لا تتوقف الدراسة عن أبنائنا.

ورصدتْ "الرؤية" اقتراحات الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات التعليمية التطوعية؛ والتي كان من بينها ما ذكره الدكتور خليفة الهنائي المحامي -وهو ولي أمر أيضا- عبر حسابه على "تويتر": "إن من بين الحلول المقترحة لإكمال مسيرة التعليم هي تحويل قناة (عمان مباشر) إلى قناة تعليمية، تُبثُّ من خلالها الدروس لكل المراحل التعليمية؛ وذلك وفقًا لجدول زمني يراعي السنة التعليمية والمواد. وهذا لا يحتاج لكثير جهد، ولا لإعداد يصعب توفيره في غضون أيام. ويمكن الاستعانة كذلك بالقنوات الأخرى ومنها الثقافية والرياضية، وكذلك الأمر بالنسبة للقنوات الخاصة لتغطية كل المراحل والمواد بيسر وسهولة".

وذكر الدكتور أشرف بن طالب الهنائي الأكاديمي بجامعة السلطان قابوس -عبر حسابه على "تويتر"- عن استعداده مساعدة الطلاب بتخصيص ساعة يوميًّا للإجابة عن أسئلة الكيمياء.

وكتب قاسم الغيثي في حسابه عبر "تويتر": "إن الانتقال إلى الصفوف الافتراضية في التعليم عن بُعد هو الحل الأمثل في هذه المرحلة، وذكر عددٌ من المنصات التي يمكن اللجوء إليها مثل منصة canvas لمشاركة وإدارة مواد التعليم وإدارة أداء الطلاب ودرجاتهم، وكذلك برنامج zoom لإقامة صفوف عن بُعد".

وأعلنت منصة "أسهل" التعليمية عن استعدادها لفتح المجال أمام المعلمين لتسجيل الدروس عبر المنصة مجانا لتكون جميع الدروس من الصفوف (5-12) متاحة لجميع الطلاب، وهي منصة إلكترونية للخدمات التعليمية الخاصة بمناهج السلطنة، والخدمات التدريبية والتطوير الذاتي، كما تقدم الاستشارات النفسية والتربوية المتخصصة لتشكل منظومة متكاملة للوسائل الافتراضية الأزمة للخروج من جدران الفصول التقليدية إلى بيئة افتراضية مفتوحة المصدر.

وأعلنتْ منصة "دروس عُمان الرقمية" إطلاق تطبيق مجاني، يضم أكثر من 3000 فيديو للمناهج التعليمية، وأكثر من 350 ملخصا، إضافة للآلاف من الأسئلة الإلكترونية، وتشمل الصفوف من الأول وحتى الثاني عشر.

تعليق عبر الفيس بوك