أكد لـ"الرؤية" أن اتباع الإجراءات الوقائية الصحية يسهم في الحد من انتشار الفيروس

المدير الإقليمي لـ"منظمة الصحة": علاج كورونا "في غضون أسابيع".. ولا داعي للقلق

 

◄ "منظمة الصحة" تعمل بشكل مستمر ولصيق مع الحكومات حول العالم

◄ تدابير مشددة للتأهب في البلدان غير المصابة بالفيروس

◄ بؤرة العدوى في الصين "انحسرت بشكل كبير".. وأوروبا مركزا جديدًا

◄ "كورونا" أول جائحة في التاريخ يمكن السيطرة عليها

◄ جارٍ تحري بعض اللقاحات المحتملة والأدوية لعلاج المرض

◄ التجارب السريرية والاختبارات المعملية تتطلب أشهرا لتطوير لقاح آمن وناجع وفعال

◄ "كورونا" يعيش في الأجواء الحارة والرطبة والباردة والجافة

◄ نحيي ونؤيد قرار منع تداول الشيشة

 

 

حوار- أحمد الجهوري

كشف الدكتور أحمد بن سالم بن سيف المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أنه في غضون أسابيع قليلة يمكن الوصول إلى علاج لمرض فيروس كورونا "كوفيد-19"، فيما تواصل جهات علمية وبحثية متخصصة عملها للوصول لعدة لقاحات، غير أنه أشار إلى أن اتباع الخطوات العلمية اللازمة ومرحلة التجريب السريري والاختبارات المختلفة تتطلب أشهراً لإعلان تطوير لقاح يتسم بالمأمونية والنجاعة والفعالية.

وقال المنظري- في حوار خاص مع "الرؤية"- إنه منذ اكتشاف مرض "كوفيد-19" وحتى إعلانه مؤخراً بوصفه جائحة ومنظمة الصحة العالمية تؤكد، وتعمل بشكل مستمر ولصيق مع البلدان، لأجل اتخاذ المزيد من تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها، والاستثمار أكثر في مجال الاستجابة. وأضاف أن الحكومات تحتاج إلى البحث الفعَّال عن الحالات، وعزل حالات الإصابة المُؤكدة بسرعة وعلاجها، وتحديد المُخالِطين لها وتتبُّعهم. ويجب ضمان تزويد أفراد المجتمع بجميع المعلومات عن الأمور الواجب القيام بها لحماية أنفسهم وأسرهم.

 

 

 

 

** ما هي أهم النصائح التي تُقدمها للمواطنين والمقيمين للحد من انتشار كورونا؟

أؤكد أننا جميعاً سواء حكومات أو مجتمعات أو أفراداً أو جماعات أو مؤسسات حكومية وغير حكومية معنيون بالأمر، ولكل منِّا دورٌ يقوم به، ونصيحتي لكل فرد أن يقوم بمسؤوليته في حماية نفسه ومن حوله من العدوى من خلال التعامل الواعي والصحيح مع مرض كوفيد-19. ولا داعي للقلق ولا مُبرر للانسياق وراء الشائعات أو استقاء المعلومات من مصادر غير موثوق بها. ولابد من التعرف على الإجراءات الوقائية وهي مُتاحة لدى الجميع من مصادرها الموثوقة مثل مواقع السلطات الصحية أو مواقع منظمة الصحة العالمية. ومن الأهمية بمكان تطبيق مُمارسات النظافة الشخصية ونظافة الأيادي مراراً وتكراراً، واتباع آداب السعال والعطاس، وتجنب مخالطة المرضى والتماس الرعاية الطبية فور الشعور بأعراض مثل الحمى والسعال وضيق النفس أو التزام المنزل. ومن المهم أيضاً الاطلاع باستمرار على آخر تطورات مرض كوفيد-19 واتّباع المشورة التي يسديها مقدم الرعاية الصحية أو سلطات الصحة العمومية الوطنية والمحلية أو صاحب العمل بشأن كيفية الحماية الشخصية والآخرين من مرض كوفيد-19.

 

 

** ما هي المُقترحات المُقدمة للحكومات للسيطرة على الفيروس؟

منذ اكتشاف مرض كوفيد-19 وحتى إعلانه مؤخراً بوصفه جائحة ونحن كمنظمة نؤكد -بل ونعمل بشكل مستمر ولصيق مع البلدان- على اتخاذ المزيد من تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها، والاستثمار أكثر في مجال الاستجابة. والحكومات تحتاج إلى البحث الفعَّال عن الحالات، وعزل حالات الإصابة المُؤكدة بسرعة وعلاجها، وتحديد المُخالِطين لها وتتبُّعهم. ويجب ضمان تزويد أفراد المجتمع بجميع المعلومات عن الأمور الواجب القيام بها لحماية أنفسهم وأسرهم.

‎قد تلجأ بعض البلدان والمجتمعات المحلية، حسب السياق، إلى تعليق التجمعات الجماهيرية، وفرض قيود قصيرة الأجل على السفر، وتطبيق تدابير الحجر الصحي قصيرة الأجل. وتوصيتنا في هذا الشأن أنه ينبغي اتخاذ هذه الخطوات بعد تقييم موضوعي للمخاطر المحتملة المحدقة بالصحة العامة والتأثير الاجتماعي الاقتصادي المحتمل لهذه التدابير. ويجب أن يتناسب نطاق هذه التدابير ومدتها مع المخاطر. ‎وأودُّ التشديد على أهمية تبادل المعلومات مع المنظمة فيما يتعلق بالحالات المحددة المُشتبه فيها (IHR  2005)  والمحتملة والمؤكد تشخيصها في المختبرات، على النحو المطلوب بموجب اللوائح الصحية الدولية.

 

 

** ما هي جهود منظمة الصحة العالمية لاحتواء الفيروس؟

‎تعمل منظمة الصحة العالمية بكامل طاقتها وعلى مدار الساعة مع كافة البلدان سواء التي ظهر فيها كوفيد-19 أو التي لم تكتشف فيها حالات، ونتعاون مع جميع البلدان على تحقيق الهدف الذي يركز على احتواء المرض ووقف انتشاره، وضمان حماية العاملين الصحيين والفئات السكانية والبلدان المعرضة للخطر. وفي البلدان التي لم تُبلِّغ عن أي حالات، نتخذ تدابير مشددة للتأهب، لضمان عدم انتقال المرض إليها. كما نعمل مع البلدان التي تعاني من طوارئ أو صراعات أثرت على قوة نظامها الصحي، لمُساعدتها في استكمال قدراتها على الرصد والمُراقبة وقدراتها المختبرية وتزويدها بالمواد والأجهزة اللازمة.

‎كما ننسق آليات تبادل البيانات عبر أدوات التبليغ الخاصة بالمنظمة وهو أمر ذو أهمية قصوى، لتحقيق الفهم الجيد لديناميكية تفشي مرض كوفيد-19 في الإقليم، والتحديد السليم لتدابير المُكافحة المطلوب تنفيذها، ومعرفة هذا المرض الجديد على مستوى العالم.

 

 

 

** ما هي توقعاتك لانتشار الفيروس خلال الأسابيع المقبلة محليا وعالميا؟

‎علينا أن نستعد لكافة الاحتمالات. ما نعرفه أن البؤرة المركزية لمرض كوفيد-19 قد انحسرت بنسبة كبيرة في الصين لكنها انتقلت إلى أوروبا. وبينما كانت معظم الحالات المُبلَّغ عنها في مختلف البلدان مرتبطة بالسفر والتنقل من وإلى البلاد التي شهدت بؤراً مركزية للعدوى، فنحن نشهد الآن تزايد عدد حالات الإصابة الناجمة عن انتقال المرض على المستوى المحلي، وهذا تطورٌ يبعث على القلق. وما نراه حالياً من تزايد رقعة انتشار المرض وعدد الدول التي يظهر فيها يجعلنا نتوقع أنه سيظهر في أغلب بلدان العالم في وقت وجيز. وإقليمنا للأسف ليس ببعيد عن هذه التطورات. ‎ومع ذلك وبعد أن أصبح لمرض كوفيد-19 موطئ قدم في هذا العدد الكبير من البلدان وإعلانه جائحة، ما زالت الفرص قائمة لأن تكون أول جائحة في التاريخ يمكن السيطرة عليها. وذلك بفضل الله تعالى ثم الميزة الكبرى التي نمتلكها وهي أن القرارات التي نتخذها جميعًا - كحكومات ومجتمعات وعائلات وأفراد - يمكن أن تؤثر على مسار هذه الجائحة.

 

** وأين وصل الطب لاكتشاف لقاح لفيروس كورونا؟ ومتى من المتوقع توفره؟

‎يجري حالياً تحري بعض اللقاحات المحتملة والأدوية الخاصة بعلاج هذا المرض تحديداً. ويجري اختبارها عن طريق التجارب السريرية. وتقوم المنظمة بتنسيق الجهود المبذولة لتطوير اللقاحات والأدوية للوقاية من مرض كوفيد-19 وعلاجه. وتساعد المنظمة في تنسيق الجهود العالمية بين الباحثين الذين يعملون على تطوير لقاحات وعلاجات ممكنة. وقد نرى علاجاً في غضون أسابيع. كما أن جهود تطوير لقاحات تسير على قدم وساق وهناك جهات عديدة تعمل على ذلك وقد نرى خلال أشهر لقاحا مضادا لمرض كوفيد-19.

وقد جمعت المنظمة 400 عالم وباحث وخبير من مختلف دول العالم يومي 11 و12 فبراير 2020 للتباحث حول أمور تقنية تتعلق بمرض كوفيد-19، من بينها تطوير علاجات ولقاحات لهذا الفيروس. وحاليا تساعد المنظمة في تنسيق الجهود العالمية بين الباحثين الذين يعملون على تطوير لقاحات وعلاجات مُمكنة؛ حيث تعمل جهات بحثية وعلمية متخصصة على ذلك. ويمكن القول إنه في غضون أسابيع قليلة يمكن الوصول إلى علاج لهذا المرض، فيما تواصل هذه الجهات عملها للوصول لعدة لقاحات، لكن اتباع الخطوات العلمية اللازمة ومرحلة التجريب السريري والاختبارات المختلفة تتطلب أشهراً لإعلان تطوير لقاح يتسم بالمأمونية والنجاعة والفعالية.

 

** ما مدى صحة المتداول بأن حرارة الصيف تقتل الفيروس وتقضي على انتشاره؟

‎من الحقائق التي تحرص المنظمة على إعلانها والتوعية بها أنَّ البينات والدلائل العلمية المتاحة أمامنا تؤكد أن فيروس كورونا-19 يمكنه أن يعيش في الأجواء الحارة والرطبة، كما يمكنه أن يعيش في الأجواء الباردة والجافة. وقد انتشر بالفعل في بلدان ذات مناخ حار ورطب، كما انتشر في بلدان ذات مناخ بارد وجاف، لكن على الرغم من ذلك بدأت تظهر العديد من الدراسات العلمية حول هذا الموضوع والتي يشير بعضها إلى تأثر هذا الفيروس بالحرارة وستتضح الصورة عما قريب حول ما إذا كان يتأثر هذا الفيروس أم لا. وهنا أود أن أؤكد على أهمية اتباع التعليمات والنصائح الوقائية.

 

** ما مدى إيجابية منع تداول الشيشة؟ وكيف تسهم في نشر الفيروس؟

 

‎نتفق مبدئياً أنَّ كافة أنواع التبغ وطرق استخدامه ضارة بأجهزة الجسم وتضر على نحو أكبر بالجهاز التنفسي ولاسيما الجهاز التنفسي السفلي، والتدخين عامل خطر للعديد من الأمراض التنفسية وغير التنفسية، لذلك فإننا نشجع ونحيي السياسات والقرارات التي تتخذها البلدان وتستهدف منع تداول الشيشة وغيرها من أشكال التدخين. وقد أظهرت بيانات من الحالة الصينية أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض التنفسية الناتجة عن التدخين كانوا أكثر عرضة لخطر الوفاة المُرتبطة بمرض كوفيد-19. ومازالت الدراسات التحليلية والبحوث العلمية مستمرة في هذا المجال للخروج بالأدلة والبراهين الإضافية المساندة حول هذا الموضوع.

 

** هل إعلان 20 إصابة بالسلطنة مع شفاء 9 حالات يستدعي تعطيل العمل بالمؤسسات؟

‎لم نتمكن حتى الآن من اكتشاف الوضع بصورة كاملة، في كل بلاد العالم، ومن ثمَّ فإن لكل بلد الحق في أن تتخذ من الإجراءات الاحترازية ما تراه مناسباً في ضوء تقييم المخاطر الدقيق، وبما يمكنها من تطبيق كافة التدخلات الوقائية المستدامة والناجعة. ولا بد أن نعلم أنه لا توجد قائمة توصيات تلائم جميع البلدان بل يقوم كل بلد بأخذ ما يلائمه وفق خطة التأهب والاستجابة الموضوعة.

 

 

** ما مدى صحة القول بأن الأطفال أقل عرضة للإصابة بالفيروس؟

‎حتى الآن تشير البينات المتعلقة بأعداد المصابين وتصنيفهم العمري إلى أن مرض كوفيد-19 قد يصيب جميع الأعمار، لكنه أكثر وقوعاً وانتشاراً بين كبار السن من الذين يعانون من مشكلات صحية مزمنة سابقة على العدوى ومن ذوي المناعة الضعيفة.

 

** تباينت آراء المسؤولين حول مرض كورونا وكان أشدها انتشارا تصريح رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون.. ما مدى دقته؟

‎لا نستطيع أن نُقيم دقة تصريحات المسؤولين التي تخص بلدانهم؛ أولًا لأنهم أكثر اطلاعاً على الوضع الصحي لبلدانهم وأكثر دراية بالسياقات المختلفة لمجتمعاتهم ونظمهم الصحية وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية. وعموماً قد يلجأ بعض المسؤولين إلى سيناريوهات الحد الأقصى بهدف إحداث أكبر قدر من اليقظة والاهتمام بين المواطنين والأجهزة المعنية.

تعليق عبر الفيس بوك