"فايننشال تايمز": حرب أسعار النفط تضعف جهود مكافحة "كورونا"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

حذر رئيس الوكالة الدولية للطاقة من أن روسيا والمملكة العربية السعودية تخاطر بإلحاق الضرر بجهود وقف انتشار فيروس كورونا إذا أصرتا على مواصلة حرب أسعار النفط، قائلاً إن الدول الأكثر فقراً المصدرة للخام قد تكافح لمواجهة انخفاض عائداتها.

ووصف فاتح بيرول رئيس الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها، الدولتين الرئيسيتين المنتجة للنفط بأنهما "غير مسؤولتين" واتهمهما بتجاهل شديد للتهديد العالمي للفيروس، في أقوى إدانة حتى الآن لحرب أسعار ساعدت في قلب موازين أسواق المال هذا الأسبوع.

وقال بيرول لصحيفة فايننشال تايمز "يواجه العالم تحديا كبيرا في مكافحة فيروس كورونا". وأضاف "من اللامسؤولية إشعال حرب أسعار الآن. لن تنسى شعوب العالم من يقف إلى جانب مكافحة الفيروس، وأي الدول كانت على جانب جعل المعركة أكثر صعوبة".

وتابع بيرول أن الدول المعتمدة على النفط مثل الجزائر والعراق ونيجيريا قد تواجه عجزا كبيرا في الميزانية بسبب انخفاض أسعار النفط بنحو 25% هذا الأسبوع؛ حيث تعاني اقتصاداتها بالفعل من ضغوط بسبب تهديد الفيروس التاجي.

وهددت السعودية وروسيا بإغراق سوق النفط ببراميل إضافية من النفط الخام بعد أن انتهى تحالفهما لدعم الأسعار من خلال تقييد الإنتاج بكثافة في الأسبوع الماضي، حيث انقسم الجانبان حول كيفية الاستجابة للانخفاض الحاد في الطلب على الخام.

وانخفض الطلب على النفط بعد أن أوقفت شركات الطيران الرحلات الجوية وتم تقييد السفر، حيث أغلقت الصين وإيطاليا أجزاء كبيرة من بلديهما في الشهرين الماضيين.

ومن خلال ربط حرب الأسعار بانتشار الفيروسات التاجية، سعى بيرول إلى التأكيد على خطر زعزعة استقرار أسواق الطاقة في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من ضغوط بالفعل للتكيف مع فيروس قتل بالفعل أكثر من 4000 شخص في جميع أنحاء العالم.

وحذر العراق، الذي يكافح تفشي الفيروس التاجي ويقع بجوار إيران، وهي واحدة من أكثر الدول تضررا خارج الصين، يوم الثلاثاء من أن حرب الأسعار لتأمين حصتها في السوق ليست في صالح منتجي النفط، وقالت إنها تتحدث مع أعضاء آخرين في تحالف أوبك  بلس.

وتراقب روسيا والمملكة العربية السعودية ضرب صناعة الوقود الصخري في الولايات المتحدة، لكن بيرول قال إن "هذه استراتيجية مضللة. فمن الخطأ، كتابة نعي الوقود الصخري بالأسعار الحالية". وقال "سوف يعود من جديد"، في إشارة إلى النفط الصخري.

وإنتاج الوقود الصخري في الولايات المتحدة أغلى من إنتاج الوقود التقليدي في السعودية، مما يجعله أكثر عرضة للأسعار المنخفضة.

تعليق عبر الفيس بوك