فايزة الكلبانية
(1)
عبارة "كن خائفًا متى كان الآخرون جشعين، وكن جشعًا متى كان الآخرون خائفين"، إحدى أشهر عبارات أكبر المُستثمرين في العالم الأمريكي وارن بافيت المدير التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة "بيركشاير هاثاواي"، والتي تُقدر ثروته بنحو 88.9 مليار دولار من ديسمبر 2019، والذي تتمحور سطور مقالي اليوم حول أبرز نصائحه التي أثارت اهتمامي ودفعتني لقراءة المزيد حول تفاصيل هذه النصائح الاستثمارية.
ويُعد بافيت أبرز قصص النجاح الاستثمارية عالميًا ولاسيما في سوق الأسهم والأوراق المالية، فينصح المستثمرين في عبارته الشهيرة هذه ألا يُقبل المستثمرون في الأسهم على الشراء عندما يكون هناك إقبال من الجميع، وإنما ينصح بالإقبال على شراء الأسهم في الوقت الذي يقبل فيه عدد قليل من الأشخاص لكون السعر في الحالة الأولى سيكون مبالغاً فيه، أما في حالة كون الإقبال ضعيفاً سيكون في المتناول والمتاح لقلة الإقبال، فهي نصيحته لمن يتوجه له بالسؤال.. كيف أصبح مليونيرا!!
(2)
"عرفت الكثير من الأشخاص الذين عانوا في وقت ما بسبب أنه لم يكن بحوزتهم أموال مدخرة، وآمل ألا يحدث ذلك لك أبدًا"، هذه العبارة يُقدمها بافيت كدعوة للمستثمرين بضرورة الحفاظ على ثقافة "الادخار" فدائما ما نُردد فيما بيننا "ضم قرشك الأبيض.. ليومك الأسود"، وهي دعوة نقدمها لبعضنا لترشيد الاستهلاك والإنفاق والصرف في وقت الرخاء لأننا سنكون يوماً في حاجته في وقت الشدة، وهذا ما يجب أن نعمل به في حياتنا اليومية وفي أعمالنا وفي سياسات العمل المختلفة، لنضمن ألا نحتاج للآخرين أو التوجه للاقتراض متناسين أن نعمل على الادخار مهما بلغنا من الثروة والرخاء فـــ"الدنيا دوارة".
(3)
"لا تتوقف أبداً عن التعلم".. صناع النجاحات تجدهم مهما علا شأنهم وثرواتهم إلا أنهم يبحثون عن تعلم كل جديد ويغامرون لأجل ذلك.. والجميل أن القارئ لنصائح بافيت في الاستثمار سيستنتج الكثير من الحقائق التي نعيشها واقعا ملموسا في حياتنا اليومية ليس كمستثمرين فقط إنما كبشر عاديين نصرف وننفق ونستهلك يوميًا، فيرى أنّه يجب أن نعتاد على أن ندفع نقدا عند الشراء لأي غرض أفضل من الدفع ببطاقة الائتمان أو الفيزا لأنه غالباً ما يكون الدفع بالبطاقة مغرياً للشراء والصرف أكثر بلا تحكم وحدود، هذا إلى جانب أسعار الفائدة على بطاقة الائتمان عند السحب والتي لا نضعها غالبا في الحسبان وعلى تراكم العملية الشرائية تشكل عبئًا غير ملموس لنا، وهذا ما يخالف توجهاتنا ونظرتنا في واقعنا.
(4)
"مفتاح النجاح في التداول هو ترك الصفقات الرابحة تربح ومعرفة متى تقبل بالخسائر"، قبول الخسائر أحد أهم النصائح التي لابد لنا أن نتقبلها سواءً في حياتنا أو أعمالنا أو استثماراتنا، ولابد أن يكون المستثمر على وعي متى يمكنه أن يترك الصفقات الرابحة مفتوحة، ومتى يمكنه أن يعمل على إغلاقها بهدف الحد من خسارته، فجميعنا معرضون لأن نغامر في تجربة ما وقد ندفع فيها كل ما نملك مراهنين على نجاح طموحاتنا، لكن غالباً وفي المحاولات الأولى تسير الأمور بشكل سيئ، وهنا من المفترض أن نتحمل خسارتنا قبل أن نتكبد خسارة أخرى أكبر منها، ومن الطبيعي ما نسمعه بأن التجارب الأولى معرضة للفشل وحتى كبار المستثمرين يخسرون الكثير من أموالهم في بعض استثماراتهم، ولكن الكثير منهم يعودون للمحاولة مع تلافي الأخطاء حتى يصلوا لنجاحاتهم.
