ترجمة- رنا عبدالحكيم
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن كوريا الشمالية تتهرب من عقوبات الأمم المتحدة لعدة أشهر من خلال تصدير الفحم والرمل والنفط واستيراد السلع الفاخرة بما في ذلك سيارات السيدان المدرعة والكحول والآلات، وتستند تلك النتائج إلى تقرير صادر عن الأمم المتحدة، إلى جانب تقييمات أخرى اعتمدت على صور الأقمار الصناعية وبيانات الشحن، ومقابلات مع المحللين.
ويقول المحللون إن الصادرات تزود كوريا الشمالية بالمال لمواصلة تطوير برامجها للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، كما إن واردات السلع الفاخرة تظهر تقنيات ربما تستخدمها كوريا الشمالية لشراء التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج لتلك البرامج. ويتم دعم الجهود المبذولة لجمع الأموال من خلال عمليات الجريمة الإلكترونية المتطورة في البلاد والتي تستهدف المؤسسات المالية وعمليات تبادل العملة المشفرة.
ويشكف التقرير السنوي المرتقب لفريق خبراء الأمم المتحدة مزيدًا من التفاصيل حول تهريب سيارتي مرسيدس مدرعتين تم شحنهما من هولندا إلى شرق آسيا في يوليو 2018، والتي كانت موضوع تحقيق من قبل صحيفة نيويورك تايمز ومركز دراسات الدفاع المتقدمة.
وأجرت لجنة الأمم المتحدة تحقيقها الخاص بعد نشر التحقيق والفيديو، وخلصت إلى أن السيارات تم شحنها من أوروبا بعد أن كانت بحوزة شركتين إيطاليتين- على ما يبدو بداية سلسلة التوريد- وفقًا لمسودة التقرير الذي اطلعت عليه صحيفة تايمز. ومن المتوقع أن تصدر الأمم المتحدة تقريرها خلال مارس الجاري.
وفي المقابلات الإعلامية، أكد ساندرو سيانشي كبير المسؤولين التنفيذيين في إحدى الشركات الإيطالية، أن الشركة اشترت سيارتي مرسيدس سيدان مدرعتين تم شحنها في نهاية المطاف إلى آسيا ، لكنه قال إنهم لم ينخرطوا في أي نشاط غير قانوني وليس لديهم معلومات عن المكان الذي انتهت فيه السيارات.
ويقول المسؤولون الأمريكيون والمحللون والتقارير إن الصين وروسيا أضعفتا العقوبات وتساعدان في التهريب غير القانوني، وقد اقترح البلدان على الأمم المتحدة تخفيف العقوبات.
ويشير المسؤولون والمحللون الأمريكيون إلى صور الأقمار الصناعية التي تظهر عمليات نقل السفن الكورية الشمالية في المياه الإقليمية الصينية؛ كدليل على الجهود المبذولة للتهرب من العقوبات.
وقال روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب الشهر الماضي: "يجب إيقاف عمليات النقل من سفينة إلى أخرى". وأضاف "نحن بحاجة إلى الصينيين لمساعدتنا ونحن نضغط على الكوريين الشماليين لحضور المفاوضات".
ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالإحباط لأن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، رفض التواصل مع واشنطن منذ جولة المحادثات بين المفاوضين التي انتهت فجأة في ستوكهولم أكتوبر الماضي. وجاء ذلك بعد فشل القمة الثانية بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس أون في هانوي، بفيتنام، خلال فبراير الماضي.
والعقوبات التي يسهل اختراقها تعني أن حملة الضغط التي قامت بها إدارة ترامب ضد كوريا الشمالية أبعد ما تكون فعالة.
ونجحت كوريا الشمالية في تنوعي مصادر إيراداتها، إذ يشير كل من تقرير الأمم المتحدة المرتقب وتقرير آخر منفصل من قبل مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة إلى زيادة نشاط تجريف الرمال بواسطة السفن الكورية الشمالية في عام 2019. وكان مركز العمليات في خليج هيجو، بكوريا الشمالية، في الفترة من مارس إلى أغسطس 2019. والشركات الصينية هي المشتري الرئيسي للرمال، وهي مادة مهمة في مشاريع البناء وصنع رقائق السيليكون.
وذكر تقرير جديد آخر، أعده المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهي مجموعة بحثية في بريطانيا، إن السفن الكورية الشمالية تنقل الفحم إلى منطقة جزر تشوشان الصينية. وبدأت السفن هذا النشاط في يناير 2019، وتقوم بإرسال بيانات خاطئة عبر أجهزة الإرسال والاستقبال لنظام التعرف التلقائي لمحاولة تجنب المراقبة. ويصف التقرير تلك السفن بـ"الأسطول الوهمي"، ويجري إرسال هذه البيانات "بأعداد غير مسبوقة".