في "عام الانتخابات".. بوتين يضرب اقتصاد أمريكا بسلاح النفط

ترجمة - رنا عبدالحكيم

رفضت روسيا خفض إنتاج النفط بناءً على طلب المملكة العربية السعودية؛ في إطار جهود منظمة أوبك لتقليص المعروض؛ مما أدى إلى أكبر انخفاض في أسعار النفط خلال خمس سنوات يوم الجمعة؛ مما تسبب في صداع آخر للاقتصاد الأمريكي؛ حيث شهدت الأسواق بالفعل صعودًا وهبوطًا كبيرًا بسبب تفشي فيروس كورونا المستمر، وذلك في خضم انتخابات رئاسية تشهدها الولايات المتحدة، وفق تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية.

ويتوقع بعض خبراء النفط أن تصل أسعار برميل النفط إلى 20 دولارًا خلال العام، في حين أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ثقته في أن بلاده يمكنها أن تخفض سعرًا مستدامًا ومهمًّا. وجادل بعض المحللين بأن جهود روسيا تهدف لمواجهة منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة والضغط على العقوبات الأمريكية التي تستهدف خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الذي يربط بين روسيا وألمانيا.

وقال ألكسندر دينكين رئيس معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في موسكو -وهو مركز أبحاث تديره الدولة- لوكالة بلومبرج: قرر الكرملين التضحية بأوبك بلس لإيقاف منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة ومعاقبة الولايات المتحدة على العبث مع نورد ستريم 2".

وقال بوتين في اجتماع لوزراء المالية والطاقة: "نحن بحاجة إلى الاستعداد لسيناريوهات مختلفة". وقال إنه من غير الواضح إلى متى سيستمر الوضع، لكنه عبر عن ثقته في قدرة الاقتصاد الروسي على التعامل مع أي تداعيات.

وفي عهد ترامب تجاوزت الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية وروسيا، لتصبح أكبر دولة منتجة للنفط في العالم، مدفوعة إلى حد كبير بتوسيع نطاق مواقع النفط الصخري. حاولت المملكة العربية السعودية دون جدوى إغراق سوق النفط وخفض الأسعار بشكل كبير للحفاظ على هيمنتها في العام 2014. لكن الإنتاج الأمريكي أثبت أنه أكثر مرونة مما توقعه السعوديون. ويقترح بعض المحللين أن تكون روسيا بالمثل تقلل من تقدير كيف ستستجيب صناعة النفط الأمريكية أو لديها سوء فهم.

وكتب دافيد بلاكمون لفوربس -وهو محلل ومستشار مستقل في مجال الطاقة: "في حين أن انهيار أسعار النفط الذي بدأ في أواخر عام 2014 (بسبب إغراق السوق بالنفط السعودي) أدى في نهاية المطاف إلى إعلان مئات المنتجين الصخريين إفلاس الفصل 11، فإن النتيجة الصافية لتلك العملية هي أن معظم تلك الشركات أعادت تنظيم نفسها، وأتت مرة أخرى بأقل عبء ممكن من الديون".

وأشار إلى أنَّ "الإستراتيجية فشلت أيضًا في إدراك أن معظم المنتجين قد وضعوا بالفعل تحوطات لمعظم إنتاج الأسهم خلال الفترة المتبقية من العام 2020 وما بعده". لكن الجهد الروسي سيكون له بالتأكيد تأثير على اقتصادات النفط.

وستتأثر روسيا أيضًا بانخفاض كبير في أسعار النفط، ويبدو أنَّ هناك مجالًا للمناورة قبل أن تشعر بالتأثير، وتحتاج المملكة العربية السعودية إلى سعر حوالي 83 دولارًا لموازنة ميزانيتها، بينما تحتاج روسيا فقط إلى سعر حوالي 42 دولارًا. وفي الوقت نفسه، فإن منتجي النفط الصخري ينفقون أكثر على استخراج النفط ويحصلون عمومًا على معدل 68 دولارًا للبرميل.

تعليق عبر الفيس بوك