كورونا وعادات للتغيير

< المصافحة بالأنف أو الخشوم هي الأكثر نقلًا للأوبئة والأمراض

 

يوسف بن علي البلوشي

الوقت لا يُسعفنا في ظلِّ تزايد المصابين بكورونا "كونفيد 19"، إلا بالوقاية والابتعاد عن تجمعات الأماكن التي يرى الكثير أنها قد تسبب خطورة بالغة.

الحد من بعض العادات الآن أصبح أمرًا ضروريًّا، وهو المصافحة بالأنوف أو أحيانا المصافحة بالوجه الجانبي؛ فالمسألة أصبحت في مراجعة وتهذيب بعض العادات الاجتماعية السائدة التي تحتاج إلى مراجعة لو أنها تقاليد، إلا أنها بالشكل العام أصبحت مُضرَّة صحيًّا.

لذلك؛ نرى أنَّ مسألة المُصافحة بالأنف أو الخشوم هي الأكثر نقلا للأوبئة والأمراض، والتي يجب أن يتجنبها الإنسان بكل الأشكال، ثم إنَّه يجب على الكثير منا الآن حَمل المعقمات التي يجب أن تكون عادة مُتبعة بشكل كبير، ليس لتفشي وباء كورونا، بقدر ما هو تدبير صحي يُحافظ على سلامة الإنسان.

قبل فترة بسيطة، حضرت إحدى مناسبات العزاء رغم العادات بتواجد الكثيرين طوال ثلاثة أيام في أحد أوجه البذخ والإسراف، وتحميل أصحاب العلاقة ما لا يطيقونه إلا أنه تكثر أيضا مظاهر المصافحة البذخة بالقُبل والمصافحة بالأنوف، وتصل إلى المواساة بالعناق للتخفيف من المصاب، ولكن هذ مظهر لا يُساعد أيضا جهات الاختصاص في تقليص الحد من تفشي الأمراض.

ولا ضَيْر في تغيير مثل هذه العادات خصوصاً بعدما رأينا مُؤخرا عندما قامت السلطات السعودية بتعليق العُمرة في المملكة؛ خشية وصول فيروس كورونا إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، بعد نحو أسبوع من تعليقها للمعتمرين الوافدين.

ولم يأتِ ذلك من فراغ في ظلِّ ما يشهده الحرم من تدفُّق كثيف وقدوم حشود بشرية من مختلف دول العالم، ودرءًا لكل هذه الأوبئة تمَّ تعليق العمرة، وأيضا إغلاقا لصحن الكعبة للتعقيم، وعمل سواتر تقي انتقال الأمراض والأوبئة.

وقرأتُ في أحد المواقع، أحببت أن أشارك القراء به، وهو قيام المختصين في العراق، وتحديدا في أربيل العراق من منع إقامة مجالس العزاء؛ التزاما بالإرشادات الطبية لمنع انتشار فيروس كورونا.

وما جَاء ذلك إلا إدراكًا من أهمية أن الوقاية تأتي وضرورية من المجتمع قبل أن تأتي من الجهات المعنية والمختصة.

حفظ الله عُمان، وحفظ -جل جلاله- سلطان البلاد، وأدام على عُمان وأهلها الصحة والعافية والعمر المديد.