كُن قيادياً ناجحاً وليس صاحب منصب

 

 

الدكتور / عبد الرحمن بن سليمان الشحي

يتساءل الكثيرون عن سبب التطور المستمر في مؤسسة خدمية ما، فيرجع السبب في الأخير إلى حرص الموظف صاحب الوظيفة الأدنى بالسلم الوظيفي داخل المؤسسة، ولكن إذا ما تساءلنا لما هو حريص كل الحرص على إتقان عمله وإنجازه أولاً بأول رغم قلة دخله وأدواره في المؤسسة؟؟ الجواب مؤكداً سيكون "لأن هذا الموظف يقضي أوقاتاً سعيدة أثناء عمله بالمؤسسة" "ويتعايش بعلاقاته الطيبة مع زملائه في المؤسسة بانسجام وارتياح" رغم اختلاف مناصبهم وأعمالهم وشرائحهم داخل المؤسسة، وكأنهم يعيشون في بيت واحد وكأسرة واحدة رغم كبر المنظومة أو المؤسسة وحتى وإن كانت صغيرة، ولا صوت يعلو على الآخر ولا شخص يعلو بذاته أو مكانته الاجتماعية والعلمية والعملية على غيره في المؤسسة وإن تدنى مستواه العملي والفكري، ويعتبر المكانة التي توصل إليها هي نتاج جهود متواصلة ثابر فيها واجتهد ليستحق الأفضل، لذا هو محبوب الجميع دون النظر إلى مستواه وهذا هو دليل القيادي الناجح الذي يساهم في نجاح وتطوير مؤسسته لترتقي إلى المستوى الأفضل وفق التغيرات الكبيرة والتقنيات المتطورة التي يشهدها العالم، وهذه أيضاً تكون نتاج خُطط قد خُطت وأهداف قد رُسمت منذ السابق والآن بدء وقت ينعها وجني ثمارها.

وفي النهاية ستكون هذه القيادة في بر الأمان لأنها اعتنت بالأساسات التي تُبنى عليها المؤسسة الخدمية بالذات وبدورها حققت أهدافها، وهذه الأهداف هي رضا العاملين والمنتسبين للمؤسسة ورضا المستفيدين من خدمات هذه المؤسسة والتميز في التعامل وبناء العلاقات بين مختلف شرائح ودرجات المؤسسة. وبذلك سنحصل على القائد الناجح أو الوزير الناجح أو المدير الناجح أو الرئيس الناجح أو الشخص (الزوج الزوجة الأب الأم الأبناء) القياديين الناجحين، كونهم طبقوا دور القائد وليس المنصب.

أما إن غابت هذه الصفات وإن حضرت الخطط العشوائية الروتينية التي لا تعتمد على معايير ومقومات وحاجات صحيحة فلن يكتب لها النجاح وستعتمد على الأدوار الروتينية الرئيسية التي تنجح بها كل عام وهذه هي القيادة التي نُسميها بالقيادة الميتة والمتهالكة التي تخلو من الانسجام أو التطوير والعلاقات المترابطة، وسيسودها الأنانية وحب الذات. وبيدنا الخيار أن نكون قياديين أم أصحاب مناصب ومسميات دون تقدم وتنمية..

 

khasab2020@hotmail.com

 

تعليق عبر الفيس بوك