"كورونا" يعرض قطاع الطيران للانهيار.. والخسائر تصل لـ30 مليار دولار

ترجمة- رنا عبدالحكيم

تسبب فيروس كورونا العالمي في تراجع عالمي بصناعة الطيران وقطع القطاع بالكامل في أزمة من أوروبا والولايات المتحدة وكل القارات، فانخفض الطلب وتراجعت أعداد المسافرين بشكل حاد، جاء ذلك خلال مراجعة نفذتها شركة "إيرباص" لمراجعة الأهداف السنوية لعام 2020، وفق ما نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وأجبرت شركات الطيران في جميع أنحاء العالم على تجميد التوظيف وخفض عدد الرحلات الجوية، بما في ذلك الرحلات المربحة عبر الأطلسي، وبحسب التقديرات الأولية فإنَّ الخسائر بسبب كورونا في 12 يومًا فقط وصلت 30 مليار دولار.

وتشير البيانات الحالية إلى انخفاض قدرة الطائرات العالمية بنسبة 2.8% حتى الآن هذا العام، مقابل توقعات هيئة الطيران أواخر العام الماضي بنمو 4.7% في عام 2020.

وفي هذا السياق، لن تكون إيرباص وحدها في إعادة تقييم إرشاداتها لهذا العام، حيث قال مسؤولون تنفيذيون في صناعة الطيران إنهم يراقبون الوضع بشكل يومي، ولم تقرر شركة إيرباص بعد خفض الهدف السنوي، لكن شخصًا على علم بالوضع قال: "هناك العديد من شركات الطيران التي تحاول إرجاء تعديل الهدف السنوي، ومن المُحتمل إعادة تقييم التوجيه قبل نهاية شهر مارس".

وقال برايان بيرس كبير الاقتصاديين في هيئة الطيران، إن الوضع تسارع بشكل كبير خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.

وأضاف:"هذا أسوأ بكثير مما حدث عند ظهور سارس، ويبدو الأمر أشبه بالأزمة المالية العالمية، عندما انخفضت عائدات شركات الطيران بنسبة 16% في عام 2009، لم نصل إلى هذا الحد بعد، لكن ذلك سيعتمد على نجاح الحكومات التي تمكنت من احتواء هذه التفشي الأوروبي".

قامت شركة BA يوم الإثنين بقطع أكثر من 400 رحلة جوية بين 16مارس و28 مارس، إلى دول مثل إيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وكان قرارها قطع الطرق عبر المحيط الأطلسي غير عادي للغاية ودليل على الأثر المُتزايد للأزمة.

وقالت مصادر في شركة فيرجن أتلانتيك، إن شركة الطيران شهدت انخفاضًا بنسبة 40% في طلب العملاء مقارنة بشهر مارس 2019، في إشارة إلى أن المخاوف كانت تؤثر على الطلب بخطوط عبر الأطلسي، وليس فقط الرحلات الجوية القصيرة المدى في أوروبا.

قلل بعض المسؤولين التنفيذيين في شركات الطيران الأوروبية من مخاوفهم من أن يتسبب تفشي فيروس كورونا في إلحاق ضرر كبير وطويل الأجل بالطلب.

وقال مايكل أوليري الرئيس التنفيذي للمجموعة في ريان آير، أكبر شركة طيران منخفضة التكلفة في أوروبا، متحدثًا في مؤتمر تجاري في بروكسل يوم الثلاثاء: "إنَّ الذعر الفوري قصير المدى حول السفر سوف يتآكل بسرعة كبيرة على مدار الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع القادمة. "

يؤثر انتشار الفيروس خارج آسيا أيضًا على شركات أخرى مثل طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية، التي تستند استراتيجياتها في النمو إلى حد كبير على ربط مدن في الشرق الأقصى بالشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا والأمريكتين.

وقالت طيران الإمارات في دبي يوم الثلاثاء، إنها عرضت على الموظفين إجازة طوعية غير مدفوعة الأجر، حيث قطعت الرحلات الجوية إلى وجهات تأثرت بتفشي المرض، ورأى أن هناك طلباً أقل في بعض الأسواق.

بينما تجمد شركات الطيران حول العالم التوظيف والاستثمار في جهد طارئ لحماية الربحية، قال محللو الطيران إن بعض اللاعبين الأضعف معرضون لخطر الانهيار.

 

تعليق عبر الفيس بوك