الرئيس التركي معزول خارجيًا ويواجه معارضة داخلية

بوتين يمارس مزيدا من الضغوط على أردوغان في سوريا

ترجمة – رنا عبدالحكيم

قالت صحيفة "موسكو تايمز" إنَّ الكرملين لديه هدف واحد يُهيمن على تفكيره في سوريا حالياً بعد استكمال سيطرة الأسد الكاملة على البلاد، هو بداية الإعمار واستخلاص جميع المزايا الاستراتيجية والاقتصادية هناك.

وبعد فترة طويلة من فقد الغرب الاهتمام بمصير سوريا، تستمر تركيا في الوقوف إلى جانب المدينة المحاصرة. السؤال الأهم لماذا؟ كما اتضح، لدى تركيا خطط خاصة بها.

بالنسبة لأنقرة، الأسد ليس حلاً، كل ما يعد به هو حالة حرب دائمة ضد الشعب السوري، ستتحمل تركيا عواقبها، وسيستمر اللاجئون في التدفق، بينما يعتقد الاتحاد الأوروبي أن الشرق الأوسط كوكب بعيد، فإن تركيا بلد شرق أوسطي ولا يمكنها حماية نفسها من الفوضى التي تجتاح المنطقة.

في مُقابل هذا التهديد، هناك فرصة لدفع سوريا في اتجاه مختلف وتقريبها من النموذج التركي لحكم الأغلبية، فتعتقد "إسطنبول" أن بإمكانها تقديم وجهات نظر أفضل للاقتصاد السوري المدمر مثل التكامل العميق عبر الحدود المشتركة والقطاع الخاص الأكثر حيوية، إذا هناك رؤيتان لبلد واحد، والصدام أساسي ولن يختفي بسهولة.

يعتقد الكرملين أن تركيا سوف تضطر إلى التراجع،  ففي آخر مرة ألتقوا فيها، نظر بوتين عبر الطاولة وشاهد أردوغان ضعيفًا، يواجه معارضة لأول مرة أكثر من نصف البلاد، معزولًا عن أوروبا وأمريكا ويُكافح مع اقتصاد مكشوف بشكل خطير، في هذا السياق، قد تشكل الانتكاسة العسكرية ضربة حاسمة.

كانت المفاوضات بين موسكو وأنقرة حول إدلب صعبة، وخلافية وغير منطقية، فقد بوتين صبره وأعطى الضوء الأخضر لهجمات مستهدفة أسفرت عن مقتل العشرات من الأتراك، وفي ضباب الحرب هذه قد يكون ما فعله قابل للإنكار، ومن المحتمل أيضًا أن يكون عدد الضحايا أكبر مما كان مقصودًا أو مرغوبًا فيه.

والمثير للدهشة أن تركيا لم تتراجع، وهذه المرة كان لدى الجيش التركي بعض الحيل الجديدة، فدون علم الكثيرين، طورت تركيا قُدرات عالمية المستوى في الطائرات المسلحة بلا طيار، تدعي تركيا أنها قتلت أكثر من ألفي جندي سوري في الأيام الأخيرة، بما في ذلك ثلاثة من كبار الجنرالات في غارات الطائرات بدون طيار، ودمرت 103 دبابات وستة أنظمة للدفاع الجوي و72 مدفع هاوتزر وقاذفات صواريخ.

وفي نفس الوقت يمتلك الجيش الروسي القدرة على تصعيد الصراع، لكن ليس لديه القدرة على تصعيده بشروطه الخاصة، ليس أمام موسكو خيارات جيدة إذا أرادت المثابرة بهدف إعادة إرساء حكم الأسد على إدلب، حتى التظاهر بأنه لا يزال يتولى أي سلطة في سوريا كان بالفعل تحت ضغط شديد.

أثناء لقائهما هذا الأسبوع، سيتعرض أردوغان وبوتين لضغوط متجددة للتخلي عن خططهما الأكثر طموحًا والتوصل إلى شيء يمكنهما الحصول عليه بالفعل، والوصول إلى رؤيتين لبلد واحد دون صراع، وسيتعين على هاتين الرؤيتين أن تعيشا معًا، حتى لو كان مفهوم سوريا ذات السيادة غير المقسمة الآن ملكًا للماضي.

تعليق عبر الفيس بوك