"واشنطن بوست": سحب القوات الأمريكية من أفريقيا "قرار خاطئ"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن سحب الولايات المتحدة لقواتها من غرب أفريقيا قرار يأتي في توقيت خاطئ، حيث إن العنف المسلح يتصاعد في تلك المنطقة من القارة السمراء.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن أجزاء من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، تتعرض لهجمات من تنظيمي القاعدة وداعش؛ حيث يشنان هجمات على قواعد الجيش الأمريكي ويسعون لفرض السيطرة على المناطق الريفية الكبيرة هناك. ووفقا للأمم المتحدة، كانت الهجمات الإرهابية في البلدان الثلاثة أكبر خمس مرات في عام 2019 مما كانت عليه في عام 2016، وتسببت في مقتل أكثر من 4000 شخص. وأفادت قيادة إفريقيا التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" الشهر الماضي أنها تحولت إلى موقع الدفاع، بينما أرسلت فرنسا- القوة الغربية الرائدة في المنطقة- المزيد من القوات وطلبت من حلفائها الأوروبيين المساعدة.

وسط كل هذا، تتواتر أنباء بأن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبير يقيس تغييراً جذرياً في عمليات نشر القوات الأمريكية؛ حيث يفكر إسبير في إجراء خفض كبير في الوجود الأمريكي بما في ذلك إغلاق قاعدة للطائرات بدون طيار، اكتملت مؤخرًا بقيمة 110 ملايين دولار.

وترى الصحيفة أن ذلك خيار لا معنى له ومن شأنه أن يلحق الضرر بالتحالفات الأمريكية، ويفتح فرصًا جديدة في إفريقيا أمام الصين ويسمح بتعزيز الحركات المتشددة التي ما زالت تطمح إلى شن هجمات ضد الولايات المتحدة.

وأحد أهداف أمريكا من ذلك القرار إعادة تنظيم موارد الولايات المتحدة للتركيز أكثر على تهديدات القوى الكبرى، وخاصة روسيا والصين، تماشيا مع استراتيجية الأمن القومي التي وضعتها إدارة الرئيس دونالد ترامب. واعتبرت الصحيفة أن هذا التوجه "معقول"، لكنها ترى أن غرب إفريقيا؛ حيث يتم نشر نحو 1400 من الجنود الأمريكيين بتكلفة سنوية تبلغ 45 مليون دولار أي 005% من ميزانية البنتاجون- هو المكان الخطأ للبدء في تلك الخطة.

ولا يقتصر الأمر على انسحاب الولايات المتحدة فقط في الوقت الذي يرتفع فيه نشاط  المتشددين. والقيام بذلك يتسبب في مضاعفة أعباء القوات الفرنسية والقوات الدولية الأخرى. ولدى فرنسا حوالي 4500 جندي في مالي منذ عام 2013، وهي الآن ترسل 600 جندي إضافي. لكنهم يعتمدون بشدة على الاستخبارات الأمريكية وتزويد الطائرات بالوقود وغيرها من الدعم اللوجستي. ويقول الفرنسيون إنهم يعملون على سد الثغرات في قدراتهم الخاصة، لكن من غير المرجح أن يفعلوا ذلك قريبًا؛ ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدعم الأمريكي بأنه "لا يمكن الاستغناء عنه".

ونتيجة لذلك، فإن الانسحاب الأمريكي قد يترك دول غرب إفريقيا دون دعم دولي فعال ضد الإرهابيين. وتعمل خمس دول هي: مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد وموريتانيا، على بناء قوة لمكافحة الإرهاب قوامها 5000 جندي، بمساعدة أمريكية. لكنهم لم يتمكنوا بعد من احتواء القاعدة وداعش بمفردهم.

تعليق عبر الفيس بوك