وأينعت قلوبنا بالحب.. من جديد‎

أنيسة الهوتية

" رَبَّنَا آتِنَا مِن لَدنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا"

صدق الله العظيم.. اللهم وكما حِفظت فِتية الكهف من فتنة الدِين، وسددت خطاهم بما يسعون له وهو محبتك ورضاك فإنِّا نسألك أن تحفظ سُلطاننا هيثم بن طارق وتُسدد خطاه وتهب له من جنودك الصالحين في الأرض كي يكونوا سنداً لَهُ وعوناً وبقدرتك الإلهية تسهل له الصعاب وتسخر له النفوذ الذي رزقته إياه ولا تسلطه عليه، وتجعله رضياً مَرضياً فإنِّه قد لجأ إليك كَما لجأوا إليك ونِعَم الملجأ والمنجى أنت سبحانك ربي العظيم.

تِلكَ الآية الكريمة لم تأتِ استهلالاً لخطاب جلالته فقط للدعاء بل إنها آية يلجأ بها المؤمنون إلى ربهم لطلب الهِداية، والقوة، والثبات، والصلاح، والإصلاح، وطلب عنايته سبحانه وتعالى، والنجاة من كل شر إن كان مِنِّا أو علينا. واختيار الآية العاشرة من سورة الكهف وإن دلت فإنِّها تدل على أنَّ قائدنا المفدى قد توكل على الله وبدأ التحرك في رحلته القيادية التي نسأل الله تعالى له فيها كل التوفيق والسداد وندعو الله جلّ وعلا أن تكون هذه نقلة تاريخية أخرى لمصلحة الوطن والمواطن العماني وعلاجاً شافياً لكل المشاكل التي كانت تواجه المواطن من غلاء المعيشة، شح الوظائف، التسريح والتي هي من أهم المواضيع إيلاماً للمواطن العماني دون ذكر غيرها التي لن تكفينا الخمسمائة كلمة لوصفها في المقال.

وسورة الكهف هي "نور الجمعة" وبتاريخ 10يناير الفائت بيوم الجمعة فارقنا أعزَّ الرجل وأنقاهم، وتلك الآية العاشرة من "نور الجمعة" وكأنها رسالة غيبية تفك رموز مفاتيح القوة باللجوء إلى القوي العزيز المتين.

وقد رأيت منذ مساء الأمس بشاشة وإشراقة الوجوه والأرواح من حولي بعد سماع خطاب سُلطاننا -حفظه الله ورعاه- وكأنَّ تلك الكلمات هي وَحي من مزامير داؤود التي أعادت شحن الطاقة الإيجابية في كل مواطن كاد أن يستوطن الحزن منه مساحة واسعة، أو قد تلبسه وتوشح قلبه دون سماحة، ومع نزول الخطاب صيباً مُباركاً على تلك القلوب رفع عنها التصحر، وأنجاها ربها بهذا الغيث المبارك الذي بات الجميع في انتظار قِطاف ثماره.

44 يوماً توقع الشعب العُماني في كل واحد منها أن يحمل إليهم الخطاب الميمون، ولكن كان الانتظار هو عين العقل حتى تمر الأربعون يوماً على فقد أعز الرجال وأنقاهم ولا يختلط الحابل بالنابل مع اختلاط المشاعر، ويبقى الوفاء لقابوس -طيب الله ثراه- والولاء لهيثم -حفظه الله ورعاه- الذي نراه قد خلقَ من طينةٍ قابوسية بمعايير متقنة من الطيبة، الحكمة، الفصاحة، التقوى، الإيمان، حب الوطن، التواضع، وحب المُواطنين وتقييمهم بقيمة معنوية شاملة احتواءً لهم واختلاطاً بهم وتقديراً لوطنيتهم من خلال مناداتهم في كل فقرةٍ من فقرات الخطاب بـ:

 

أيها المواطنون الكرام..

أبناء عمان الأوفياء..

أيها المواطنون الأعزاء ..

أبناء عمان الأعزاء..

أبناء عُمان الأوفياء ..

 

وهذه الجمَل الخمسة ما نزلت على مسامع هؤلاء المواطنين الكرام، الأعزاء، الأوفياء إلا واستقرت في أرواحهم، وسكنت قلوبهم وأينعت بالحب لسلطانهم المفدى، فلا يزهر الحب إلا حُباً، ولا يثمر الخير إلا خيراً، والمواطن يزيد وفاؤه ووطنيته مع زيادة قيمته المعنوية في عيني وقلب من يرعاه.

ونحن مؤمنون بأن القادم لعُمان وشعبها سيكون أكثر إزهاراً وازدهاراً.