الخطاب الأول.. العهد والوفاء

د. أحمد بن عبدالكريم بن عبدالله

من استمع إلى الخطاب السامي الأوَّل لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه - يُدرك مدى تفهم جلالة السلطان المعظم وقربه من هموم واهتمامات شعبه، فالشعب العماني الوفي لوطنه المخلص لسلطانه لا يزال جرحه الدامي لم يلتئم حزناً على فقيد الوطن والأمة والإنسانية أجمع الأب الحنون والقائد الحكيم باني نهضة عُمان الحديثة وقائد مسيرتها المظفرة جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- إلا أنَّ عزاءهم طيّب بحمد الله وشكره وبوجود جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم أعانه الله ووفقه وأيده بنصره على حمل الأمانة.

لقد أشار جلالته في خطابه السامي إلى الإنجازات العظيمة التي شيدها المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- بتكاتف وجهود أبناء عُمان المخلصين خلال العقود الخمسة الماضية منوهاً جلالته بأن عمان وبإرادة صلبة تقف على أعتاب مرحلة مهمة من مراحل التنمية.

حيث أعلن البداية المُباركة لتكملة مسيرة العهد والوفاء لبناء الوطن الغالي عُمان والحفاظ على مكتسباته العظيمة ودعا شعبه الوفي للتعاون والتكاتف من أجل مستقبل زاهر ومشرق بإذن الله، وما من شك في أنَّ جميع مضامين الخطاب السامي وعناوينه العريضة كانت بمثابة مطالب ونداءات الشعب سواء أكانت إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة وتشريعاته أو النزاهة والمساءلة والمحاسبة ودراسة آليات صنع القرار الحكومي أو توجيه الموارد المالية للدولة التوجيه الأمثل وزيادة الدخل القومي الإجمالي وخفض المديونية ومراجعة أعمال الشركات الحكومية أو الاهتمام بالشباب ورعايتهم وتمكينهم والاستماع إليهم ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإعطاء الأولوية للتعليم والبحث العلمي والذكاء الاصطناعي وإيلاء التشغيل وإعادة نظمه الإيلاء الهام والرعاية الشاملة سواء في القطاعين العام أو الخاص وغيرها من الاهتمامات.

لقد خاطب جلالته أبناء عمان المخلصين بأن الانتقال بعمان إلى مستوى طموحاتهم وآمالهم في شتى المجالات سيكون عنوان المرحلة القادمة بإذن الله تعالى وسيشرف جلالته برعايته السامية على كل ما من شأنه خدمة المصلحة العليا للوطن، مسخرا كل أسباب الدعم والتمكين لتكملة المسيرة، داعيًا جميع أبناء الوطن للعمل بكل جهد وإخلاص معاهدين جلالته على الصدق والوفاء معه لخدمة وطنهم الغالي عمان.

ومن هذا المنطلق وهذه الشفافية والمصداقية وجب على كل مواطن عُماني غيور محب لوطنه وسلطانه الالتفاف حول قيادته، مخلصًا وصادقاً له واثقا ومؤمنا بخبرته وحكمته أن يلبي النداء ويعمل بكل جد وإخلاص وأمانة من أجل تحقيق أهدافه ورؤيته دون كلل أو ملل أو استعجال .

حفظ الله وطننا الغالي عُمان وسلطاننا المفدى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وسدد على طريق الخير خطاه.