"جارديان": فرنسا ترى"صعوبة" إبرام صفقة تجارية مع بريطانيا في ظل الخلافات

ترجمة- رنا عبدالحكيم

ذكر تقرير لصحيفة ذا جارديان البريطانية أن فرنسا ترى "صعوبة" إبرام صفقة تجارية مع المملكة المتحدة في ظل الخلافات المتصاعدة بين البلدين. وتوقع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، حدوث مشاحنات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي خلال محادثات مرتقبة حول اتفاق تجاري مستقبلي، مع التشديد على الأمل في استمرار التعاون الدفاعي البريطاني مع أوروبا. وفي حديثه خلال منتدى ميونيخ للأمن والدفاع، قال الوزير الفرنسي إنه سيكون من الصعب على بريطانيا تحقيق هدفها المتمثل في إبرام صفقة تجارة حرة بحلول نهاية العام بالنظر إلى الاختلافات بين الجانبين. وقال لو دريان "أفكر في قضايا التجارة وآلية العلاقات المستقبلية، والتي سنبدأها، سنقوم بتمزيق بعضنا البعض." وأضاف أنه لديه ملفات ضخمة توضح قضايا الخلاف بين المملكة المتحدة وفرنسا، بما في ذلك حقوق الصيد. وقال إنه كان من الطبيعي في المفاوضات لكل جانب حماية مصالحه.

وغادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي رسميًا منذ أسبوعين، لكنها ما زالت عضواً كامل العضوية خلال فترة انتقالية مدتها عام واحد، وتعمل الدول الـ27 المتبقية في الاتحاد الأوروبي على تحديد من تفوضه في المحادثات حول العلاقة المستقبلية بين الاتحاد وبريطانيا، ومن المرجح أن تقود فرنسا، التي عقدت العزم على تحقيق تكامل أكبر للاتحاد الأوروبي، دعوات لاتخاذ موقف صارم بشأن قضايا مثل الخدمات المالية وصيد الأسماك. وتريد فرنسا وعدة بلدان أخرى أن تكون قادرة على الاستمرار في الصيد في المياه البريطانية، في حين تريد لندن الحكم الذاتي الكامل والوصول المحدود للصيادين الأوروبيين.

وواصل لو دريان حديثه قائلاً "دعونا نأمل أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن حتى لو كان هناك العديد من الموضوعات وأن لدينا نقاطاً جوهرية للتباحث فيها". وأضاف "لدي واحدة على وجه الخصوص وهي مسألة صيد الأسماك".

ولو دريان هو الرئيس السابق لمنطقة "بريتاني"، وهي منطقة صيد مهمة للغاية في فرنسا، ويعتمد ما يقرب من 30% من مبيعات الصيادين الفرنسيين على الوصول إلى المياه البريطانية.

وأشادت مارجريت فيستجر نائب رئيس الاتحاد الأوروبي، بقرار رفض الانقسام في الجولة الأولى من محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قائلة "لم يكن هذا بسبب عدم وجود أسباب". وأضافت أن الشفافية المطلقة بشأن أهداف اللجنة كانت حاسمة في الحفاظ على تلك الوحدة، وقالت إن الشيء نفسه سيحدث في الجولة الثانية من المحادثات.

وجاءت تصريحات لو دريان في سياق ندائه كوزير دفاع سابق لمواصلة التعاون البريطاني في قضايا الأمن والدفاع مع أوروبا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وفي إشارة إلى أن فرنسا حريصة على تجنب انهيار المحادثات، قال إن فرنسا والمملكة المتحدة ستلتقيان قريبًا في إطار "لانكستر هاوس"، وهي بمثابة لجنة تنسيق الدفاع الأنجلو- فرنسي التي توقفت عن العمل لأول مرة عام 2010 على يد ديفيد كاميرون ونيكولا ساركوزي.

وتوقع السير مارك سيدويل مستشار الأمن القومي البريطاني والمتحدث البريطاني الوحيد في مؤتمر ميونخ، أن تواصل المملكة المتحدة التعاون في مجال الدفاع. وفي معرض الحديث عما إذا كانت المملكة المتحدة ستدعم الاقتراح الفرنسي الألماني بإنشاء مجلس أمن أوروبي تشارك فيه المملكة المتحدة، قال سيدويل إن الهيكل المؤسسي أقل أهمية من جوهر التعاون الدفاعي.

ورفض كبير المفاوضين في الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه بشدة اقتراحًا بريطانيًا بأنه يمكن منح الشركات اللندنية وصولًا واسعًا ودائمًا إلى سوق الاتحاد الأوروبي.

تعليق عبر الفيس بوك