"جارديان": ماكرون يدعو لمزيد من التكامل الأوروبي وفق رؤية مستقبلية

ترجمة- رنا عبدالحكيم

قال الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في كلمته أثناء مؤتمر ميونيخ للأمن إن الطبقات الوسطى في أوروبا ستظل متصالحة مع الاتحاد الأوروبي فقط إذا أصبح أكثر تكاملاً، وذلك من خلال سياسة دفاعية فعالة، وميزانية أكبر وأسواق رأسمالية متكاملة، مع تفادي بطء عملية اتخاذ القرار، على ما نشرت صحيفة ذا جارديان في تقرير لها.

وأضاف ماكرون- الذي وضع رؤيته لعشر سنوات لأوروبا خلال المؤتمر- أنه لا يزال يرغب في رؤية المملكة المتحدة مشاركة في الدفاع، لكنه حث الدول الأوروبية على إدراك أنه فيما يتعلق بالرفاهية الاجتماعية، فإن أوروبا لها قيم مختلفة بالنسبة للولايات المتحدة. وقال إن القارة كانت تصل إلى ساعة الحقيقة، وهي اللحظة التي يجب أن تقرر فيها المزيد من التكامل والقواسم المشتركة. وحذر قائلاً: "إذا لم يطرح التوافق الفرنسي الألماني رؤية جديدة للطبقات الوسطى، فسيكون ذلك فشلًا تاريخيًا".

وفي إشارة إلى ضعف الغرب، اعترف ماكرون أنه كان غير صبور، إن لم يكن محبطًا، لسماع استجابة ألمانيا لدعوته للحوار الاستراتيجي بشأن "أوروبا أكثر تكاملاً". وطلب إجابة واضحة، قائلا إن الدول "لديها تاريخ في انتظار الإجابات" من بعضها البعض. وقال "الأمر الرئيسي في السنوات المقبلة هو التحرك بشكل أسرع بشأن قضايا السيادة على المستوى الأوروبي".

وتوسع ماكرون في دعوته المثيرة للجدل لأوروبا بفتح حوار استراتيجي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً إن السبيل الوحيد لإنهاء النزاعات المجمدة، بما في ذلك الصراع في أوكرانيا ، هو أن تعمل أوروبا مع روسيا. وأصر على أن: "موقفي ليس مؤيدًا لروسيا أو معاديًا لها، إنه مؤيد لأوروبا". وقال أيضًا إنه يشك في أن روسيا أنهت تدخلها المباشر وغير المباشر في الانتخابات الديمقراطية، قائلاً إن أفضل استجابة هي الدفاع عن شبكات أوروبا وأضاف: "أنا لا أؤمن بالمعجزات، ولكن أؤمن بالسياسات".

وأكد ماكرون أنه على استعداد لسحب الاعتراضات الفرنسية على بدء محادثات عضوية الاتحاد الأوروبي مع مقدونيا الشمالية، طالما وافق الاتحاد الأوروبي على أن تصبح عملية الانضمام أقل لاهوتية وطويلة الأجل وبيروقراطية. وقال إن المراجعة الحالية لوضع الاتحاد لإجراءات ضم دول جديدة يجب أن تتخلص من فكرة أن التقدم نحو الانضمام لا يجب التراجع عنه.

كان ماكرون يتحدث بعد أن أكد سياسيان ألمنيان بارزان أن ألمانيا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للرد على عرض ماكرون للحوار.

وقال وزير الخارجية الألماني "ألمانيا مستعدة للمشاركة بشكل أكبر، بما في ذلك عسكريًا". ودعا إلى "بناء اتحاد أوروبي للأمن والدفاع باعتباره دعامة أوروبية قوية لحلف الناتو". وبين أن أوروبا بحاجة إلى الاستجابة، بسبب الظهور المفاجئ لثغرة استراتيجية جغرافية أغلقتها عيونها عنها. وأضاف أن القرارات المتعلقة بالشرق الأوسط تتخذها دول لا تتقاسم القيم الأوروبية، موضحا أنه في العراق وليبيا وأوكرانيا، يجب ألا تتخلى أوروبا عن هذه الأزمات لمن يجلبون الأسلحة والمرتزقة، وليس السلام.

وحذر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير من أن استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "أمريكا أولاً" هزت النظام الدولي وزادت من انعدام الأمن في عالم غير مستقر. وقال شتاينماير: "إننا نشهد اليوم زخماً مدمراً على نحو متزايد في السياسة العالمية"، مضيفًا: "إننا نذهب كل عام إلى أبعد من هدفنا المتمثل في خلق عالم أكثر سلماً من خلال التعاون الدولي".

وتحت الإدارة الحالية، ترفض الولايات المتحدة الأمريكية مفهوم المجتمع الدولي ذاته، وتعتقد أن كل دولة يجب أن تعتني بنفسها وأن تضع مصالحها الخاصة أمام الآخرين.

وقال شتاينماير- الذي يعتبر منصبه شرفيا إلى حد كبير، لكنه بمثابة بوصلة أخلاقية لألمانيا- إن أوروبا بحاجة إلى السيطرة بشكل أكبر على أمنها، بما في ذلك من خلال الإنفاق العسكري العالي. وتابع القول: "إن أوروبا فقط القادرة والمستعدة لحماية نفسها بمصداقية، هي التي ستُبقي الولايات المتحدة داخل حلف الناتو".

تعليق عبر الفيس بوك