بعد عقود خمسة من خدمة وطنه وشعبه

السلطان قابوس.. صانع سياسات العمل البيئي وقائد مسيرة صون الطبيعة

 

◄ ساهمت رؤية السلطان في صنع تشريعات وآليات لحماية حرمة الحياة البيئية

◄ السلطنة عضو في أبرز الاتفاقيات والبروتوكولات والمعاهدات البيئية الدولية

◄ بفضل توجيهاته السامية.. مكانة متقدمة لعمان في المؤشرات البيئية الدولية

 ◄ في عام 1989 دشّنت جائزة السلطان قابوس لصون البيئة

مسقط - الرؤية

"إنّ الحفاظ على البيئة مسؤولية جماعية لا تحدّها الحدود السياسية للدول"..

كلمات خالدة قالها جلالة السلطان الراحل المغفور له بإذن الله قابوس بن سعيد –طيّب الله ثراه. فقيد الوطن، والمؤسس الأول للعمل البيئي وصانع سياسته في السلطنة طوال مسيرته الخالدة في البناء المؤسسي والتشريعي الناجح على المستوى الوطني، مُرسخًا الصورة الذهنية الإيجابية عن عمان على المستوى الإقليمي والدولي.

فمنذ بداية عصر النهضة وضع – طيب الله ثراه - حجر الأساس لتنظيم وإدارة العمل البيئي حيث تدرجت المراسيم السلطانية السامية والقوانين في قطاع البيئة مؤكدة تطور الجانب التشريعي على مدى العقود الخمسة الماضية والتي تمخضت عنها عدة تحولات من الناحية القانونية والسياسية، فقد انضمت السلطنة بموجبها إلى أهم الاتفاقيات والبروتوكولات والمعاهدات البيئية الدولية الرئيسية في القرن العشرين والتي يعتبرها صناع السياسة البيئية الحجر الأساس لأي بناء قانوني وتشريعي بيئي سليم.

وتمتعت البيئة العمانية برعاية سامية من لدن المغفور له بإذن الله – جلالة السلطان قابوس بن سعيد– طيب الله ثراه - لاهتمامه العميق بحمايتها والحفاظ على مواردها كتراث طبيعي بالغ الأهمية، ورصيداً متجدداً لخطط التنمية ومشروعاتها.

وحصل دور السلطنة في الحفاظ على البيئة، وفقًا للتوجيهات الحكيمة لجلالة المغفور له بإذن الله السلطان قابوس، على اعتراف عربي وإقليمي ودولي. وتلعب اللجنة العمانية للتربية والثقافة والعلوم والوفد الدائم للسلطنة في اليونسكو دوراً رئيسياً في تعزيز الدور الذي تلعبه السلطنة في الحفاظ على البيئة بالتعاون مع برنامج اليونسكو الإنسان والمحيط الحيوي.

وفي عام 1989 دشّنت جائزة السلطان قابوس لصون البيئة ومن وقتها قامت بتكريم 15 جهة من المؤسسات والمعاهد والمحميات والأفراد والمجموعات في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية كان آخرها بعد إعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بمنح جائزة السلطان قابوس لصون البيئة لعام 2019 إلى صندوق أشوكا للأبحاث في مجال الإيكولوجيا والبيئة ATREE بجمهورية الهند.

وعلى المستوى التشريعي قدمت السلطنة العديد من النماذج الهامة لحماية البيئة فكانت البداية بإنشاء مكتب مستشار حماية البيئة في عام 1974، بعدها أُنشئت هيئة عامة لحماية البيئة ومكافحة التلوث في 1979، ومن ثمّ إصدار قانون البيئة ومكافحة التلوث في عام 1982، وعقب ذلك تم إنشاء مجلس حماية البيئة ومكافحة التلوث في عام 1984، ثم الإعلان عن جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة في عام 1989.

ووافقت السلطنة على الانضمام إلى اتفاقية بازل بشان التحكم في نقل النفايات الخطرة واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيرات المناخية، واتفاقية التنوع الأحيائي، والتصديق على اتفاقية حظر استحداث واستخدام وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية وتدمير تلك الأسلحة في عام 1994 والموافقة على انضمام السلطنة إلى اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون، وبروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفذة لطبقة الأوزون في عام 1998 وحتى إنشاء وزارة البيئة والشؤون المناخية كمؤسسة مستقلة، ومعنية بالبيئة بالمرسوم السلطاني السامي رقم 90/2007 في 9 سبتمبر 2007، وما تلا ذلك من اتفاقيات كان آخرها المصادقة على اتفاق باريس بشأن التغيرات المناخية عام 2019 وإعلان العديد من المحميات الطبيعية؛ والتي بلغ عددها 20 محمية طبيعية حتى العام 2019.

وكانت لكلمة السلطان قابوس – طيّب الله ثراه- في مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية في البرازيل عام 1992 أثرها التاريخي عمّا يجول في خلده وتعبيرًا صادقا عن حبه وفهمه لما ينتظر هذا العالم من تحديات بيئية كبيرة وخطيرة والتي تعد اليوم ماثلة أمام الجميع من الهشاشة للأنظمة البيئية العالمية والتي لا يمكن تفاديها إلا بالوعي وتضافر الجهود الأممية والسيطرة على الصناعة، بحيث لا تؤدي التنمية إلى إخلال جسيم بالاتزان البيئي وتقود إلى تدهور النظام البيئي؛ حيث تعرّضت البشرية إلى العديد من الكوارث البيئية السريعة والمأساوية التي ضربت حتى الآن كل قارات العالم، ولم تنج منها دولة أو كيان سياسي مهما كانت بيئته وجغرافيّته، كل هذه الدلائل والقرائن قد طرحها –طيّب الله ثراه- من خلال كلمته التي استمع لها العالم أجمع، وبفضله عمان اليوم سخّرت كل إمكانياتها وكوادرها لمشاركة دول العالم هذا التحدي الكبير.

وشاءت العناية الإلهية أن يرحل جلالة القائد السلطان قابوس بن سعيد–طيب الله ثراه- في الـ 10 من يناير لعام 2020 بعد عقود خمسة من خدمة وطنه وشعبه في شتى المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية قاد فيها بلده إلى بر الأمان وسط عالم تملؤه ويلات الحروب والهجرة والشتات، نال بها شهادة شعبه والعالم أجمع والقريب والبعيد على حسن السيرة وسلامة النفس ونقاء القلب، وقفات الحداد له في كل منبر ومحفل دولي وإقليمي تأتي ترجمة لمكانته الكبيرة في المجتمع الدولي.

كلمة السلطان في البرازيل-01.jpg
علم السلطنة بلائحة بمدينة كاتوفيتشي في بولندا لمؤتمر المناخ 24.JPG
قابوس بن سعيد-طيب الله ثراه-.JPG
صورة-كاملة-للفائزين.png
صورة من المحميات الطبيعية1.jpg
صورة من المحميات الطبيعية.jpg
صورة من المحميات الطبيعية 2.jpg
الفائزون بالجائزة-01.jpg
أبرز الانجازات البيئية -01.jpg
EECJREZXoAArBNZ.jpg
thumbnail.jpg
DSC_3833.jpg
DSC_0035.jpg
 

تعليق عبر الفيس بوك