ما هو واجبنا تجاه الصين؟

ما هو واجبنا تجاه الصين؟

عبدالله بن سالم السيابي

 

في مشهد فيديو، شاهدتُ الشرطة الصينية تُسمِّر أبواب البيوت بالخشب والمسامير على أصحابها؛ فعلى أثر هذا المشهد ومشاهد أخرى مؤلمة كتبتُ هذا المقال.

يُساقون إلى الموت سوقاً، فما مصير هؤلاء إنْ لم يهتدوا ويعرفوا الله حق المعرفة، ويستقيموا على دين الله، إن العيون لتدمع وإن القلوب لتخشع وتشفق على مَنْ لم يُؤذوا المسلمين.

ونقول إنَّ المسلمين عليهم واجب ومسؤولية تجاه هؤلاء، فما نزل بهم من عذاب قد يتحمَّل المسلمون جزءاً من هذه المسؤلية، ستقولون لي لماذا؟!!!! وهم قد ظلموا المسلمين وقتّلوهم وهجّروهم وأخذوا أطفالهم عنوة، وحاربوا من يتعلم أو يعلم القرآن الكريم، بل كل من يصلي ويؤمن بالله عز وجل؟

والجواب:

إنَّ المسلمَ لم يُخلق لتكملة الشهوات والملذات في هذه الحياة، وإنما خُلق ليقود الإنسانية والعالم، ويوجههم ويفرض عليهم اتجاهه؛ لأن لديه النور والحق المبين، الذي استمده من خالق الكون الله رب العالمين، فعليه واجب قيادة الإنسانية إلى الله -عز وجل- ونشر مبادئ وقيم الحق والعدل في الحياة الواردة في القرآن الكريم الذي لم يتغير ولم يتبدل ولم تستطع أن تصله أيدي المحرّفين، ولمّا ترك المسلم وظيفته الأهم وهي دعوة الناس إلى الرحمة المهداة من الله الرب الرحيم؛ ذلك الإسلام الذي فيه سعادة البشرية في الدنيا والآخرة، وانشغل بهُموم تكملة الشهوات والرغائب من الملذات، تسلط عليه أعداء الإسلام ممن لم يعرفوا ولم تصلهم رسالة الإسلام على حقيقتها، ومع هوان المسلم على الله لتركه أوامره، إلا أنَّ الله سبحانه وتعالى علم أنَّ هنالك من المظلومين والضعفاء والمساكين، ومن أهلِ الإيمان والتقوى، فغار الله سبحانه وتعالى على أهله من الصالحين والمتقين وأهل القرآن، فسلط على أعدائه عذاباً تقشعرُّ منه الأبدان، فآتاهم العذاب من حيث لا يحتسبون.

وحيث إنَّ هذا المرض "كورونا" فيه خطورة على البشرية جمعاء، فهنالك مصالح تتفق عليها الإنسانية جميعاً وهي حماية النفس البشرية من كل ضرر؛ إذ حماية النفس واحد من أهم المقاصد الشرعية في الدين الإسلامي، وعلى المسلم أن يشترك في تحقيقه ولو مع غير المسلم؛ فالمسؤولية مشتركة بين المسلمين وغير المسلمين لإنقاذ البشرية من هاوية مهلكة وعذابٍ محدق.

قد يأكل الأخضر واليابس من المسلمين وغير المسلمين، وقد يتعدى ضرره للمسلمين بشكل مباشر أو غير مباشر؛ فقد بدت معالم الضرر للمسلمين؛ فحيث إن علماء المسلمين المخلصين عليهم فرض وواجب ومسؤولية تجاه البشرية جمعاء في هذه الأرض؛ فأخاطبهم من هذا المقال بضرورة التحرك ومخاطبة حكومات المسلمين بكل ما يؤدي لكشف هذه الغمة ويدفع هذا الضرر؛ وذلك عبر التالي:

1- دعوة الحكومة الصينية للتوقف عن كل صنوف ومظاهر الإذلال والتنكيل والنيل من المسلمين من أهل الصين، بغير وجه شرعي.

2- التوجُّه إلى الله بالدعاء من قبل علماء المسلمين ليكشف الله هذا الضرر خوفاً من تفشيه في المسلمين وغير المسلمين.

3- التعاون بين الجهات الطبية والإغاثية ومراكز البحث العلمي الطبي لكل ما فيه مصلحة لإنقاذ البشرية من هذا الوباء الفتاك.

ولكي يعلم أهل الصين أن المسلمين والعرب إنما هم حمام سلام ورسل خير ورحمة للبشرية جميعاً، وأنهم لا يكنون لغيرهم إلا حب الخير والسلام. وكذلك مطالبة الحكومة الصينية بحرية المعتقدات وفتح الحريات؛ فمن أراد أن يتبع الحق والنور سعى إليه بكل حرية؛ فالنور الحق واضح كالشمس في رائعة النهار، ومن أراد اتباع الضلالة والغواية فذلك شأنه، فديننا ومبادئنا تعلمنا أنه: "لا إكراه في الدين"؛ فنظهر ديننا بالأخلاق والمعاملة الحسنة وبالكلمة الطيبة؛ فالإسلام دين الهداية والعدل والرحمة للعالمين، فهو دين الله الذي ارتضاه وأنزله للبشرية جميعاً.

 

a.siyabi67@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك