"فورين بوليسي": ترامب يشن حملة ضغط على الفلسطينيين للقبول بـ"صفقة القرن"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

أحبط البيت الأبيض مسعى فلسطيني للحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي يدين خطة السلام المعروفة باسم "صفقة القرن"، وهو القرار الذي لاقى انتقادات شديدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووصفه بأنه غير قانوني، كما هدد بحظر المساعدات الفلسطينية كجزء من حملة الضغط الدبلوماسي.

وبحسب تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية، جاء انهيار المبادرة الدبلوماسية الفلسطينية في الأمم المتحدة قبل فترة وجيزة من حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس جلسة مجلس الأمن للتنديد بخطة ترامب، التي حذر من أنها ستقوض السلام في المنطقة وتفتت الدولة الفلسطينية المستقبلية إلى مجموعة من الجيوب تشبه "كتلة الجبن السويسري" أكثر من دولة جديدة قابلة للحياة. وتسببت خطة السلام في إثارة الجدل الدبلوماسي وراء الكواليس في أروقة الأمم المتحدة وفي واشنطن، ويؤكد ذلك عشرات الدبلوماسيين وغيرهم من المسؤولين المطلعين على الأمر.

يأتي مشروع القرار المثير للجدل في الأمم المتحدة بعد يوم واحد من إعلان إدارة ترامب عن اقتراح ميزانية سنوية من شأنه أن يلغي المساعدات الأمريكية للضفة الغربية وقطاع غزة ويمنع المساعدات الأمنية لفلسطين كوسيلة للحصول على دعم الفلسطينيين والمعارضين في الكونجرس لخطة السلام. وتتضمن الميزانية 200 مليون دولار في "صندوق التقدم الدبلوماسي" الذي يمكن استخدامه للمساعدات الأمنية الفلسطينية، وهو ما دعمته مجموعة من الحزبين من المشرعين وإسرائيل لعقود من الزمن، لكن من المرجح أن يفرض قبول الفلسطينيين لخطة السلام أولاً كشرط للإفراج عن المساعدات.

وكشف البيت الأبيض عن خطته للسلام، التي تأخرت طويلاً واستغرقت نحو ثلاثة أعوام لإعدادها، في أوقات محفوفة بالخطر من الناحية السياسية بالنسبة لترامب والزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين. وتم الإعلان عن خطة السلام المزمعة قبل خمسة أسابيع من الانتخابات في إسرائيل وفي نفس اليوم الذي تم فيه توجيه الاتهام رسميًا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهمة الاحتيال والرشوة وانتهاك الثقة.

ترامب، الذي يواجه تحدي إعادة انتخابه، خرج من معركة الإقالة سليما، لكنه تضرر سياسيا إلى جانب نتنياهو، الذي أيد الخطة. وحشد عباس الدول العربية للتنديد بالخطة، لكن شعبية الزعيم المسن في الداخل والخارج على حد سواء تتضاءل، تاركًا أسئلة مفتوحة حول أي من القادة السياسيين- إن وجدوا- يمكن أن يمضي في رؤيته قدماً أو عرقلة السلام في الشرق الأوسط.

تعليق عبر الفيس بوك