"دوري الدمج" بحاجة لإعادة نظر

...
...
...
...
...

 

 

< مسؤولو الأندية: النظام الجديد مرهق اقتصاديا.. والعائد الفني قليل

 

الرؤية - وليد الخفيف

ما بين رفض وتأييد، وحديث عن أزمات اقتصادية تسبَّب فيها نظام "الدمج"، ورغبة في إعادة النظر به، جاءت الآراء مُتحدِّثة عن منافع، لكنها أقل من الأزمات التي تسبَّب فيها "الدمج"؛ فلا يُمكن اللعب ذهابًا وإيابًا، ثم الأرض المحايدة، وهو ما يُشكل عبئًا ماديًّا؛ فليست كل الأندية تمتلك الأموال، وما بين أحدهم يُثمِّن الخطوة وأهميتها الفنية.

"الرؤية" استطلعتْ رأي عدد من مسؤولي الأندية العمانية للحديث عن التجربة؛ فيقول عادل بن خادم بن سعيد الزرعي رئيس نادي مصيرة: إنَّ المرحلة الأولى انتهتْ دون جديد على المستويين الفني والاقتصادي، فلم تستفد الأندية من أي عوائد مادية نظرًا لغياب الرعاة. وأضاف الزرعي لـ"الرؤية": لم يكن الهدف فنيًّا أو اقتصاديًّا، أمام الاتحاد عند تطبيق المشروع الجديد، لكنه طبَّقه إرضاء لبعض الأندية، لاسيما وأنها تمثل تكتلًا قويًّا يُؤثر على موازين القوى داخل الجمعية العمومية.

وتابع الزرعي: على المستوى الاقتصادي، لم يتحقَّق الهدف، وانتهى الموسم لدينا من شهر يناير؛ نظرًا لعدم تأهلنا للمرحلة الثانية، ولم نرَ أي جديد يخص هذا الملف، وربما ينجح الاتحاد في تحقيق هذا الهدف في الموسين المقبلين. وتابع: لقد تفاجأنا بالنظام الجديد؛ حيث أقر الاتحاد البطولة باللعب ذهابًا وإيابًا والأرض المحايدة بحجة زيادة عدد المباريات، وكان بوسعه أن يُقلص عددَ المجموعات من 4 إلى 3 على دورين دون الثالث لعدم تحقيقه للإضافة الفنية، لقد لعبنا مع فريق واحد ثلاث مباريات، فما الجديد الذي سنجنيه فنيا من اللقاء الثالث؛ فلو نظمت البطولة على ثلاث مجموعات لكانت أفضل من خلال مواجهة أندية متنوعة.

وعن تقليص النفقات التي تحدَّث عنها المشروع، قال: لقد زادت الأعباء المالية على الأندية، نادي مصيرة ينفق في كل مباراة من 1200 إلى 1500 ريال، والمبلغ الذي نتسلَّمه من اتحاد القدم لا يوازي شيئا أمام قيمة الإنفاق الفعلي. وأشار الزرعي إلى أنَّ تكرار المباريات بجانب عدم تحقيقها للجانب الفني يُمثل عبأً ماليًّا على الاتحاد الذي يوفر حكام ولجان للإشراف على هذه المباريات، وكان من الممكن توجيه هذا البند لخدمة بنود آخرى، مؤكدًا أنَّ تطوير المسابقة وصنع قاعدة جماهيرية هي السبيل الوحيد لجذب الرعاة.

وأشار رئيس نادي مصيرة إلى أنَّ الاتحاد لم يرفع مكافآت الأندية الثلاث الأولى في المسابقة، رغم دمج الدرجتين، مشيرًا إلى أنَّه كان من الأحرى دمج مكافاة دوري الثانية التي ألغيت إلى الأولى.

من جانبه، اختلف رئيس نادي الشباب حمزة البلوشي، مع رأي الزرعي.. قائلاً: لقد تحقق الهدف الفني المرجو، فتقسيم الأندية إلى مجموعات جغرافية، خلق مباريات تحمل طابع الديربي؛ لذا فكلها كانت محتدمة تحقق الهدف الأصيل، ونادي الشباب استلم الدعم المالي من الاتحاد.

وأضاف البلوشي: النظام المعمول به حاليًا هو الأنسب لميزانية الاتحاد والأندية، وأعتقد أن انتهاء موسم الأندية التي لم تتأهل للمرحلة الثانية من شهر يناير أمر يحتاج لإعادة نظر.

من جانبه، قال الدكتور خالد العادي رئيس نادي قريات: توقَّعت أن تكون المسابقة أقوى من ذلك، ولكنني لمستُ أن بعض الأندية خاضت السباق دون استعداد حقيقي، ولم ألمس الرغبة الحقيقية لبعضهم في الصعود للدوري الممتاز. وأضاف العادي: الدوري بطريقة الذهاب والإياب والأرض المحايدة طويل ومرهق، ويستنزف ميزانية النادي، وأعتقد أن الأمر بحاجة لتعديل النسخة القادمة، ونادي قريات إمكاناته المادية محدودة، ونحتاج لتسويق الدوري النسخة القادمة للاستفادة من العوائد لتعزيز ميزانية النادي.

وقال الدكتور مروان آل جمعة رئيس نادي أهلي سداب: لقد تحقَّقت بعض الأهداف المرصودة سلفًا لاسيما في الجانب الفني، وبوسع الاتحاد أن يسعى مبكرًا لتحقيق الهدف الاقتصادي للنسخة المقبلة.

وأشار آل جمعة إلى أن التنافس القوي في المجموعات، ورغبتهم في الصعود، كان السبب وراء قوة المباريات التي حملتْ الندية والشراسة في الجولات الأخيرة، واقترح إلغاء دور الأرض المحايدة الموسم المقبل توفيرًا للنفقات.

وبدوره، انتقدَ الشيخ حسين باعمر رئيس نادي الاتحاد، البطولة شكلاً وموضوعًا.. قائلًا: الأندية أُرهقت من مسابقة طويلة عالية الكلفة، دون أن تحقق الهدف الفني والاقتصادي المرجو، وكان من المفترض أن يرفع الاتحاد حوافز الأندية الثلاث الأولى بترحيل قيمة جوائز الدرجة الثانية التي ألغيت، ومنحها للفائزين من الدرجة الأولى، ولكن الأمر بقي كما هو دون تغيير.

من جانبه، قال عبدالله السعدي عضو مجلس إدارة نادي المصنعة، المشرف على الفريق الأول: لم نرَ المستوى الفني المأمول في المرحلة الأولى خلافًا للتوقعات الآولية، والطموح كان أكبر من ذلك بكثير، والمسابقة بشكلها الحالي لم تأتِ بجديد على المستويين الفني والاقتصادي، وأعتقد أن النسخة الماضية كانت أقوى. وأضاف: طول أمد المسابقة -مُمثلا في دور الأرض المحايدة- ليس له فائدة، والمِصنعة لم يستفد ماليًّا، وأعتقد أننا بحاجة لتقييم الأمر بعد نهاية الموسم.

تعليق عبر الفيس بوك