السلطنة تسلمت ما يزيد عن 100 نيزك تتضمن قطعتين نادرتين

"التراث والثقافة" توقع اتفاقية مسح وتوثيق وتصنيف ودراسة النيازك العمانية

...
...
...
...
...
...
...

 

-الوزارة تنظم في أبريل معرضا يحتوي على أهم النيازك

- المحروقي التنقيب عن النيازك غير قانوني بدون موافقة مسبقة

الرؤية – مريم البادية

وقعت وزارة التراث والثقافة، أمس الثلاثاء، اتفاقية مسح وتوثيق ودراسة وتصنيف النيازك مع متحف بيرن للتاريخ الطبيعي بالجمهورية السويسرية.

وقع الاتفاقية من جانب وزارة التراث والثقافة سعادة سالم بن محمد المحروقي وكيل الوزارة لشؤون التراث، ومن الجانب السويسري البروفيسور بيدا هوفمان رئيس قسم علوم الأرض بمتحف بيرن للتاريخ الطبيعي رئيس البعثة السويسرية للنيازك.

وقال سعادة سالم بن محمد المحروقي، إنَّ الاتفاقية جاءت امتداداً لمذكرة التفاهم الموقعة عام 2009م بين وزارة التجارة والصناعة ومتحف التاريخ الطبيعي في بيرن السويسرية لدراسة النيازك وتصنيفها والذي بدأ فعليًا في 2011م، والتي أثمرت عددا مهما من النيازك بأجناسها المُختلفة وحمايتها وحفظها وفق المعايير العلمية المتبعة في ذلك.

وأضاف وكيل وزارة التراث، أن الفترة الماضية شهدت تسليم المجموعة الأولى من المتحف المتمثلة فيما يزيد عن 100 نيزك تتضمن قطعتين نادرتين على المستوى العالمي مصدرهما القمر والمريخ يعودان إلى آلاف السنين وتصل قيمتهما إلى ملايين الدولارات، وتعتمد أسعارها على أوزانها وندرتها، حيث يصل سعر الجرام للنيزك القمري ما يقارب 10 آلاف دولار للجرام الواحد والنيزك المريخي ما يقارب 5 آلاف دولار للجرام.

ويأتي ذلك مع بداية وصول فريق من العلماء السويسريين لمواصلة برنامج المسوحات الذي استمر ثلاثة أسابيع ماضية وغطى مناطق محددة من محافظات السلطنة، حيت أفاد سعادته بأن السلطنة تمتلك قرابة 10 آلاف قطعة نيزكية 80% منها موجودة بالسلطنة ومحفوظة بمخازن الوزارة بينما فقط 20% أرسلت لمتحف التاريخ الطبيعي ببيرن لغرض الدراسة.

ودعا سعادته إلى التعاون مع الوزارة لمن يعثر على هذه النيازك من أجل توثيقها وضمها لرصيد الوزارة لتكون متاحة للعرض والدراسة، مؤكدًا أن التنقيب عنها غير قانوني بدون موافقة مسبقة من قبل الوزارة. وقال المحروقي، إن هناك تعاوناً مع الجمارك بشرطة عمان السلطانية وبقية الجهات المعنية؛ لفرض رقابة على تصدير النيازك أو المقتنيات الأثرية وأن هناك تبعات قانونية وعقوبات مُغلظة لمن يحاول تهريبها.

من جانبه قال الدكتور علي بن فرج الكثيري، استشاري بوزارة التراث والثقافة في مجال النيازك، إن استمرار هذا المشروع يأتي بعد نقل اختصاص التراث الجيولوجي بموجب مرسوم سلطاني إلى وزارة التراث والثقافة منتصف عام 2019.

وأضاف الكثيري أن النيازك التي عثر عليها ضمن المشروع العلمي بالتعاون مع الفريق السويسري العُماني للبحث عن النيازك تم تقسيمها إلى قطع كبيرة تبقى في السلطنة تؤخذ منها عينات صغيرة والتي تقدر بنسبة 20 جرام وترسل إلى سويسرا لمزيد من الدراسات والأبحاث ولتصنيف نوعيتها حسب الجمعية العالمية للنيازك وباقي القطع الكبيرة لازالت بالسلطنة ومحفوظة بوزارة التراث والثقافة.

وأوضح الكثيري أنَّ الوزارة بصدد تهيئة مخزن ملائم وفقاً للأسس العلمية وبمواصفات لأفضل الممارسات وستكون هناك قاعدة بيانات لجميع هذه النيازك وتوضع في مكانها الصحيح، وبالإمكان الرجوع إليها والاستعانة بالمعلومات العلمية عند الحاجة إليها.

وذكر الكثيري أنَّ من بين الأهداف التي وضعتها الوزارة هي أن تكون هذه النيازك متاحة للمزيد من الدراسات العلمية للعرض في المتاحف محلياً وعالمياً للجوانب التثقيفية للمدارس والجامعات، وذلك للتعرف على المجموعة الشمسية وتاريخ الأرض وكذلك يُمكن الاستفادة منها مستقبلاً في الجانب الطبي، بالإضافة لإنقاذها من صائدي النيازك غير القانونيين، وإضافة مثل هذه المقتنيات لتعزيز رصيد المتحف الوطني.

وقال استشاري بوزارة التراث والثقافة في مجال النيازك، إن الوزارة ستسعى إلى تركيب كاميرات تراقب السماء في 4 مواقع مختلفة، وتم اختبارها في أستراليا، وذلك لرصد أي نيازك تدخل الغلاف الغازي لأجواء السلطنة والوصول إليها فور سقوطها لإجراء المزيد من البحوث العلمية عليها قبل تأثرها بالعوامل الأرضية.

 وأوضح الكثيري، أنَّ الفضاء لا يوجد عليه مياه وأكسجين لذا تكون هذه النيازك غير معرضة لعوامل التجوية، وفور سقوطها إلى الأرض تتعرض مباشرة لهذه العوامل من الأكسدة والتفاعل مع المياه، وتلك التي تسقط فورا تحتوي على بعض الجزيئات التي يمكن استخدامها لقياس العمر الأرضي.

وتابع أن الأرض العمانية مثالية للبحث عن هذه الصخور وذلك بسبب ما تحويه من طبيعة جيولوجية وجغرافية وامتداد الصحاري وعدم وجود التضاريس يؤدي إلى كثرة العثور على هذه التحف القيمة التي تعد تراثا حضاريا لهذا البلد .

وذكر الكثيري أنّه حتى الآن لم يتم الحصول على نيزك لحظة سقوطه، وجميعها كانت في فترات سقوط مختلفة وعلى سبيل المثال سقوط نيزك في عام 2012 وعثر عليه بعد 5 سنوات، كما أنه لا توجد منطقة محددة تسقط فيها النيازك بشكل أكبر دون غيرها .

من جهتها قالت رحمة بنت قاسم الفارسية مديرة عام المتاحف بوزارة التراث والثقافة إن الوزارة ستنظم في شهر أبريل القادم معرض يحتضنه المتحف الوطني يحتوي على أهم النيازك التي عثر عليها في السلطنة.

وأضافت الفارسية أنَّ المعرض يستهدف طلبة مدارس وكليات وجامعات السلطنة والمهتمين والسياح يصاحبه إقامة عدد من المحاضرات يلقيها متخصصون في هذا المجال.

 

تعليق عبر الفيس بوك