5 عقود من التنمية الشاملة والمستدامة

النهضة العمرانية في عهد السلطان قابوس.. مدن جديدة وعصرية وفق أعلى معايير البناء

◄ عُمان تحرز المركز الأول عربيا والثامن عالميا في جودة الطرق

◄ التوسع العمراني يعزز النمو السكاني بـ364 نسمة لكل كيلومتر

◄ تصريف مياه الأمطار من عبّارات وجسور لتأمين انسيابية الحركة المرورية

◄ "اقتصادية الدقم" تضم 344 وحدة سكنية

 

الرؤية - مريم البادية

 

"يجب أن لا يغيب عن البال أن الوطن كبير شاسع، وإيصال الخدمات إلى كل أرجائه يحتاج الكثير من الجهد، والصبر والمعاناة. وإذا كان دخلنا من البترول متواضعا بالنسبة لاحتياجاتنا وظروف بلادنا فإننا والحمد لله أغنياء بمواردنا الأخرى أقوياء بإيماننا بالله وبالعمل"..

نطق سامٍ للمغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- في العيد الوطني الثاني المجيد، مثل انطلاقة الخدمات في جميع أنحاء السلطنة، إذ كان- رحمه الله- يضع الإنسان أولوية في بناء الدولة الحديثة، فعملت القيادة الرشيدة في عهده رحمه الله على تذليل جميع الصعاب التي يمكن أن تحد من ايصال التنمية إلى المناطق البعيدة، وهاهي اليوم ينعم الجميع بخيراتها بفضل ذلك النهج الذي وضعه جلالة السلطان طيب الله ثراه من أجل بناء دولة عصرية حديثة.

شهدت السلطنة في عهده رحمه الله طفرة تنموية كبيرة أدت إلى تطور عمراني في كافة أرجاء البلاد، وذلك بسبب تضافر الجهود لدفع مسيرة البناء والتنمية في عهده طيب الله ثراه. وساهم هذا التوسع الذي جاء نتيجة تخطيط المناطق السكنية وتوزيع الأراضي على المواطنين، وتوفير الخدمات والمرافق الحيوية الهامة في البلاد إلى جانب الزيادة السكانية المضطردة التي بلغت 4.6 مليون نسمة بارتفاع يقدر إلى 987 ألف نسمة بين "2012 إلى 2018" وجاءت محافظة مسقط الأعلى من حيث الكثافة السكانية وذلك بـ364 نسمة لكل كيلومتر، إلى نقلة نوعية في إحلال التنمية الشاملة في مختلف المحافظات منذ توليه رحمه الله لمقاليد الحكم وحتى وفاته.

ومن نماذج هذا التطوير اهتمام جلالته رحمه الله بمدينة الدقم الاقتصادية والتي تشكل أكبر مشروع عماني اقتصادي، وأولى عناية خاصة بتطوير مشروع "مدينة واجهة الدقم".

وانطلقت المرحلة الأولى من المشروع في ديسمبر 2010 واكتملت في مايو2013م، على مساحة وقدرها 23 هكتارا من 344 وحدة سكنية مؤثثة ومقسمة إلى 94 فيلا و250 شقة بالإضافة إلى نادي ترفيهي يحتوي على قاعة رياضية مغلقة متعددة الأغراض (كرة السلة، الطائرة، اليد، القدم وتنس الريشة) وصالة رياضية وملعب اسكواش وثلاثة أحواض سباحة أحدها خاص بالنساء وآخر للأطفال، وملاعب خارجية للتنس الأرضي وكرة الطائرة الشاطئية بالإضافة إلى مطعم ومحلات تجارية.

ويشهد المشروع أيضًا إنشاء المرافق الخدمية كشبكات الطرق والكهرباء بما فيها محطة كهرباء رئيسية وعدة محطات كهرباء ثانوية وشبكة المياه والصرف الصحي بما فيها محطة معالجة مياه الصرف الصحي ونظام الري المرتبط بمحطة المعالجة وشبكتي اتصالات بالألياف البصرية.

وتحتوي المرحلة الثانية من المشروع وفق مخططها المبدئي على أكثر من 500 وحدة سكنية، ومدرسة، ومركز تجاري متعدد الأغراض (مول) يضم مركز بيع بالتجزئة بالإضافة إلى الخدمات الصحية الضرورية، واضعين في الاعتبار أهمية توفير هذه المرافق غير المتوفرة حالياً بالدقم والتي تعتبر أساسية لإبقاء الموظفين العاملين في الدقم حالياً وتشجيع الموظفين المطلوبين للالتحاق بالمؤسسات العاملة بالدقم بحيث تكون البيئة مناسبة ومتكاملة للسكن مع أسرهم.

وأولى رحمه الله عناية كبيرة بتطوير مدينة العرفان وهي مشروع متعددة الاستخدامات تتركّز حول مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض الذي يستقطب الأحداث والمؤتمرات والمعارض العالمية، والذي سيضم عند اكتماله أكثر من 11 ألف وحدة سكنية تضم فيللا سكنية وشققا، ومتاجر تجزئة بمساحة 100 ألف متر مربع ومكاتب ممتدة على مساحة 700 ألف متر مربع، إضافة إلى المساحات الثقافية، وسيركّز المشروع المتكامل والمستدام على التراث الغني للبلاد، كما أنه سيُلبي احتياجات كافة فئات المجتمع، مشكلا بهذا نموذجا للمشاريع الحضرية المستقبلية المحلية والإقليمية، وتعتبر مدينة العرفان حافزا للابتكار الحضري في السلطنة وستضع فور اكتمالها معايير جديدة في الاستدامة والتصميم الحضري.

واهتم جلالته رحمه الله بإقامة شبكة طرق عصرية وفق أحدث المواصفات العالمية لربط كافة المحافظات ببعضها لتكون بمثابة شرايين تنتقل معها حركة التنمية والازدهار الاقتصادي والاجتماعي إلى كل ربوع السلطنة. وحققت عُمان المركز الأول عربيا والثامن عالميا في جودة الطرق، والـ12 عالميا في الربط الطرقي.

ولعل آخر إنجاز دشن بعد وفاته رحمه الله بأيام قليلة هو مشروع ازدواجية طريق الشرقية السريع الذي من بين أجزائه أنفاق وادي العق مسارا آمنا وسلسا أمام الحركة المرورية عند إنجازه بما تم تزويده بمنشآت لتصريف مياه الأمطار من عبّارات وجسور تؤمن انسيابية الحركة المرورية، كما تم تصميم المشروع ليكون مسارًا بعيدًا عن الأودية ومتفاديًا للمنحدرات الصعبة بعمل القطعيات والردميات اللازمة.

تعليق عبر الفيس بوك