"عمان 2040" في مختبر الكفاءات الوطنية

 

فايزة سويلم الكلبانية

 

نصّت الأوامر السامية للمغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيّب الله ثراه بشأن إعداد الرؤية المستقبلية "عمان 2040"، بـ"بلورتها وصياغتها بإتقان تام ودقة عالية في ضوء توافق مجتمعي واسع وبمشاركة فئات المجتمع المختلفة، بحيث تكون مستوعبة للواقع الاقتصادي والاجتماعي ومستشرفة للمستقبل بموضوعية، ليتم الاعتداد بها كدليل ومرجع أساسي لأعمال التخطيط في العقدين القادمين".

***

الناجحون هم من يحرصون على تدوين عدد من الألويّات في سجلات أهدافهم ضمن رؤيتهم الخاصة لمسار حياتهم العملي والاجتماعي، ونحن "فريق الرؤية" اليوم نضع أيضًا على رأس أولويات مبادراتنا، أهدافا طموحة لتكون أعمالنا لهذا العام ذات طابع عملي تطبيقي وتشاركي أكثر عن ذي قبل، وهو ما دفعنا إلى بدء موسم جديد من "إعلام المبادرات" في ضوء أولويات الرؤية المستقبلية "عُمان 2040"؛ حيث نسعى من خلال هذا النهج أن نكون بأعمالنا مكملين لمرتكزات وأولويات ما جاء ضمن وثيقة تلك الرؤية الثاقبة والمفعمة بالأمل في مستقبل أكثر ازدهارا.

اليوم فريق "الرؤية" - وضمن نهج "إعلام المبادرات"- يباشِر إعداداته خلال الفترة الحالية لإطلاق الدورة الثالثة من "منتدى عُمان للموارد البشرية"، والمقرر انطلاقُه هذا العام في هيئة "مختبر الكفاءات الوطنية"؛ في ضوء المحاور الرئيسية والأولويات الوطنية المتضمَّنة في الوثيقة الأولية للرؤية المستقبلية "عُمان 2040"، وذلك يوم الأحد الموافق 1 مارس 2020، بفندق شيراتون عمان، وبشراكة استراتيجية فاعلة مع وزارة الخدمة المدنية، ومعهد الإدارة العامة وبرعاية معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية.

وبعد مُباحثاتٍ عِدَّة، اتَّفقتْ اللجنة الرئيسة للمنتدى - والمكوَّنة من عددٍ من الخبراء ذوي الكفاءة في مجال الموارد البشرية- على أن يُعالج مختبر هذا العام موضوع الكفاءة الوطنية في المجالات التالية: التعليم والبحث العلمي، والصحة، والقيادة والإدارة الاقتصادية، وسوق العمل والتشغيل، والتشريع والقضاء والرقابة، وحوكمة الجهاز الاداري للدولة.. وذلك من خلال تهيئة المجال المواتي أمام المشاركين لعصفٍ ذهنيٍّ يضع يبحث من خلاله المشاركون أنماط التحديات الحالية والمتوقَّعة خلال العشرين عامًا المقبلة، واقتراح الحلول والممارسات التي ينبغي تطبيقها، وصولًا لما يُشبه خارطة طريق أو منهجية عمل واقعيَّة واضحة، تُعين في تحقيق أولويات وأهداف الرؤية المستقبلية من المورد البشري الوطني.

فكرة المختبر بالأساس تهدفُ للخروج بخطة عمل تنفيذية لمُوجِّهات الرؤية المستقبلية؛ انطلاقًا من مسؤوليتنا الوطنية والتزامًا بنهج "التشاركية" الذي قامت على أساسه وثيقة الرؤية بنهجها الحالي.. وليصل المختبر إلى غايته، يهيئ القائمون عليه منصة التقاء موضوعي، تجمع كافة المعنيين بتنفيذ الطموحات الوطنية في الارتقاء بمستويات الكفاءة والإنتاجية والتنافسية والاستدامة (من ممثلين عن بعض الجهات الحكومية ذات الاختصاص، وممثلين عن رؤساء مجالس إدارات كبرى الشركات، ومسؤولي ومديري الموارد البشرية، والموظفين).

وهناك عدد من المؤشرات التي تأتي على رأس أولويات رؤية (عمان 2040)، كمؤشر الابتكار العالمي، ومؤشرات التنافسية العالمية – ركيزة المهارات، مؤشرات الحوكمة العالمية- والكفاءة الحكومية، مؤشر الأداء البيئي وغيرها من المؤشرات المهمة.

وعلاوة على ما سبق، فإنّ رؤية "عمان 2040" ترتكز على عدد من الأولويات الوطنية المتمثلة في: المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية، الصحة، الرفاه والحماية المجتمعية، التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية، إلى جانب حوكمة الجهاز الاداري للدولة والموارد والمشاريع، التشريع والقضاء والرقابة، البيئة والموارد الطبيعية، تنمية المحافظات والمدن المستدامة، القطاع الخاص والاستثمار والتعاون الدولي، إلى جانب سوق العمل والتشغيل، والتنويع الاقتصادي والاستدامة المالية، بالإضافة إلى القيادة والإدارة الاقتصادية.

ختاما.. أؤمن على المستوى الشخصي بأنّ رؤية "عمان 2040" هي الأكثر تطورا والأشد تأثيرا في نهضة اقتصادنا الوطني، لسبب رئيس وهي أنّ هذه الرؤية تمّ إعدادها بناءً على توجيهات سامية من جلالة السلطان الراحل - طيّب الله ثراه، وأشرف على إعدادها شخصيًا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيّده الله ووفقه لكل الخير؛ إذن هي رؤية سلطانين حكيمين، تمزج بين الفكر الرائد للسلطان الراحل، وبين النظرة الثاقبة لجلالة السلطان - حفظه الله ورعاه-.