العالم "يرتعش" من الفيروس الغامض

"كورونا".. حرب بيولوجية لإضعاف القوى الاقتصادية للتنين الصيني

...
...

◄ تصريحات وزير التجارة الأمريكي تثير الشكوك والاتهامات تتزايد

◄ انتشار الفيروس يكبح القوة الاقتصادية الهائلة للتنين الصيني

◄ الحرب البيولوجية من فئة "حروب الدمار الشامل".. وهجماتها مميتة

◄ الأفلام الأمريكية رسخت لقدرة الغرب على نشر الفيروسات في الدول الأخرى

 

الرؤية- الوكالات

"سارس" فـ"كورونا" وقبلهم الجمرة الخبيثة، ثم كورونا بشكل جديد، هكذا ومع انتشار الأمراض الغريبة والمُفاجئة يبدو العالم مكانا مخيفا، محاطا بالقلق، والشائعات، والأسئلة، والشكوك، وهي الحالة السائدة حاليًا في العالم مع تفشي "كورونا المُستجد" وتحوله إلى شبح يُهدد البشرية، حتى إن دول العالم أجمع أخذت احتياطات قاسية، وتحركت منظمة الصحة العالمية في محاولة لإنقاذ الأمر.

وفي تنامي المخاوف، وفشل العلم في الوصول إلى حل يقفز إلى الأذهان دائمًا سؤال رغم غرابته في بعض الأوقات إلا أنه يحمل جانبًا صحيحًا، وهو هل هناك حرب بيولوجية؟ والمقصود هنا بالتأكيد من السؤال الذي قد يصادفك على مواقع التواصل الاجتماعي كل دقيقة أن هناك سببًا لانتشار المرض، لتعطيل القوة الاقتصادية الرهيبة والمتنامية للتنين الصيني.

في 10 أبريل 1972، فتح باب التوقيع على اتفاقية الأسلحة البيولوجية، وهي أول معاهدة متعددة الأطراف؛ لنزع السلاح تحظر استحداث وإنتاج وتخزين طائفة بكاملها من أسلحة الدمار الشامل. ودخلت هذه الاتفاقية حيز النفاذ في 26 مارس 1975.

واتفق مؤتمر الاستعراض الثاني (1986) على وجوب أن تنفذ الدول الأطراف عددًا من تدابير بناء الثقة لمنع أو تقليل حدوث أي لبس أو شك أو ارتياب، ولتحسين التعاون الدولي في ميدان الأنشطة البيولوجية السلمية. وتوسّع مؤتمر الاستعراض الثالث (1991) في تدابير بناء الثقة وبموجب هذه الاتفاقات، تعهدت الدول الأطراف بتقديم تقارير سنوية – باستخدام الأشكال المتفق عليها – عن أنشطة محددة تتعلق باتفاقية الأسلحة البيولوجية، ومنها: بيانات عن المراكز والمختبرات البحثية؛ ومعلومات عن مرافق إنتاج اللقاحات؛ ومعلومات عن البرامج الوطنية لبحوث وتطوير الدفاع البيولوجي؛ والإعلان عن الأنشطة السابقة في برامج البحث والتطوير البيولوجية الهجومية و/أو الدفاعية؛ ومعلومات عن انتشار الأمراض المعدية والأحداث المُماثلة الناجمة عن السموم؛ ونشر النتائج وتشجيع استخدام المعرفة والاتصالات؛ ومعلومات عن التشريعات والأنظمة وغير ذلك من التدابير تجيب الاتفاقية بعض الشيء حول محاولات نفي "صفة الحروب البيولوجية"، وتضعها في الواجهة وبقوة، خاصة مع تنامي قوة الصين الاقتصادية، وهو الاتهام الموجه لأمريكا بأنها تقف وراء ذلك للحد من قوة التنين الصيني.

ولعل تصريحات وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس، أن تفشي فيروس "كورونا" الجديد في الصين قد يفيد الاقتصاد الأمريكي من خلال عودة فرص العمل إلى داخل البلاد، يشير إلى التورط الأمريكي في القضية.

ورجح ويلبر روس في تصريح لقناة "فوكس نيوز بيزنس" أن يؤدي تفشي "كورونا" إلى مغادرة الشركات الأمريكية الصين، أو تعليق نشاطها هناك.

وتابع: "هذا الفيروس يعتبر عاملا جديدا يجب على الناس أخذه بالاعتبار، لذلك أعتقد أن فيروس كورونا سيساعد في الإسراع بعودة فرص العمل إلى أمريكا الشمالية، أي إلى الولايات المتحدة وربما أيضاً إلى المكسيك".

وغذت هذه التصريحات الاتهامات الموجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بأنها السبب في فيروس كورونا، وأبدى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي اهتماماً واسعاً بأخبار فيروس كورونا الذي تصدرت الوسوم المتعلقة به ترند تويتر في أغلب الدول العربية.

واستخدم المغردون عدة وسوم للحديث عن الفيروس كان أبرزها: ##فيروس_كورونا و #كورونا، وتجاوز عدد التغريدات فيها الـ 100 ألف، وتبنت غالية التدوينات أن كورونا أو غيره من الأمراض التي أصبحت تتفشى فجأة في السنوات الأخيرة هي نوع من أنواع الأسلحة البيولوجية.

وقال مغردون إنَّ هناك العديد من المنشورات على الشبكات الاجتماعية من فيس بوك وتويتر، تقول إن فيروس كورونا المكتشف فى الصين تم إنشاؤه بواسطة السلطات الصحية الأمريكية.

كما نشرت وسائل إعلام عالمية تقارير عن توقع مسلسل "ذا سيمبسونز" الكرتوني الكوميدي الشهير المثير للجدل، انتشار الفيروس قبل 27 عاماً، في ظاهرة غريبة أخرى مرتبطة بالمسلسل حظيت باهتمام كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكرت صحيفة "ميرور" البريطانية، أن عدداً من عشاق المسلسل باتوا على ثقة بأن المسلسل قد تنبّأ بانتشار "فيروس كورونا"، بعد أن أعادوا تداول حلقة قديمة تعود إلى عام 1993. ونشر مغرِّدون على موقع "تويتر" صوراً ومقاطع فيديو تقارن بين الفيروس الذي تحدثت عنه الحلقة، وفيروس "كورونا" الذي قتل المئات في الصين، من بين آلاف المصابين. وأصرّ عشاق المسلسل الأمريكي على الربط بين الأمرين، رغم أنَّ حلقة "ذا سيمبسونز" تحدثت عن اليابان لا الصين.

وكان المسلسل الذي أتم 30 عاماً من العروض المتتالية على شاشات التلفزيون الأمريكية قد تنبّأ بعديد من الأحداث بشكل مريب، مثل فوز دونالد ترامب؛ في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وهجمات 11 سبتمبر وتندرج الحروب الكيميائية والبيولوجية تحت تصنيف حروب الدمار الشامل، وتكمن خطورة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في أنه لا توجد وسائل سهلة للحماية من آثار هجماتها المميتة، ولا يقتصر استخدام تلك الأسلحة على أوقات الحرب، وإنما وقعت حوادث محلية في الولايات المتحدة واليابان، ولجأ إليها تنظيم داعش الإرهابي بأعمال انتقامية من سكان مدنيين عزل في بلدات رفضت الإذعان لسيطرته.

ورغم الادعاءات المستمرة إلا أن الواقع ما يزال كما هو تبحث شركات الأدوية عن دليل وعلاج حقيقي للفيروس، وإلى أن يأتي ذلك اليوم سيظل الرعب يتنامى في قلوب العالم المخيف، كما ستظل الإجابة عن سؤال هل هي حرب بيولوجية؟ بلا إجابة!

تعليق عبر الفيس بوك