في الجلسة الخاصة بتأبين المغفور له

أعضاء مجلس الشورى: مسيرة السلطان قابوس تاريخ يتردد على مر الزمن

...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

رئيس المجلس: وصيته تمثل ثوابت ومرتكزات ننطلق منها نحو استكمال المسيرة

الصارمي: السلطان قابوس اهتم بصحة المواطنين وأنشئت 81 مستشفى في عهده 

اليحيائي: "عمان متكئة على رصيدٍ متقدمٍ من البنى الأساسية بفضل السلطان قابوس

مسقط – الرؤية

عبَّر أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى عن مشاعر الفقد والحزن لفقيد الوطن والأمة وباني نهضتها الحديثة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه -الذي أفنى عمره لخدمة بلده لفترة امتدت لنصف قرن.

وألقى أصحاب السعادة عددًا من الكلمات المُؤثرة تحدثوا خلالها عن مآثره ومناقبه إلى جانب الحديث عن مكتسبات النهضة الحديثة التي غطت مختلف القطاعات التنموية بالسلطنة والذي انعكس على مستوى رفاهية وسعادة أبناء هذا الوطن، جاء ذلك خلال جلسة مجلس الشورى الاعتيادية الخامسة لدور الانعقاد السنوي الأول (2019/2020م) من الفترة التاسعة (2019-2023)، التي خصصت لتأبين فقيد الوطن والأمة المغفور له، بإذن الله تعالى، صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه.

بدأت الجلسة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، بعدها ألقى سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس المجلس كلمة مؤثرة قال فيها: "نخصص هذه الجلسة كعرفان بالجميل ووفاءً وذكراً لمآثر المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه".

وأضاف رئيس المجلس:"العظماء نادرون قليلون، والزمان لا يجود بمثلهم إلا لمن استحق من الأمم والشعوب، وقد حظيت عُمان بقائد فذ عظيم، وسياسي محنك حكيم، ورجل دولة فاق الآخرين بقدرته على السياسة والقيادة وحل معضلات الأمور، وفيّ لشعبه، مؤمن بقضايا أمته، مقدام إذا تأخر الناس، ميزان للعدل، وأهل للوفاء والبذل، جواد كريم، عفو حليم، راجح العقل، ثاقب النظر، شديد البأس، نقي السريرة، زكي السيرة".

وتابع سعادته خلال كلمته: "خمسون عاماً اكتملت لعُمان خلالها أركان الدولة العصرية المتمسكة بجذورها وحضارتها، الماضية قدمًا في طريق تطورها بمنهجية علمية ورؤية طموحة واضحة، المخططة لمستقبلها بنظرة فاحصة ثاقبة، خمسون عاماً ترسخت خلالها دولة النظام والقانون، والعدل والمساواة."

وأضاف: "خمسون عاماً هي تيجان فخر وسؤدد، ومجد وسُّمو، ورفعة وشموخ، خمسون عاماً نشر خلالها رحمه الله رايات الأمن والسلام، ودعا للمحبة والوئام، خمسون عاماً التقى خلالها الخصوم في مسقط العامرة فكان لقاء رأب الصدع، ولم الشمل، وجمع الشتات، خمسون عاماً وفلسطين العربية والقدس الشريف في محل العقل والقلب".

 وخلال التأبين ألقى سعادة الشيح أحمد بن مُحمد الندابي، أمين عام المجلس كلمة تأبين وقصيدة رثاء من كلمات الشاعر عبدالعزيز بن محمد الندابي تناولت في مضمونها تعبيرًا عمَّا يجول من حزن عميق في النفوس برحيل المغفور له بإذن الله.

وقال سعادة د. عبد الله العمري، نائب رئيس المجلس:"ذلك المساء الذي فجع عُمان وأهلها، ذلك المساء الذي أبكى القلوب قبل المُقل، وأوجع النفوس وآلمها، وأجرى دموع الرجال، ذلك المساء الذي ترجل فيه الفارس عن صهوة جواده، مُلوحاً بكف الوداع الأخير، مُسلما كعادته قبيل الانصراف، قائلاً " في أمان الله".

وقال سعادة د. محمد بن إبراهيم الزدجالي رئيس اللجنة التشريعية والقانونية بالمجلس:"نظرًا للأهميةِ التي تحظى بها البرلماناتُ في العصرِ الحديثِ لما تمثلُه من ترسيخِ قاعدةِ المشاركةِ الشعبيةِ في صنعِ القرارِ ومساهمتِهِ الفعالةِ في السيرِ قدمًا بمسيرةِ التنميةِ الشاملةِ في المجتمعِ وتأكيدًا لمبدأ الفصلِ بين السلطاتِ الدستوريةِ في الدولةِ (السلطة التشريعية، السلطة القضائية، السلطة التنفيذية) فقد حظي مجلسُ عُمانَ بشقيه مجلسُ الدولةِ المعينُ ومجلسُ الشورى المنتخبُ خلالَ عام 2011م بمنحِه صلاحياتٍ تشريعيةً ورقابيةً موسعةً من لدن جلالةِ السلطانِ الراحلِ - طيب الله ثراه".

وألقى سعادة سليم بن علي الحكماني، رئيس اللجنة الاقتصادية والمالية بالمجلس كلمته التي عبَّر فيها قائلا: " لا تستطيع هذه الجلسة ولا حتى كل جلسات المجلس بأدوارها السنوية وفتراتها المتعاقبة أن تفي هذا القائد العظيم حقه ولا أن تسرد جهده وسعيه ومنجزه لخدمة عمان وأهلها مهما تعددت الكلمات وجادت الخطب والتأبينات بما جادت به وخطته وتطرقت إليه، لأننا أمام قامة متفردة سخرت كل ما لديها من وقت وجهد لبلادها ورفعة شعبها وإعادة أمجاد عمان الخالدة إلى محطات المجد والفخر والتقدم والازدهار.

وأعرب سعادة هلال بن حمد الصارمي، رئيس اللجنة الصحية والبيئية بالمجلس، عن مدى حرص جلالته الراحل لتطوير مسيرة الشورى عبر سنواته المنصرمة وترسيخ دعائم شورى صحيحة نابعة من تراث الوطن وقيمه وشريعته الإسلامية.

وفي هذا الصدد قال سعادته:" اليوم إذ نقف وقفة امتنان لإنجازاتكم العظيمة نستذكر ما فطنت له سياستكم الفذة منذ يومها الأول في المجالين الصحي والبيئي فقد أنشئت 81 مستشفى  22  مجمعا صحيا،  185  مركزا صحيا، و 63  مركز رعاية صحية حكومية أخرى، وهذا ما تحقق في عهد المغفور له بإذن الله، ولم تغفل رعايته الكريمة الإنسان، حيث وصل عدد العاملين في القطاع الصحي بجميع مؤسساته وتخصصاته إلى ما يقارب (٤٠) ألف عامل".

وقال سعادة د. حمود بن أحمد اليحيائي رئيس لجنة الخدمات والتنمية الاجتماعية في كلمته: "ففي رثاء رجل (الخير): نستذكر العطاء اللامحدود في الداخل والخارج والإيمان بمبدأ (الخيرية) الذي رسخه السلطان الراحل في بناء الذات العُمانية، ونستذكرُ خارطة عُمان الممتدة المترامية الأطراف ونستذكر مشهد القفار والبراري الخالية من نبض الحياةِ قبله".

وأضاف اليحيائي: "نستشهد بعُمان اليوم المتكئة على رصيدٍ متقدمٍ من البنى الأساسية من آلاف الكيلومترات من الطرقُ المزودة بأفضل الخدمات وأرقى المواصفات. وبمطاراتها التي كانت نقطة وصلها بالعالم بعد عزلتها، وبخدماتها في أنظمة والاتصالات والموانئ التي هيئت إعادة اتصالهم وتأثيرهم ومواصلة نشر رسالتهم الحضارية في مختلفِ ربوع العالمِ".

وأشار سعادة يونس بن علي المنذري، رئيس لجنة الشباب والموارد البشرية بالمجلس، إلى لقاءات جلالته- طيب الله ثراه- في الجولات السامية مع المواطنين، والتي تمثل تكريساً لوقائع غير مسبوقة، أُتيحت فيها أمام أبناء الوطن فُرص التخاطب والتحاور المُباشر مع القائد المفدَّى - تغشاه رحمة الله- وعرض ما يرونه دون حواجز.

وذكر سعادة سعيد بن محمد الساعدي نائب رئيس لجنة الأمن الغذائي والمائي في كلمته:"عبر سنوات عهده أرسى الأمن والأمان في جميع أرجاء السلطنة وبين الأمم، كما أولى - رحمه الله وطيب ثراه -  اهتماماً عظيماً لجميع القطاعات الوطنية وتنميتها بلا استثناء. وفيما يخص تنمية قطاع الأمن الغذائي والمائي والحفاظ على الثروات الوطنية واستدامتها".

وقال الساعدي:"نال قطاع الأمن الغذائي والمائي اهتمامه من أجل تحقيق هدف أسمى تمثل في تحقيق أعلى معدلات الاكتفاء الذاتي للوطن وتنمية كافة القطاعات التي من شأنها أن تعزز مستويات الأمن الغذائي والمائي وتنويع مصادر الدخل الوطني، منها على سبيل المثال إصدار القوانين والتشريعات الناظمة لهذا القطاع الحيوي، والتي ساهمت بشكل مباشر في رفع مستوى الاكتفاء الذاتي للسلطنة حيث تم تصنيف السلطنة في المرتبة (29) في الاكتفاء الذاتي من بين (113) دولة، والتي هي ثمرة جهود".

وقال سعادة جمال بن أحمد العبري، رئيس لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بالمجلس، في كلمة ألقاها:"ونحن اليوم إذ نستذكر مآثر المغفور له بإذن الله -طيب الله ثراه- لابد لنا من أن نتوقف مع منجزات عصره الزاهر، لنستقي منها العزيمة والحكمة، ونستخلص منها الدروس الخالدة في حب الأوطان، والتضحيات العظام، لنستشعر ما نحن فيه من خير ونماء وتقدم."

وقال سعادة علي بن أحمد المعشني، رئيس لجنة الإعلام والثقافة بالمجلس كلمته التأبينية:"إن الحديث عن إسهامات السلطان قابوس بن سعيد في قطاعي الإعلام والثقافة طويل فلقــد آمـن جلالته بأن الثقافـة العُمانية ركـيزةٌ هـامـةٌ في بنـاء دعائـم النهضة ولاعب محـوري في بـناء النهضة، خاصـة وأن السلطنة تزخــرُ بتـراثٍ حضـاري، وتاريخـي عريـقٍ وثقـافـةٍ متأصلةٍ ومـوروثاتٍ أصليـةٍ تعكـس مـدى ارتــباط العمانـي ببيـئـته ومجتـمعـه".  

 

تعليق عبر الفيس بوك