المكرم الدكتور سعيد بن مبارك المحرمي يرصُد مسيرة التنمية في 5 عقود

الأرقام والمؤشرات تبرهن: الإنسان العُماني.. محور التنمية وهدفها

 

◄ 16% متوسط نمو الناتج المحلي منذ 1970

◄ الاقتصاد العماني نما 285 مرة منذ 1970 وحتى 2018

◄ السلطنة ضمن 13 دولة حققت 7% معدل نمو اقتصادي خلال ربع قرن

◄ دَخْل الفرد تضاعف من 148 ريالا في 1970 إلى 6312 ريالا في 2018

◄ 103% نسبة التحاق الطلاب بالتعليم المدرسي الابتدائي

◄ التنمية في عُمان قفزتْ إلى مراتب متقدمة بفضل منجزات جلالة السلطان قابوس

 

المؤشر الأول: نمو الناتج المحلي الإجمالي

مُنذ بداية النهضة الحديثة الذي قادها جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيَّب الله ثراه- اهتمَّت بالإنسان واستهدفته ليعيش حياة كريمة وسعيدة. فجعلت الاقتصاد المحرك والوسيلة لتحقيق ذلك الهدف؛ فلقد نَما الاقتصاد العماني خلال الفترة من 1970 إلى 2018 بمقياس الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية 285 مرة؛ حيث كانت البداية متواضعة في 1970 بناتج محلي إجمالي وقدره 256 مليون دولار، ونما بشكل تصاعدي حتى تجاوز 79 مليار دولار في 2018، وبمتوسط نسبة نمو قدرها 16%.

ولقد أكدت وكالة بلومبرج ذلك النمو؛ ففي نوفمبر 2019 نشرت خبرًا على موقعها بأن السلطنة من ضمن 13 دولة بالعالم نمت اقتصادياتها بمعدل 7% خلال 25 سنة الماضية؛ وبذلك يُعد معدل هذا النمو إنجازاً للسلطنة لم تستطع كثير من الدول تحقيقه، وهي الدولة العربية الوحيدة في تلك القائمة. وبالبحث عن إحصائيات الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة خلال الـ49 عاما الماضية بقاعدة بيانات البنك الدولي؛ فالجدول يوضح أرقام ونمو الناتج المحلي الإجمالي بالمليار دولار خلال تلك الفترة:

 

السنة

الناتج المحلي الإجمالي بالمليار دولار

نسبة النمو

السنة

الناتج المحلي الإجمالي بالمليار دولار

نسبة النمو

1970

0.2563

-

1995

13.8

6.8%

1971

0.301

17.4%

1996

15.28

10.7%

1972

0.3669

21.9%

1997

15.84

3.7%

1973

0.483

31.6%

1998

14.09

-11.0%

1974

1.646

240.8%

1999

15.71

11.5%

1975

2.097

27.4%

2000

19.51

24.2%

1976

2.56

22.1%

2001

19.45

-0.3%

1977

2.741

7.1%

2002

20.14

3.5%

1978

2.74

0.0%

2003

21.63

7.4%

1979

3.733

36.2%

2004

24.76

14.5%

1980

5.982

60.2%

2005

31.08

25.5%

1981

7.259

21.3%

2006

37.22

19.8%

1982

7.555

4.1%

2007

42.09

13.1%

1983

7.933

5.0%

2008

60.91

44.7%

1984

8.821

11.2%

2009

48.39

-20.6%

1985

10.01

13.5%

2010

58.64

21.2%

1986

7.324

-26.8%

2011

67.94

15.9%

1987

7.811

6.6%

2012

76.69

12.9%

1988

8.386

7.4%

2013

78.94

2.9%

1989

9.372

11.8%

2014

81.08

2.7%

1990

11.69

24.7%

2015

68.91

-15.0%

1991

11.34

-3.0%

2016

66.82

-3.0%

1992

12.45

9.8%

2017

72.64

8.7%

1993

12.49

0.3%

2018

79.295

9.2%

1994

12.92

3.4%

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وإذا أردنا أن نُحوِّل الأرقام الموضحة بالجدول إلى شكل يُلخِّص لنا تلك الأرقام، فإنَّ الشكل يوضح نمو الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة خلال الـ49 عاما الماضية من 1970 إلى 2018. وحيث إنَّ هناك رأياً آخر لبعض الاقتصاديين بأن نمو الناتج المحلي الإجمالي لا يعكس الوضع الصحيح لرفاهية وسعادة الإنسان في أي بلد كان، كان لابد من قراءة إحصائيات أخرى تُعطي مؤشرات عن رفاهية وسعادة الإنسان في عُمان: كمؤشر متوسط دخل الفرد، ومؤشر رأس المال البشري، ومتوسط عمر الإنسان، والالتحاق بالمدارس في المرحلة الابتدائية.

 

المؤشر الثاني: متوسط دخل الفرد

فلنبدأ بمؤشر متوسط دخل الفرد؛ حيث تُصنَّف السلطنة من ضمن الدول المرتفعة في الدخل؛ فلقد نما دخل الفرد حوالي 43 مرة من 148 ريالاً عمانيًّا في عام 1970 إلى متوسط دخل سنوي قدره 6,312 ريالاً عمانيًّا في العام 2018؛ وذلك بالأسعار الجارية. أما بالأسعار الحقيقية للعام 2018، فلقد نما متوسط دخل الفرد حوالي 7 مرات.

والجدول يوضح نمو متوسط دخل الفرد بالأسعار الجارية، وبالقيمة الحقيقية للعام 2018 كمرجع لهذه القيم:

 

السنة

دخل الفرد السنوي بالأسعار الجارية

دخل الفرد السنوي بالقيمة الحالية في 2018

1970

148

968

1980

1,790

5,753

1990

2,479

4,846

2000

3,307

4,844

2010

7,414

8,463

2018

6,312

6,312

 

المصدر: البنك الدولي

 

 

 

 

المؤشر الثالث: مقدار رأس المال البشري

يَقِيس هذا المؤشر مقدارَ رأس المال البشري المتوقَّع أن يحصله طفل مولود اليوم عند بلوغه 18 عامًا. ويهدفُ مؤشر مقدار رأس المال البشري إلى قياس نتائج التحسينات الجارية في الرعاية الصحية والتعليم من أثر في صياغة إنتاجية الجيل القادم من الكوادر البشرية. وبناءً على هذا المؤشر، فلقد حصلتْ بروندي على أقل نسبة في هذا المؤشر 38%، في حين حصلت سنغافورة على أعلى نسبة 88%. وبمقارنة نتائج السلطنة في هذا المؤشر مع بقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي أحرزت بشكل عام مراكزَ متقدمة على مستوى الدول العربية ودول الشرق الأوسط، فلقد حصلت سلطنة عمان على المركز الثالث خليجيًّا بنسبة قدرها 62% متقدمة على المملكة العربية السعودية ودولة الكويت الحاصلتيْن على نسبة 58%، وكذلك متقدمة على دولة قطر الحاصلة على نسبة 61%، ولقد حلت السلطنة ثالثاً بعد مملكة البحرين الحاصلة على 67%، وبعد دولة الإمارات العربية المتحدة الحاصلة على 66%. وعليه؛ فلقد حققت سلطنة عُمان مركزاً عكس اهتمام الحكومة بالرعاية الصحية والتعليم لتحسين إنتاجية الجيل القادم من الكوادر البشرية من أجل حياة كريمة وسعيدة لمواطنيها.

 

المؤشر الرابع: متوسط عُمر الإنسان

إضافة إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي، ومتوسط دخل الفرد، ومؤشر رأس المال البشري، فإنَّه لا بُد من قراءة لإحصائية أخرى رابعة توضح استفادة المواطن من التنمية التي استهدفته، وهذا المؤشر هو متوسط عمر الإنسان بسلطنة عمان. ويقيس هذا المؤشر متوسط العمر المتوقع عند الميلاد إلى عدد السنوات التي سيعيشها الطفل المولود إذا ظلَّت أنماط الوفيات السائدة في وقت ميلاده على ما هي عليه طيلة حياته. حيث كان متوسط عمر الإنسان في عمان (50 سنة) في العام 1970، ووصل متوسط عمر الإنسان في عمان في العام 2017 إلى 77 سنة. أي أنَّ متوسط عمر الإنسان في عمان ارتفع 27 سنة. وهذه الإحصائية تدلُّ كذلك على الرعاية الصحية التي استهدفت الإنسان، وانعكست إيجاباً على متوسط عمره.

 

المؤشر الخامس: الالتحاق بالمدارس بالمرحلة الابتدائية

يقيسُ هذا المؤشِّر إجمالي عددِ التلاميذ المُلتحقين بالتعليم الابتدائي كنسبة مئوية من السكان في السن الرسمية للالتحاق بالتعليم الابتدائي. وللتوضيح؛ فإنَّ المؤشر يقيس نسبة التلاميذ الملتحقين بالمدارس بالمرحلة الابتدائية من إجمالي عدد الأطفال الذين هم فن سن الدراسة، والذين من المفترض التحاقهم بالمدارس بالمرحلة الابتدائية.. ويُمكن أن تتجاوز نسبة الالتحاق الإجمالي 100 في المائة؛ بسبب قيد الأطفال الذين تخطوا العمر المدرسي المقرر أو بسبب إعادتهم الصفوف. ويوضح الجدول أنَّ عدد الطلاب الملتحقين بالرحلة الابتدائية في العام 1971، 2.8% فقط، بينما كان المتوسط العالمي 89%. أما في العام 2018، فلقد تجاوزت سلطنة عمان نسبة الالتحاق الإجمالي 100 في المائة ووصلت النسبة 103% وهي بالتقريب نفس المتوسط العالمي.

 

السنة

السلطنة

المتوسط العالمي

الفرق

1971

%2.8

%89

 %86.2

2018

%103

%103.95

%0.95

 

 

 

 

 

هذه بعض المُؤشرات، وهناك مُؤشرات أخرى كثيرة، شاهدة على أنَّ التنمية استهدفتْ البشر قبل الحجر، فتحسَّنت حياة الإنسان في عُمان.. هكذا جاء للحكم في العام 1970 وهكذا وجدها، وهكذا رحل عنَّا في يناير من العام 2020، تاركاً الأرقام والمؤشرات تتكلم.. لقد وعد فأنجز، إنه جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- فجَزَاه الله عن عُمان وشعبها كل خير.

 

* الكاتب باحث مُتخصِّص في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وعضو مجلس الدولة

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z