في ذكرى الافتتاح الثامنة والعشرين

"المتحف العماني الفرنسي" شاهد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين

...
...
...
...
...

 

مسقط - الرؤية

تلعَب المتاحف كغيرها من المواقع السياحية دورًا مهمًّا في تنشيط الحركة السياحية داخل السلطنة؛ لما تمثله من أهمية كبيرة في عرض مختلف جوانب الحياة، والتعريف بطبيعة التركيبة الجيولوجية التي مرت بها السلطنة عبر ملايين السنين.

وترتكز المتاحف على بقايا أثرية نادرة تعتبر الشاهد الحي على أصالة وعراقة الحضارة العمانية، وكل متحف يمثل الجهد المتواصل الذي تبذله السلطنة دوما في الحفاظ على تراثها الثقافي بطريقة حديثة ومميزة، وتضم السلطنة متاحف؛ منها: الفنية، والتاريخية، والبيئية، والعلمية، والتاريخية الطبيعية.

ويقع المتحف العُماني-الفرنسي في مدينة مسقط على مقرُبة من قصر العلم العامر، ويضمُّ مجموعة الوثائق تاريخية التي لها علاقة بتاريخ العلاقات بين السلطنة وجمهورية فرنسا من التحف الأثرية والحرف التقليدية، ومواد ثقافية تتعلق بالروابط التاريخية بين البلدين.

وافتتح كل من جلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- وفخامة الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران، المتحف بتاريخ 29 يناير 1992م؛ وذلك تأكيداً على عُمق العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين الصديقين منذ أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، وقُدّم البيت كهدية من قبل السلطان فيصل بن تركي آل سعيد إلى أول قنصل لفرنسا بول أوتافي في مسقط عام 1896.

وأطلق اسم "بيت فرنسا" على هذا المبنى منذ أن كان مقرًّا للقنصلية الفرنسية ما بين عام 1896 و1920م، ويعود ملكيته للسيدة غالية بنت سالم ابنة شقيق السلطان سعيد بن سلطان، وقدم السلطان فيصل بن تركي هذا البيت هدية لأول قنصل لفرنسا في مسقط (بول أوتافي) والذي كان خريج معهد اللغات الشرقية. وقد أوكلت إلى بول أوتافي مهام نيابة القنصلية في مسقط وكانت حديثة التأسيس. وهناك عُيِّن قنصلا ومُنِح وسام جوقة الشرف. وقد لعب بول أوتافي دورا مهمًّا؛ إذ طور العلاقات الجيدة التي كانت قائمة آنذاك بين فرنسا وعُمان. وبقي المبنى مقرا للقنصلية ومسكنا للقناصل الفرنسيين حتى العام 1920م سكن في هذا البيت 13 قنصلا فرنسيا.

ويضمُّ المتحف ثماني قاعات؛ هي: قاعة تاريخ البيت وزيارة صاحب الجلالة لفرنسا وأخرى لزيارة الرئيس الفرنسي لسلطنة عام 1992م، وقاعة إصدارات الطوابع العمانية والفرنسية؛ وقاعة العلاقات العمانية-الفرنسية، وقاعة الملاحة البحرية تعرض الملاحة البحرية التي تضم نماذج لبعض السفن العمانية والفرنسية، إضافة إلى الآلات المستخدمة في صناعة السفن في كل من السلطنة وفرنسا، وأيضاً هناك بعض الأدوات المستخدمة في الملاحة.

كما يضم المتحف قاعة الأزياء العمانية والفرنسية، والتي تحتوي على صور ومقتنيات تعبر عن أزياء وعادات الشعبين العُماني والفرنسي وكذلك توجد بها مشاهد من الحياة اليومية في مسقط في فترة الخمسينيات تُقابلها مشاهد من الحياة اليومية في بريتاني الفرنسية في الفترة من 1910م إلى 1912م، وقاعة مكتب القنصل.

 وتحتوي هذه القاعات على مجموعة كبيرة من الصور والمعاهدات والوثائق والخرائط القديمة والرسائل التي تروي تاريخ العلاقات العمانية-الفرنسية، وتوالى عليه حتى عام 1920م ثلاثة عشر قنصلاً يمثلون الجمهورية الفرنسية في سلطنة عُمان.

ويستقبل المتحف العماني-الفرنسي أعدادًا من الزوار، ومعظم هؤلاء الزوار من المواطنين والمقيمين وأسرهم، بجانب الأعداد الكبيرة من الأفواج السياحية خاصة الجاليات الفرنسية.

تعليق عبر الفيس بوك