البلدان الغنية تسجل أقل وفيات مرورية.. عدا دول خليجية

"ذي إيكونوميست": السلطنة تحقق نجاحًا فريدًا في خفض وفيات حوادث الطرق

ترجمة- رنا عبدالحكيم

أشاد تقرير لمجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية بجهود السلطنة في خفض معدلات حوادث الطرق والوفيات الناجمة عنها، مشيرة إلى أن السلطنة ربما تكون استثناءً في هذا السياق مقارنة بدول خليجية أخرى.

وقالت المجلة في تقريرها إن البلدن الغنية تشهد عادة أقل معدل في وفيات حوادث الطرق، لكن الدول العربية الغنية يبدوا أنها استثناء من هذه القاعدة. وأضاف أن الذين يعيشون في البلدان الغنية يميلون إلى امتلاك السيارات واستخدامها في كثير من الأحيان، وغالبا ما يكون لديهم أماكن للذهاب إليها بالسيارة، مثل دور السينما، والمطاعم، او حتى للحصول على دروس الكمان لأطفالهم وغيرها من الأماكن الأخرى.

وفي أفقر البلدان، يعيش العديد من الأشخاص على بعد أميال من الطرق المعبدة، وبالكاد يمكنهم استخدام الدراجات الهوائية. لذلك قد تتوقع أن تكون معدلات الوفيات على الطرق هي الأعلى في العالم الغني. لكن العكس هو الصحيح! فيما عدا بعض الاستثناءات الواضحة، فإن نسبة الأشخاص الذين يلقون مصرعهم على الطرق كل عام هي الأقل في أغنى الدول.

وبحسب معهد المقاييس الصحية والتقييم (IHME)، وهو معهد أكاديمي أمريكي، فإن معدلات الوفيات على الطرق في كل بلد متباين. فبعض الدول، مثل أمريكا، لديها بيانات جيدة، والبعض الآخر، مثل الصومال، ليس لديهم بيانات، لذا يعتمد الأكاديميون على مؤشرات أخرى وما يعرف باسم "التشريح اللفظي". لذلك لا تزال البلدان الأكثر فقرا والأكثر فوضى غامضة فيما يتعلق بالبيانات. فمثلا لا تظهر جمهورية أفريقيا الوسطى على الرسم البياني، والتي يُعتقد أن معدل الوفيات على الطرق فيها سنويا يبلغ 76 لكل 100000، وهي أعلى من أي مكان آخر. والباحثون واثقون بنسبة 95% من أن الرقم الحقيقي هو ما بين 43 و99 لكل 100000.

وتشير البيانات إلى أنه، دون مستوى معين من الدخل، لا يوجد ارتباط كبير بمعدلات الوفيات. ويبدو أن بعض الدول ذات الدخل المتوسط المرتفع، مثل جمهورية الدومينيكان وتايلاند، لها طرق أكثر فتكاً من الأماكن الأكثر فقراً مثل ليبيريا. ففي بعض الأحيان يكون ذلك بسبب شعبية الدراجات النارية وعدم شعبية خوذات الدراجات النارية. لكن عندما تصل الدول إلى إجمالي الناتج المحلي للفرد (عند تعادل القوة الشرائية) بحوالي 30000 دولار، تبدأ معدلات الوفيات عادة في الانخفاض. وتميل البلدان فوق هذا المستوى إلى هندسة الطرق بعناية، والوجود المكثف للشرطة والسيارات ذات الأداء الجيد، وعدم وجود الكثير من المراهقين.

لكن الاستثناءات الكبرى لهذا النمط هي الدول العربية مثل السلطنة وقطر والمملكة العربية السعودية. فعلى الرغم من أنها تعد دولا غنية، إلا أن معدلات وفيات الطرق فيها مرتفعة. ويشير المسؤولون في تلك البلدان أحيانًا إلى أن الهواتف المحمولة والإبل السائبة من أبرز الأسباب. وترجح التقارير أن الحوادث أغلبها نتيجة القيادة بسرعة كبيرة.

لكن عمان على سبيل المثال تواجه ذلك الأمر بحسم واضح، حيث يتم وضع أجهزة ضبط ومراقبة السرعة دون تسامح مع المخالفين "مطلقًا"، وبالفعل نجحت عمان في خفض معدلات الوفيات ولا يزال المعدل يتراجع كل عام.

تعليق عبر الفيس بوك